اتهمت دمشق أمس الدوحة بتسليح وتمويل وتدريب والتغطية على الإرهابيين الذين يقتلون المدنيين السوريين فيما أبدت موسكو استعدادها لرفع الفيتو ضد أية محاولة لاستصدار قرار دولي يسمح بالتدخل العسكري مشيرة إلى أن الغرب بات يناقش بقوة فرض حظر جوي على دمشق. وقالت صحيفة «تشرين» السورية الرسمية إن حمد بن خليفة الذي لا يمانع بإرسال قوات عربية إلى سوريا هو نفسه منخرط حتى العظم في تسليح وتمويل وتدريب والتغطية على الإرهابيين الذين يقتلون المدنيين السوريين وهو نفسه الذي يدافع عن سفاكي الدماء من حملة البلطات – وهو سلاح أبيض - والسواطير والسيوف...الذين يسميهم ثوارا. رأس من رؤوس التآمر وأضافت أن حمد يعد أحد أبرز رؤوس التآمر ليس على سوريا فحسب بل وحتى على إمارته المسماة قطر مشيرة إلى أنه لم يستطع إخفاء غيظه وكيده وحقده على سوريا فكشف عن كل ما تحت عباءته من فصول التآمر على سوريا. كما شنت الصحيفة الرسمية هجوما لاذعا على قناة الجزيرة متهما إياها ببث السموم ليلا نهارا في كلماتها وصورها ونبرة مذيعيها ومقدمي برامجها وشهود عيان... قتلوا حسب أكاذيبهم أضعاف الشعب السوري ودمروا المدن والقرى وشكلوا جيوشا ممن يسمونهم منشقين يزيد تعدادها على عدد الجيش العربي السوري. واعتبرت أن هؤلاء يحاولون اختلاق مسوغات للإساءة إلى سوريا وحمل مشكلتها إلى مجلس الأمن الدولي كما سبق أن وعدوا وهددوا أكثر من مرة بعد أن فقدوا الأمل ببعثة المراقبين العرب وإمكانية الاستفادة منها على هذا الصعيد. وكان حمد بن خليفة قد عبر يوم السبت المنصرم عن تأييده لإرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف أعمال العنف هناك في سابقة هي الأولى من نوعها لدى «الرؤساء» و«القادة» العرب. وتتوافق اتهامات صحيفة «تشرين» الرسمية مع ما نشرته صحيفة «فاييننشال تايمز» البريطانية في عددها الصادر أول أمس بأن الدوحة تخلت بصفة نهائية عن تطويع الجامعة العربية في مؤامرتها لإسقاط الاسد وانخرطت بشكل كلي في تسليح المتمردين. رفض وتلويح بالفيتو وفي سياق متصل بالحرب الباردة «المشتعلة» في مجلس الأمن بين الأطراف المؤيدة لإسقاط الأسد والأطراف المناوئة لهذا الهدف, اشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إلى أن بلاده سترفض اقتراح نشر أية قوات في سوريا أو فرض عقوبات عليها. وقال: بالنسبة لنا هذا خط أحمر واضح, لن ندعم بأي شكل من الأشكال فرض أية عقوبات على سوريا مؤكدا أن أية دولة ترغب في التدخل العسكري في سوريا لن تحصل على أي تفويض من مجلس الأمن الدولي. وأوضح أن روسيا ستستخدم حق الفيتو لمنع أية اقتراحات للتدخل العسكري في سوريا وذلك في رد واضح وجلي لدعوة حمد بن خليفة إرسال قوات عربية إلى سوريا. وأفاد في ذات الصدد: لن نستطيع منع إرسال اية قوات عسكرية في حال رغب طرف معين في هذا الأمر وبمقتضى مبادرة أحادية الجانب وسيتحمل ضميره تبعات هذه الخطوة ولكن لن يحصل ولن يحصلوا أيضا على اي تفويض من مجلس الأمن الدولي. وأعلن أن موسكو لن تؤيد العقوبات الأحادية ضد سوريا مضيفة أنه يوجد في مجلس الأمن قرار روسي صيني حول الأزمة السورية واصفا إياه بالعادل. وأردف أن مشكلة الغرب كامنة أساسا في إصراره على استبعاد بند – من القرار الروسي الصيني – يمنع استخدام القوة مشيرا إلى أنه – أي الغرب – لا يريد إدانة المعارضة المسلحة التي تقوم بأعمال إرهابية في سوريا. وجدد رفض بلاده توريد السلاح إلى العناصر المسلحة والإرهابية في سوريا التي – أي العناصر – تسعى إلى استغلال الاحتجاجات للاستيلاء على السلطة بالقوة كحد أدنى انطلاقا من بعض المحافظات السورية. وأعلن استعداد موسكو استضافة ممثلي السلطة والمعارضة في سوريا للبدء في حوار وطني شامل يجنب البلاد مخاطر الفوضى والحرب الأهلية. وتعليقا على انتقاد سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة حول وصول سفينة روسية وعلى متنها حمولة خطيرة إلى سوريا أكد لافروف أن روسيا لا تعتبر تقديم التوضيحات والتبريرات لواشنطن ضروريا مضيفا أن موسكو لا تخرق ايا من الاتفاقيات الدولية وأيا من القرارات الدولية وتجارتنا مع سوريا تقتصر على ما لا يحظره القانون.