تعد معتمدية السبيخة فلاحية بالأساس حيث يعتمد فلاحوها على الأنشطة الفلاحية، تربية الأغنام والبقر، غراسة الأشجار المثمرة والزراعات الكبرى وزراعة الخضروات. وفي السنوات القليلة الماضية انطلقت زراعة الجلبّان (الجلبانة) في مساحات قليلة لا تتعدّى في أفضلها سبعمائة هكتار. ولما تبيّن نجاح هذا النوع من الزراعات، انتشر الاهتمام بالقطاع فعمّت تقريبا كامل العمادات إلى أن بلغت قرابة 3500 هك من الأراضي السقوية لما توفّره من أرباح حسب الفلاحين والفنيين. والجلباّن انواع مختلفة منه: السكّرية، والأربعينية والتسعينية والمنجليّة. وهي نبتة بدريّة تتم زراعتها خلال شهر أوت. وهو ما يستدعي استعمال كميّات وافرة من الماء. وعند الجني يباع الكلغ الواحد بدينارين اثنين على الأقل. أما الجلبانة الفصلية تزرع خلال شهري أكتوبر ونوفمبر. والجلبان نبتة مرهفة الحساسية، فرغم أنّه يتطلّب الري بصورة منتظمة فإنّ نزول الأمطار يزعجه أي أنّه لا يحبّذ الغيث النافع، ولا تقلّبات المناخ (حرارة وبرودة) كما تؤثر «الجليدة» فيه وتلحق به الأضرار ويصاب من فرط حساسيته بالجيّارة والميليديو، وهي أمراض يمكن اعتبارها تحت السيطرة بفضل المبيدات حسب المختصين. لكن الفلاحين أمام اهتمامهم وعنايتهم فإنّهم يجدون انفسهم وجها لوجه مع الأسعار المرتفعة للأسمدة والأدوية التي أثّرت على مداخيلهم. أما على مستوى التأطير والتوجيه من قبل الفنّيين، فإنّ ما سجّل هو النقص في الإطارات المختصة إذ أنّ الشغورات الحاصلة لم يقع سدّها من قبل وزارة الفلاحة. وحتى نعطي فكرة عن هذا النقص، كانت كل عمادة تتمتّع بمرشد فلاحي خاص بها. أما اليوم فلكل خمس عمادات مرشد وحيد. وهو ما أثّر على سير المتابعة والإرشاد ومواكبة الأنشطة الفلاحية التي يحتاج أصحابها إلى من يأخذ بأيديهم ويوجّههم في الوقت المناسب. الحاجة إلى المتابعة ولا يعتقد عاقل أنّه بهذا العدد القليل من المرشدين الفلاحيين يمكن الحصول على منتوجات فلاحية كمّا وكيفا. والفلاحون في هذه المعتمدية يناشدون وزارة الفلاحة بأن تأخذ هذا النقص بعين الاعتبار وتسارع بتعيين الإطار اللازم لسدّ ما حصل من شغور، أما في مستوى اليد العاملة، فزيادة على الوسطاء وأصحاب الشاحنات، فإنّ فلاحي الجلبانة يؤكّدون النقص في اليد العاملة خصوصا و حتى في غيره من الأنشطة الفلاحية. علما وأنّ الهكتار الواحد من الجلبان يشغّل 10 افراد لمدّة 40 يوما أو أكثر بقليل، ومن خلال عملية حسابية بسيطة يمكن الجزم أنّ قطاع الجلبان يوفر في مختلف المراحل 35 ألف موطن شغل لمدّة زمنية تتراوح بين أربعين وخمسين يوما. مما اضطرّ هؤلاء الفلاحين إلى الاستنجاد بأصحاب سيارات النقل الريفي الذين يوفّرون لهم العملة من النسوة بمقابل وهي طريقة شبيهة بالعمل بأسلوب المناولة. وخلاصة القول فإنّ زراعة الجلبان رغم أنّها مربحة ومكسبة فإنّها تعاني من صعوبات وعراقيل تؤثر على عملية الإنتاج ويمكن حصرها في غلاء أسعار الأسمدة والأدوية (المبيدات) وقلّة عدد المرشدين الفلاحيين، والنقص في العمّال. أما كيفية تدارك هذه النقائص فالكرة في شباك كل من يهمّه الامر للنهوض بهذا القطاع وتحسين مردوده؟ وحتى يطمئنّ الفلاح فيزداد إقبالا على هذا القطاع وغيره من الأنشطة الفلاحية التي تستوجب متابعة من الهياكل المعنية.