حذرت لندن من تصاعد الأوضاع المأساوية في سوريا ووصولها الى حد الحرب الأهلية مشيرة الى أن الغرب لن يستطيع حينها وقف حمام الدم في البلاد فيما كشفت مصادر اعلامية سورية أن «عملاء الموساد» يقودون ما يسمى ب «الجيش السوري الحر». ذكرت صحيفة «البعث»، الموالية للنظام السوري، أن فريقا استخباراتيا مكونا من أعضاء مدربين على أيدي الموساد الاسرائيلي قد دخلوا الى الأراضي السورية ويقودون المجموعات المسلحة التي تسمي نفسها «الجيش الحر». وقد جاءت تلك التصريحات على لسان أحد الضباط الأتراك السبعة الذين تم القبض عليهم في سوريا، وقد أفشى معلومات سرية حول نشاط الموساد في تركيا وسوريا وبعض الدول العربية. تدريبات في تل أبيب وأشارت الصحيفة الى أن الضباط قد اعترفوا بتلقي تدريبات خاصة في «تل أبيب» باشراف جهاز المخابرات الاسرائيلي «الموساد» لتنفيذ عمليات ارهابية في سوريا. ونقلت الصحيفة عن، مصادر صحفية ايرانية، أن «اعترافات هؤلاء الضباط كشفت عن تلقيهم التدريبات في قواعد للموساد في الأراضي الفلسطينية المحتلة على تنفيذ عمليات ارهابية لزعزعة الأمن في سوريا قبل دخولهم اليها»، وتشير هذه الاعترافات الى اتصال هؤلاء الضباط مع بعض الأطراف في قطر والسعودية. وقال أحد الضباط ان «الموساد أرسل فريقا من خبرائه المختصين في عمليات الاغتيال الى الأراضي الأردنية، بالتنسيق مع المخابرات الأردنية لتدريب أعضاء من تنظيم القاعدة الوافدين من ليبيا وارسالهم الى سوريا لمحاربة الجيش السوري، وتعقيد الأمور في البلاد من خلال تنفيذ عمليات اغتيال محددة وتفجير أماكن خاصة في مدن سورية». وأكدت الصحيفة وفقا لهذه الاعترافات أن تركيا متورطة في التعامل مع اسرائيل بارسال ضباطها الى الأراضي المحتلة للتدريب على تنفيذ أعمال تخريبية وارهابية ونقلهم الى الأراضي السورية؛ ولذلك رفضت دمشق التفاوض مع موفد تركيا بشأن اطلاق هؤلاء الضباط. وأشارت الى أن سوريا طرحت شروطا بهذا الشأن منها تسليم الفارّين السوريين وعناصر من الجماعات الارهابية التي تسمي نفسها «الجيش الحر»، والذين فروا الى تركيا وأصبحوا عملاء لقوى المعارضة في الخارج، والتزام تركيا عدم تسليح العصابات المخربة والارهابية في سوريا وضبط حدودها مع سوريا للحيلولة دون تسلل عناصر ارهابية الى الأراضي السورية، وأن تكون ايران الطرف الراعي لهذا التوافق. وأوضحت أن دمشق طرحت هذه الشروط ولكن الغرب وبعض الدول العربية منعت الحكومة التركية من قبولها، وبحسب «المصادر الصحفية الايرانية» فإن سوريا لم تنشر تفاصيل اعترافات هؤلاء الضباط حتى الآن نظرا الى العلاقات التاريخية المميزة مع تركيا، وتابعت «تعتبر هذه الاعترافات كنزا استخباراتيا ثمينا لسوريا، وهذا ما يقلق القيادة التركية من افشاء هذه المعلومات». تحذير وفي سياق متصل, حذرت بريطانيا من احتمال انزلاق سوريا الى حرب أهلية قائلة ان الدول الغربية لا يمكنها التحرك لوقف مثل هذه الحرب. وتزامن التحذير مع اعلان الصين بأن تسوية الأزمة السورية سلميا لا تزال ممكنة . وأبدى وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ خشية بلاده من انزلاق سوريا الى أتون حرب أهلية. وقال في تصريحات ل«بي بي سي» يساورني قلق ازاء انزلاق سوريا الى حرب أهلية لا يمكن لنا أن نفعل شيئا بصددها لأننا، كما يرى الجميع، لم نتمكن من تمرير قرار في مجلس الأمن بسبب المعارضة الروسية والصينية». وأضاف «سنشدّ حبل المشنقة حول رقبة النظام السوري أكثر فأكثر عبر اتخاذ عقوبات اقتصادية جديدة، مؤكدا أن لندن تطالب بتنحّي الأسد من الرئاسة». من جانبها، عبرت الصين عن اعتقادها بأن التسوية السلمية للأزمة السورية لاتزال ممكنة. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد استقبل ظهر أول أمس المبعوث الصيني تشاي جون الذي طالب، عقب اللقاء، بضرورة أن توقف الحكومة والمعارضة اطلاق النار. وقال تشاي جون ان الصين تعتقد، مثل كثيرين غيرها، بأنه لا يزال هناك أمل في امكانية تسوية الأزمة السورية عبر الحوار السلمي بين المعارضة والحكومة، بخلاف قول بعض الدول الغربية بأن وقت المباحثات في سوريا ينفد».