تعاني شبكة التيار الكهربائي بجهة جندوبة عدة نقائص رغم حرص الشركة التونسية للكهرباء والغاز على تأمين ظروف طيبة لوصول التيار الكهربائي لجميع المناطق بلا استثناء. من أبرز المشاكل التي تطرأ على شبكة التيار الكهربائي بالجهة والتي تسبب خللا فنيا بين الحين والآخر العوامل الطبيعية حيث تعبث الرياح القوية بالأعمدة وتسقطها وهو ما يحصل بمعدل 15 بالمائة في السنة جراء العوامل المناخية هذا إضافة للانزلاقات الأرضية التي تصيب المناطق الوعرة فتتسبب أيضا في انهيار وسقوط الأعمدة وهو ما يتطلب مراجعة من هذه الناحية حتى تسلم الأعمدة من عبث الطبيعة ويسلم المواطن المستهلك من الانقطاع الذي يستمر في بعض الأحيان لأيام. إضافة لما تسببه الطبيعة من اخلالات بالشبكة وما ينجر عنها من سلبيات تحاول مصالح الشركة الحد منها قدر المستطاع فإن للمواطن دورا في الإخلالات حين يعمد البعض لقطع الأسلاك الكهربائية على مساحات كبيرة في إطار عملية «التنقيب على النحاس» وهو ما يسبب القطع للتيار الكهربائي لعدة أيام ويكلف الشركة مصاريف وتدخلات إضافية لتجاوز ظاهرة النهب التي تطال الأسلاك وهنا لا بد أن يعي المواطن بأن المسألة وطنية وفي ذلك اعتداء على الأملاك العامة وعلى حقوق أخيه المواطن وللتذكير فإن عملية نهب الأسلاك الكهربائية تنشط بامتياز في المناطق الريفية وقد سجلت المحاكم عدة قضايا من هذا النوع تورط فيها عدد من الشبان. خطة ومقترحات الشركة التونسية للكهرباء والغاز وضعت في الإعتبار العوامل المناخية والبشرية بالجهة وأقرت خطة بدأ تفعيلها منذ سنوات قليلة وتتمثل في تغيير شبكة التيار الكهربائي وتثبيت أعمدة من حجم أكبر قادرة على الصمود في وجه الطبيعة وقد أتت الخطة أكلها بتسجيل تراجع نسبة الأعمدة التالفة بالجهة بعدد من المناطق التي شملها التدخل ( غار الدماء – فرنانة – طبرقة ) في انتظار أن يشمل الجرد بقية مناطق الجهة دون استثناء. كما تقر الخطة توسيع الشبكة لتشمل جميع المناطق وخاصة الريفية النائية المحرومة من التيار الكهربائي حتى يتجاوز أهلها طريقة الإنارة التقليدية وقد علمت « الشروق « أنه في هذا الإطار سيشمل التدخل الجديد أكثر من ألفي عائلة بعدة أرياف بعيدة ونائية. ومن باب الاقتراح أفادتنا بعض المصادر المختصة أنه يمكن تجاوز ظاهرة سرقة الأسلاك الكهربائية والاعتداء عليها بواسطة تثبيت أسلاك تحت الأرض. المواطن يقيم المردود «الشروق» اتصلت بعدد من المواطنين لتسأل عن مردودية شركة الكهرباء والغاز بجهة جندوبة فأجمعوا على أن المردود مقبول عموما غير أنه يتعين مراجعة بعض المعاليم الإضافية كمعلوم التلفزة ومصاريف التنقل والربط ومعلوم التذكير كما أنه من باب الرفق بالمواطن وخاصة ذوي الاحتياجات الخصوصية بالأرياف حيث الفقر والخصاصة تحديد سعر رمزي للربط حتى لا يثقل كاهل المواطن الذي لا يجد في عديد المرات مبلغ تسديد الفواتير فيسقط في مشكل القطع. واقع التيار الكهربائي بجهة جندوبة يبقى بين مجهودات الشركة التي لا تخفى على احد وتطلعات المواطن نحو الأفضل وبين هذا وذاك يبقى الأمل في أن تتطور هذه الخدمات نحو الأفضل وتراعى في جميع الأحوال طاقة المواطن المادية.