أُرغم الشيخ وجدي غنيم على قطع محاضرته التي كان بصدد إلقائها أمام الآلاف من الحاضرين بقبة المنزه يوم أمس وقد أرجع أحد المنظمين هذا الإجراء المفاجئ إلى سببين الأول يتمثل في الاكتظاظ الشديد وتواصل إقبال المولعين بهذا الداعية الإسلامي والثاني مفاده أن مجموعة كبيرة توافدت على المكان للتعبير عن رفضها لبعض الآراء الفقهية الصادرة عن هذا الشيخ. وقد استنكر بعض المنظمين من خلال تصريحات تناقلها موقع الفايسبوك هذا «التحامل على وجدي غنيم» ذاكرا بأن المحاضرة التي لم يتمكن الضيف من إتمام إلقائها لا صلة لها بختان البنات إنما مضمونها يتصل بالشريعة عامة تابع الجمهور المحاضرة في بدايتها بتجاوب كبير تمثل في التكبير ورفع شعارات أهمها الشعب مسلم ولا يستسلم كما رفعت مجموعة من الحاضرين شعار الشعب يريد الخلافة..... وقد سبقت حضور وجدي غنيم موجة من الاحتجاجات كشف عنها العديد من المواطنين والأكادميين عبر المواقع الاجتماعية على شبكة الانترنيت بأساليب اتخذت أشكالا شتى جادة وساخرة وكاريكاتورية .... هذه الاحتجاجات لاقت تجاوبا كبيرا من الشباب لا سيما النساء لأنها استندت إلى فتوى للشيخ يجيز فيها «ختان البنات» ويعتبره مكرُمة معترضا على وزير الصحة المصري في عهد حسني مبارك الذي رفض هذا الحكم بشدة. وقد تواصل التجاذب بين أنصار وجدي غنيم وخصومه عشية الأحد وليلة الاثنين على الفايسبوك إذ علق أحدهم على الحضور المكثف قائلا «هذه ليست جماهير المباراة النهائية لكأس أمم افريقيا هذا إستقبال وجدي غنيم اليوم في قبة المنزه» في المقابل اعترض بعضهم على حضور هذا الشيخ لا فقط بسبب إجازته ختان النساء إنما بسبب التكلفة الباهضة لحضوره إلى تونس إذ تخطت حسب رأيه «العشرين ألف دينار وهو ما يمكن توظيفه لمساعدة العائلات المنكوبة في الشمال الغربي». يذكر أن الشيخ الداعية وجدي غنيم يبلغ من العمر 62 سنة تعرض قبل هذه الزيارة إلى الطرد من عديد المدن العربية والغربية لا بسبب موقفه من ختان البنات كما حدث في تونس وإنما بسبب العديد من المواقف السياسية التي يصفها أنصاره بالشجاعة والصادقة سواء ضد نظام حسني مبارك أو ضد مشروع الهيمنة الأمريكية ولعل أهم محطة في حياته طرده من البحرين سنة 2008 بسبب موقفه من الكويت وحرب الخليج وقد أطرد كذلك من بريطانيا بتهمة التحريض على الإرهاب وتنقل بعدها إلى العديد من الدول في العام في إطار مشروعه الدعوي.