إن المتأمل في الواقع الراهن للمدن والقرى ببلادنا ، يلاحظ بدون عناء علامات الخطر التي تهدد سكان الحضر جراء تفاقم الإشكاليات وكثرة الإهمال و غياب الوعي لدى الجميع . فجل هذه المدن غمرت أنهجها وساحاتها الفواضل بشتى أنواعها كل هذا والجميع من المواطن العادي إلى الحكومة مرورا بالمؤسسة البلدية و الأحزاب السياسية و مكونات المجتمع المدني غارقة في سبات عميق و كأن ثورة الحرية و الكرامة لا يحلو طعمها إلا بهذه الفوضى المقيتة التي تهدد مدينتنا رغم ما ندعيه صباحا مساء من أننا شعب مثقف وواع . فالمواطن أصبح يتعامل مع محيطه بكثير من العنجهية وكأنه يفتخر بتحرره من قيود كانت تكبل رغبته في الإساءة للآخر ولنفسه أولا وآخرا ،فالمؤسسة البلدية ،وفي غياب ربان شرعي أي مجلس بلدي أصبحت شبه غائبة ولا نرى من تدخلاتها سوى ما يقوم به البعض من عملتها من أعمال سطحية لكنس الشارع الرئيسي أوأمام بعض المؤسسات الإدارية و رفع جزئي للفواضل المنزلية بتواتر متقطع . و بهذا الشكل بتنا نعيش واقعا جديدا قوامه القطيعة الكاملة بين المواطن و البلدية ، هذا الواقع أفرزه المشهد السياسي والمجتمعي السائد حاليا مما يحمل مسؤولية مشتركة للجميع من حكومة و أحزاب و مجتمع مدني . لذا يتعين على هذه الأطراف الإسراع في الخوض في هذا الموضوع بكامل الجدية و التعمق وتغليب المصلحة العليا للبلاد ، و إني أدعو بكل لطف أهالي جبنيانة أن يحرصوا على إنقاذ هذه المدينة من مظاهر سلبية غريبة . وأتوجه هنا إلى السادة المحترمين من الوزير الأول و وزير الداخلية ووزير الصحة العمومية ووزير البيئة لأقول : كيف ترضون لمعتمدية جبنيانة وبلديتها التي بعثت سنة 1957 وعدد سكانها لا يتجاوز 40 ألفا أن تذبح بها الأغنام والإبل بساحة السوق البلدي ؟ ..نعم هذا ما يحدث منذ أشهر عديدة بعد ان تم حرق المسلخ البلدي بالجهة ..ما ذنبنا ان نصبح يوميا على سيول دماء المواشي و فضلاتها تتدفق عبر المجاري العارية بساحة السوق البلدي و الانهج المجاورة ..ومن أين للبلدية أن تنجز مسلخا بلديا و مواردها منعدمة ..من حقي أن اسأل ومن حقكم مواصلة الصمت ..