كلما نزلت الثلوج بالجهة إلا وكانت مغراوة رأس القائمة من حيث تدني درجات الحرارة، وانقطاع الطريق، وعزلة المكان ومعاناة الأهالي الذين تزيدهم الأزمات فقرا. تكاد تكون أعلى نقطة بعمدون، حتى إنك عندما تمشي على طريقها تحس كما لو كنت تعتلي طائرة، إذا نظرت إلى سد كساب أسفل جبالها، لذك كانت مغراوة مهبط الثلوج سنويا، وأصبحت هذه الحادثة المناخية مناسبة يُقطع فيها الطريق، ويُعزل فيها المكان، ويُعاني الناس موجة البرد القارس يُضاعفه نُقص في التزود بالحاجيات اليومية من وسائل تدفئة وغيرها، ثم تتوجه إليهم جرافة كالعادة لتزيل الثلوج عن الطريق وتفك عزلتهم، مثلما حدث مؤخرا، وهم بهذه المناسبة يطالبون بمزيد من الاهتمام من قبل السلط المحلية أمام صعوبة أوضاعهم في هذه الظروف، فقد أوقفتنا الثلوج قبل بلوغ مكان السكان، و سبق في سنة 2005 أن طال حصارهم أكثر من 10 أيام. وأمام الجو القارس وخلو المكان من كل حركة كما عايناه، إلا من بعض الشباب الذين خرجوا بعصيهم يقتفون آثار الأرانب البرية، لكسر الروتين وبعض التسلية بالمناسبة كما قالوا، دون أن ينسى بعضهم عندما حادثناهم أن يذكر ما سمعه من الأجداد حول الثلج، من كونه يبشر بموسم فلاحي طيب، ويغذي المخزون المائي للأرض أفضل من الأمطار الغزيرة التي تأخذها السيول سريعا إلى المنخفضات، على عكس الثلوج التي ترسو على الجبال مدة أطول، فيتسرب ماؤها رويدا إلى باطنها على شكل رشح.