كل الشعوب العربية والأقليات عانت ولا تزال من اضطهاد أنظمتها الحاكمة والعاملة على تحقيق مصالح الامبريالية والاستعمار بشكليه المباشر وغير المباشر، وتتنزل معاناة الشعب السوري في هذا الاطار، غير ان الامبريالية العالمية تعمل على تحويل وجهة المسار الثوري في سوريا كما في بقية البلدان العربية والالتفاف عليها بما يضمن مصالحها خاصة وأن المنطقة تحتوي على نصف المخزون النفطي العالمي وما يقارب 70% من الغاز الطبيعي اضافة الى معاداة سكانها للصهيونية التي يجدون فيها الحارس العضوي للامبريالية الأمريكية خاصة. من هنا يجب التفريق الواضح بين النضال الثوري للشعب السوري وبين الامريكي والامبريالي العالمي عليه، ان للبيت الابيض خيارات عديدة لانجاز أهدافه واذا أصبح الخيار السعودي كلاسيكيا مكشوفا فإن الخيار القطري والتركي هو الجديد المعتمد عليه. طالعنا الائتلاف الحاكم الجديد في بلادنا بالاعلان عن تمسكه بالخيار السياسي الذي سطره بورقيبة وخاصة بن علي في السياسة الخارجية المتمثل في ركوب قطار الخيار الأمريكي، ففي أول نشاط ديبلوماسي فعلي له كان قرار طرد السفير السوري. هذا القرار رمى حائطا بالتناقضات بين الدول الكبرى: حلف الناتو/ حلف روسيا والصين، اضافة الى تناقضات أكثر دول أمريكا الجنوبية والشعوب التائقة الى التحرر مع حلف الناتو، وشعبنا جزء من الصوت العالمي المنادي بالتحرر والانعتاق الاجتماعي. ان هذا الموقف يندرج في الممارسات الملتفة على المسار الثوري غير ان التاريخ علمنا ان مواقف الطبقات والفئات الاجتماعية المضطهدة هي التي تنتصر في آخر المطاف.