لم يكن الثلج هذه السنة بذلك المقدار من خفة الروح التي يستحسنها الناس ويتنقلون من أجله لالتقاط الصور وصنع العرائس ورمي بعضهم البعض بكراته بل بدا ضيفا ثقيل الظل رغم نصاعة بياضه فالكميات التي تساقطت منذ بداية شهر فيفري الجاري على أغلب مناطق البلاد التونسية وخصوصا مرتفعات الشمال الغربي لم تكن بالمرة عادية مما سبب كثيرا من القلق لدى المتساكنين والزوّار وخلق نوعا من الانسداد عند مداخل عدد من المدن وخصوصا أمام الحركة اليومية وعطل كل المصالح تقريبا وقطع الامدادات على العديد من القرى والأرياف المجاورة لها وعزل بعضها عن البعض الآخر. ومعتمدية عمدون من ولاية باجة هي واحدة من المدن التي يتساقط فيها الثلج سنويا بكميات متفاوتة الكثافة لوجودها في نفس الممر الجغرافي مع مدينة عين دراهم ولقربها منها والتحام تضاريسهما الواحدة بالأخرى غير أن الأمر هذه السنة كان مختلفا إذ تجاوز سمك الطبقة الثلجية بها 20 صنتمترا تكدست على الأسطح وغطت وجه الأرض بكامل المعتمدية وتراكمت بوسط المدينة مما عطل حركة المرور لساعات من مساء يوم الأحد الفارط خصوصا باتجاه عين دراهم لذلك سارعت مصالح التجهيز والحرس والأمن والجيش الوطني والحماية المدنية وبعض المواطنين طوال الليل ولساعات من صبيحة يوم الاثنين إلى فتح الطريق من منطقة الغرفة بولاية باجة وصولا إلى مدينة زهرة مدين باستعمال الجرافات والكاسحات مما ساعد على فك الحصار على أكثر من 75 سيارة قادمة من عين دراهم باتجاه مدينة باجة وقد أفادنا أعوان الحرس الوطني بعمدون بأن الحالة عادية ولم تسجل لديهم أية حالة وفاة أو تعكر لمستعملي الطريق منذ بداية التدخل كما تنقل معتمد المنطقة ومعاونوه إلى حدود المعتمدية وعاينوا حالة بعض المتساكنين بالمنطقة وتجري الجهود حثيثة لاستقبال الاعانات من الإدارة الجهوية للتضامن الاجتماعي بباجة قصد توزيعها على المحتاجين. هذه المساعدات قد تشكل حلا جزئيا لبعض المتساكنين من أمثال الحمراء والجوزة والدغرق ومغراوة والمجالس...ولكنها قد لا تفي بكل الحاجيات باعتبار المعانا ة وحالة العزلة التي قد تعيشها المنطقة لو تواصل تساقط الثلوج لأيام قليلة.