التأم مؤخرا بمركز التكوين المستمر بباجة، لقاء تكويني حول المدارس ذات الأولوية التربوية، على مستوى جهوي وقد ضم من اطار الاشراف التربوي مديري المدارس، والمساعدين البيداغوجيين، ومتفقدي الدوائر. ولأن عمدون تحتل النسبة الأعلى من صنف هذه المدارس، كان لنا لقاء مع السيد حمادي المديني بصفته مدير مدرسة وبصفته الكاتب العام للنقابة المحلية بعمدون، وقد أفادنا انطلاقا من حضوره في الاجتماع أن الجلسة كانت جيدة من حيث الطرح النظري، وتبادل الأفكار، والآفاق المفتوحة في هذا الباب، حتى أن الفكرة السلبية حول المدرسة ذات الأولوية تتلاشى أمام ما سيخصص لها من عناية كما ورد في حديث المجتمعين، لكنه يرى في المقابل أن الكلام النظري لا قيمة له ما لم يُتوج بالتطبيق العملي، وهو تأكيد منه على جانب التفعيل لأن الاجتماع حول هذا الموضوع لم يكن الأول بل دأب القائمون عليه أن يكون دوريا، ولكنه في كل مرة لا يُتبع بخطوات عملية تحقق ما كان منتظرا. أما بخصوص عمدون فقال هي من أبرز الدوائر التي تضم مدارس ذات أولوية ففي شبه مقارنة يوجد بعمدون 9 مدارس ذات أولوية من أصل 16، في حين نسجل 10 فقط في نفزة من أصل 26، ويرى أن ذلك له أسبابه، منها تعيين المبتدئين بكثافة والحاقهم بالدائرة في سنوات تربصهم الأولى، ثم مغادرتها بعد نهاية هذه الفترة أيضا نظام الفرق الذي عانت منه معظم هذه المدارس، ولا يزال بعضها خاضعا له مثل مدرسة الجوزة، ثم أقسام التحضيري الذي من المدارس من عرفته حديثا ومنها من حُرمت منه إلى حد اليوم نذكر منها مدرسة مرقاقة، والدغرق و... ضف إلى ذلك القواسم المشتركة التي تجمع أرياف هذه الدوائر، حيث لا يجد تلميذ المناطق النائية العناية اللازمة من قبل العائلة. أما في سياق تحسين أوضاع هذه المدارس، فيرى السيد حمادي المديني أنه لا بد من تجاوز مواطن الخلل التي ذكرنا كالعمل على تحفيز مدرسي الريف ماديا ومعنويا، لتثبيتهم بمراكز عملهم خاصة عندما تصبح لديهم الخبرة الكافية، كذلك تجهيز المدارس بما يساعد على تحقيق نتائج أفضل، وهنا يطرح تساؤل هام حول الاعتمادات المادية وعدم وصولها إلى وجهاتها، وهل هو وضع يخص باجة وحدها أم يخص جميع جهات الجمهورية؟.