قررت دول الخليج سحب سفرائها من دمشق وطرد سفراء سوريا ب«شكل عاجل» وذلك بالتزامن مع لقاء قائد الديبلوماسية الروسية سيرغي لافروف الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق وتفاهمهما على خطة طريق لانهاء الأزمة في البلاد. وقررت دول مجلس التعاون الخليجي ظهر أمس سحب كافة سفرائها في سوريا مع دعوة سفراء سوريا الى مغادرة الخليج «فورا» في اجراء معاضد ل«الحملة الديبلوماسية» الأوروبية والغربية المسعورة على دمشق . استدعاء... سحب... واعتراف حيث استدعت كل من فرنسا وايطاليا واسبانيا ظهر أمس سفرائها من دمشق للتشاور . ويبدو أن هذا التكتل «الغربي الخليجي» بدأ يبحث بشكل جدي الاعتراف بالمجلس السوري المعارض كممثل شرعي للشعب السوري . فقد كشفت مصادر رفيعة في المجلس السوري المعارض المعروف بمجلس اسطنبول عن أن اعترافا عربيا وخليجيا وفرنسيا بالمجلس سيعلن في القريب العاجل . وأوضح أحمد رمضان عضو المكتب التنفيذي ورئيس الدائرة الاعلامية بمجلس اسطنبول في تصريح لصحيفة «الوطن» أنه تلقى اشارات من مصادر رفيعة المستوى في تلك الدول بأن مسألة الاعتراف قد حسمت لديها وأنهم ينتظرون التوقيت المناسب للاعلان عنه في القريب العاجل . وتشير تصريحات رمضان الى أن مسألة الاعتراف ب«مجلس اسطنبول» قد يعلن عنها في اجتماع مجلس التعاون الخليجي يوم السبت المقبل وفي اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الأحد القادم .وفي مؤشر جلي على هذا التوجه، دعا المجلس السوري المعارض وما يسمى ب«الجيش السوري الحر» في نداء مشترك وزع أمس رجال الاعمال السوريين والعرب الى المساهمة في تمويل عمليات الدفاع عن النفس وحماية المناطق المدنية حسب زعمهما . واكّد النداء ان الامكانات المتوفرة لا تكفي لصد الهجمة من النظام التي تلقى دعما وتمويلا من قوى اقليمية ودولية توفر السلاح والذخائر للنظام . لافروف عند الأسد وبالتوازي مع هذا المشهد، أدى قائد الديبلوماسية الروسية سيرغي لافروف أمس زيارة الى دمشق التقى خلالها الرئيس السوري الشرعي بشار الأسد . وحظي لافروف باستقبال شعبي حاشد عبر عن تقدير وامتنان العشب السوري للفيتو الروسي الصيني الذي وضع حدا للأحادية السياسية الأمريكية ولمشاريع الهيمنة الامبريالية وأدواتها في المنطقة . ونقل لافروف عن الرئيس الأسد التزامه الكامل بوقف العنف أيا كان مصدره في اشارة ذكية الى الجهات الأمنية النظامية والمجموعات الارهابية المسلحة التي تعيث فسادا وقتلا وتقتيلا في سوريا . وبحسب قائد الديبلوماسية الروسية فان الرئيس الأسد سيعلن في القريب العاجل موعد الاستفتاء الشعبي على الدستور الجديد للبلاد الذي سيؤمن لبنات الديمقراطية والحرية في سوريا . وأضاف أن القيادة السورية عبرت عن استعدادها الكامل للدخول في حوار وطني جامع شامل مع كافة الأطراف الراغبة في ذلك مشيرا الى أن دمشق توافق على استمرار عمل بعثة المراقبين العرب وتوسيع نطاق صلاحياتها . وأكد لافروف أن موسكو ستواصل عملها مع كافة أطراف الأزمة السورية للوصول الى حل يحقن الدم السوري ويدخل البلاد في طور سياسي انتقالي اصلاحي . وكانت مصادر اعلامية متطابقة قد أعلنت أن لافروف افتتح لقاءه بالأسد قائلا له : ان لدى كل زعيم مسؤوليات وأنت تدرك جيدا مسؤولياتك في بلادك .