يشكل المقطع الحجري بالقطايفية خطرا صحيا وبيئيا حقيقيا على سكان المنطقة نتيجة لما يبعثه من أتربة تلوث الهواء زيادة على الارتجاجات الأرضية التي يحدثها وتهدد بسقوط منازلهم وتجعلهم يعيشون وطأة الخوف بين الفينة والاخرى. عانى سكان هذه المنطقة منذ ثلاثين سنة من هذا الخطر الحي واليومي, ولم تسمح لهم ظروف المعيشة بالتذمر, فهو يوفر لأهاليهم بعض موارد الرزق يعيشون منها, لكن الأضرار الصحية الفادحة التي لحقت بعض المواطنين وكذلك تصدع بعض المنازل وتهديدها بالسقوط جعل من سكان هذه المنطقة يبعثون صرخة استغاثة إلى من يهمه الأمر لحمايتهم. فالعمل في هذا المقطع الحجري لا يحترم الشروط الوقائية, كصب الماء على الحجارة أو عند تكسيرها وتحويلها حتى لا تنبعث الأغبرة في السماء وتلوث المنطقة, وقد ظهرت العديد من الحالات المرضية, حسب محدثينا, كضيق التنفس والذي يؤثر خاصة في الأطفال الصغار. كما تعتبر التفجيرات اليومية المتكررة ل«الديناميت», خطر حقيقي على المنازل, إذ تصدعت الكثير منها وأصبحت مهددة بالسقوط, ويتساءل سكان هذه المنطقة عن إمكانية إيجاد طرق أخرى أكثر أمانا لتكسير الحجارة بالجبل بدل الأنفجارات المتكررة للديناميت, وهي انفجارات هائلة. وبسؤالنا عن رغبتهم في طلب غلق هذا المقطع الحجري ونقله إلى مكان بعيد, فقد أكد جميعهم بأنهم يطالبون بزيادة مقاطع أخرى في نفس الجهة لثرائها بالحجارة الجيدة, ولكن لا بد من توخي سبل السلامة والوقاية لكل السكان المجاورين, وعلى أصحاب هذه المقاطع بان لا يفكروا فقط في ربحهم المادي ولكن يتوجب عليهم العمل أيضا على رعاية صحة السكان وسلامة منازلهم. كما تحدث الكثير من سكان هذه المنطقة على وجوب أن يقع التعويض لكل الذين أصيبوا بداء ضيق التنفس المزمن وكذلك كل الذين تصدعت منازلهم.