صعد كثيرا نجم الأستاذ الجامعي والمحلّل السياسي السيّد سالم الأبيض خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بعد أن «فاح» خبر إقصائه عن المشاركة في برنامج «ما وراء الحدث» على القناة الوطنيّة الثانية الّذي استضاف السيّد الباجي قائد السبسي. عملية الإقصاء والتي جاءت في آخر لحظة أكّدت المنزلة التي يمتلكها السيّد سالم الأبيض والمعروف بدقّة تحليله وبجرأته في طرح المواضيع وانتقاده الشديد لكلّ محاولات تغليط الرأي العام وانتصاره لرؤى الجدل البنّاء والمسؤول. غياب المعني عن البرنامج المذكور أحدث جلبة كثيرة خلال بثّ البرنامج وخارجه عبر مختلف المواقع الاجتماعيّة وخاصة منها «الفايس بوك»، والجميل أنّ السيّد سالم الأبيض كان أوّل من كشف خيوط «الإقصاء» رافضا السقوط في سلوك القبول بالأمر الواقع ومن ثمّ حجب حقيقة ما جرى وسارع بفضح «المؤامرة» التي حدثت والتي هدفت أساسا إلى إسكاته عن تبليغ صوته وموقفه من بيان أثار الكثير من الحبر والجدل خلال الفترة الماضية ولا يزال يُلقي بظلاله على المشهد السياسي التونسي. حتّى وإن تعرّض المعني إلى «الإقصاء و»الإبعاد» فقد أكدّت «الحادثة» أنّ هناك البعض ما يزال يحنّ إلى عهد تكميم الأفواه، هذا إضافة إلى إعطاء صورة إيجابيّة جدّا عن «جزء من النخبة» له من الآراء والمقاربات التي هي مخيفة في نظر آخرين أو هي مرعبة لهم. لقد ساهم الأستاذ سالم الأبيض بقسط وافر في إبراز حالة تخبّط الإعلام العمومي وارتهانه إلى ضغوطات من خارج المؤسّسة هدفت إلى التدخّل في ضبط قائمة المشاركين في برنامج تلفزي، هذا إضافة إلى ما عكسته الحادثة من إبراز إلى قطيعة جزء واسع من النخب والفاعلين السياسيين عن مقولة الرأي والرأي المخالف.