حددت دمشق يوم 26 فيفري الجاري موعدا للاستفتاء على مسودة الدستور الجديد مشيرة إلى أن انتخابات برلمانية ستجرى بعد 3 أشهر من إقرار الدستور , فيما رحبت موسكو بهذا القرار معتبرة إياه «خطوة» في المسار الصحيح. وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس مرسوما يقضي بتحديد يوم الأحد الموافق ل 26 فيفري الجاري موعداً للاستفتاء على مشروع دستور الجمهورية العربية السورية. نصوص جديدة ويذكر أن الأسد تسلم من رئيس لجنة صياغة الدستور السوري نسخة من مشروع الدستور الذي أعدته اللجنة للاطلاع عليه وتحويله إلى مجلس الشعب قبل طرحه للاستفتاء العام. وينص مشروع الدستور السوري الجديد على انتخاب رئيس الدولة «من الشعب مباشرة» لولاية مدتها سبع سنوات يمكن تجديدها مرة واحدة فقط. كما تنص المادة الثامنة والثمانون من المشروع على ان «ينتخب رئيس الجمهورية لمدة سبعة اعوام ميلادية تبدأ من تاريخ انتهاء ولاية الرئيس القائم ولا يجوز اعادة انتخاب رئيس الجمهورية الا لولاية واحدة تالية». إلا ان المادة السابعة والثمانين تشير الى انه «إذا انتهت ولاية رئيس الجمهورية ولم يتم انتخاب رئيس جديد يستمر رئيس الجمهورية القائم بممارسة مهامه حتى انتخاب الرئيس الجديد». وتخلو مسودة الدستور من ذكر أي دور قيادي لحزب «البعث» الاشتراكي حيث تنص المادة الثامنة على أن النظام السياسي للدولة يقوم على مبدإ التعددية السياسية وتتم ممارسة السلطة ديمقراطيا عبر الاقتراع . وتحل هذه المادة محل المادة الثامنة في الدستور المعمول به حاليا والقاضية بأن حزب البعث العربي السوري هو قائد المجتمع والدولة . وبدوره, قال التلفزيون السوري إن سوريا ستجري انتخابات برلمانية خلال 90 يوما من الموافقة على مشروع دستور جديد والذي سيجري استفتاء عليه في 26 فيفري الجاري. ترحيب روسي وفي تعليقها على هذه المستجدات السياسية والتشريعية قالت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف مساء أمس إن مشروع الدستور الجديد في سوريا هو «موضع ترحيب وخطوة الى الأمام». وأضاف لافروف، في ختام لقاء عقده مع نظيره الهولندي اوري روزنتال في «فاسينار» شمال «لاهاي» ، إن «هذه الفكرة موضع ترحيب ونأمل في أن يتم اعتماد الدستور». وأضاف «نعتقد بالتأكيد أن دستوراً جديداً يضع حداً لهيمنة حزب سياسي واحد في سوريا يعدّ خطوة الى الأمام». وفي سياق متصل, أكد وزير الخارجية الروسية أن محاولة بعض الدول عزل الرئيس السوري بشار الأسد تعتبر «خطأ». وقال لافروف في هذا الإطار «للأسف بعض شركائنا تخلوا منذ زمن عن الحكومة السورية، وبدلاً من الحوار هناك محاولة لعزل الحكومة السورية»، مؤكداً «أنه خطأ». وأضاف «نعتقد أن الحوار السياسي وحده يمكن أن يأتي بحل، لكن الحوار يجب أن يشمل سوريا»، مؤكداً أن موسكو تؤيد «رفض التدخلات الخارجية». الأسد لن يستقيل ويأتي هذا التصريح الروسي متزامنا مع تشديد سوري على رفض اقتراح الدول العربية نشر قوات حفظ سلام في سوريا. حيث أكد السفير السوري لدى موسكو رياض حداد أن بلاده ترفض بشكل قاطع نشر قوات سلام عربية - اممية مشتركة على الأراضي السورية، معتبرا ان ذلك يمس بالسيادة الوطنية موضحا ان الرئيس بشار الاسد لن يقدم استقالته. وقال حداد في موسكو للصحفيين ان «سوريا اعلنت موقفها علنا ورفضت هذه الفكرة جملة وتفصيلا، ولن نوافق على ادخال قوات حفظ سلام دولية». وشدد السفير السوري على ان الرئيس السوري لن يقدم استقالته، ذلك أنه شرعي ومنتخب من قبل اغلبية الشعب. واضاف ان كافة فئات المجتمع السوري تؤيد بشار الاسد، مشيرا الى ان عدد المطالبين باستقالته قليل جدا وان عددهم ربما يكون 100 الف من بين 23 مليون نسمة.