إثر تساقط الثلوج بمنطقة فج الهدوم تواصلت معاناة المتساكنين المرشحة لمزيد التأزم في ظل التغييرات المناخية زادها انقطاع التيار الكهربائي سوءا وعزلة شملت 70 عائلة وهو ما يستوجب التدخل العاجل. تقبع منطقة فج الهدوم في أعلى نقطة جبلية بالجهة مما جعلها عرضة لتساقط الثلوج في كل فصل شتاء تقريبا محملا ببرودة طقس لا تقاوم لذلك تشهد هذه المنطقة وما جاورها من ظروف مناخية قاسية من ذلك اهتراء البنى التحتية من مسالك وعرة وغير مهيئة أضف اليها بنيانهم المتداعية للسقوط من جراء ما تسبّبه الانزلاقات الأرضية في كل مرة من تصدعات بالمنازل، كل هذه العوامل تجمعت هذه المرّة لتطلق نداء استغاثة لأولي الامر من سلط محلية وجهوية وحتى وطنية حتى تقف وتعاين عن كثب معاناة قرابة ال 70 عائلة في عزلة تامة عن العالم الخارجي منذ ما يزيد عن 3 أيام. جرافات ... وحلول نظرا للامكانيات المحدودة للادارة الفرعية للتجهيز والاسكان من معدات ماسحة وجرافات فإن ما تم توفيره لازالة الثلوج من الطريق الفرعية الرابطة بين مدينة الكريب ومنطقة فج الهدوم سوى جرافات وآلة ماسحة وحيدة لا تستطيع بأي حال من الأحوال ازالة الكميات الكبيرة من الثلوج بهذا الطريق والذي بلغ سمك ارتفاعه المتر ونصف لذلك وبالرغم من مجهودات العاملين بهذه الآلات لم يتمكنوا من مسح سوى قرابة ال 4.5 كلم طيلة اليومين الفارطين في حين تعذّر عليهم ازالة ما تبقى من ثلوج متراصة على بقية الطريق والمقدرة بقرابة 5 كلم من جراء نقص المعدّات وتواضعها من ناحية وارتفاع سمك الثلوج الذي يتزايد من يوم الى آخر. هشاشة البنية التحتية بالرغم من الألفة الدائمة والمحبة المتواصلة بين متساكني منطقة فج الهدوم وهذا الثلج الذي يطلّ من سنة الى أخرى كضيف خفيف الظل يرسم الارض بوشاح أبيض يبتهج له الصغار والكبار على حد السواء لأنه بشرة خير على الموسم الفلاحي الا أن اطلالته هذه المرة كشفت النقاب وعرّت خبايا وهشاشة البنية التحتية لهذه المنطقة التي نادى أهاليها بتحسينها في العديد من المرات وخاصة منها المناطق النائية المتاخمة لمنطقة فج الهدوم مثل «سريو». فالمشهد ذاته يتكرر كلما تساقطت الثلوج بهذه الجهة بنسب كبيرة لذلك انقطعت أخبارهم عن العالم الخارجي واصبحوا عالقين لمدّة 3 أيام متتالية وفي عزلة تامة بالمناطق التي تحتضنهم. انقطاع الكهرباء... وتجمد الماء... معاناة قرابة ال 70 عائلة العالقة بمنطقة فج الهدوم لم تقتصر على مشكلة الطريق وانعدام التواصل بل زادها تأزما وحيرة انقطاع الكهرباء عن كل المتساكنين منذ 3 أيام وذلك الى حد كتابة هذه الأسطر أضف الى ذلك تجمد الماء الصالح للشراب جراء برودة الطقس بهذه المنطقة وانخفاض درجة الحرارة بها الى قرابة ال 5 درجات تحت الصفر كل هذه العوامل تجمعت لدى هذه العائلات سوية لتعمّق من مأساتهم فأما الانارة وحسب حديث البعض من أقارب متساكني منطقة فج الهدوم التجأوا لاستعمال الشموع ومنهم من استنجد بالفانوس التقليدي وآخر باستعمال نيران الحطب بعد ما نفدت الحلول السابقة ومنهم من جعل الولاعة طريقة لانارة البعض من أركان المنزل أما وسائل التدفئة فتكاد تكون منعدمة تماما لدى العديد من المواطنين من جراء نفاد البترول بالمنطقة ونتيجة انقطاع الطريق المؤدي لمدينة الكريب ومن البعض من الحطب فإنه يعمل على التقشف في كميته الى حين اتضاح الرؤية. فهؤلاء المتساكنون مازال ليلهم دامس ومرشح لأكثر حلكة ان لم تتدخل السلط الوطنية بتوفير طائرة هيليكوبتر لهذه العائلات محملة بما تيسر من مواد غذائية واغطية وألبسة وأدوية ولمَ لا بأحد أعوان شركة «الستاغ» لارجاع التيار الكهربائي وخلاف ذلك فإن وضعيتهم مرشحة لمزيد التأزم خاصة بعد ان تعذر على الالات الماسحة مسح ما تبقى من كيلومترات مغطاة ومكسوة بالثلوج، لذلك فان متساكني معتمدية الكريب يطلقون نداء استغاثة للسلط المعنية والوطنية لفك عزلة هذه المنطقة ودعم متساكنيها بجملة من الاعانات واقرار جملة من التدابير العاجلة لتحسين بنيتهم التحتية وخاصة منها المسالك الفلاحية وإيجاد حل جذري لمشكلة التيار الكهربائي بالمنطقة الكثير الانقطاع.
