في واحد من أكثر وأقوى التصريحات المنتقدة للجامعة العربية ولسياستها حيال الدول الأعضاء، نددت الجزائر بأسلوب تعامل الجامعة العربية مؤكدة أنها لم تعد جامعة ولم تعد أيضا عربية. اعتبر وزير الدولة الجزائري والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أمس ان جامعة الدول العربية بحاجة إلى«اعادة نظر عميقة» منتقدا موقفها في الملف السوري. جامعة لتدمير العرب وقال بلخادم الذي يشغل ايضا منصب الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في مقابلة مع القناة الاذاعية الثالثة الناطقة بالفرنسية «الجامعة لم تعد جامعة وهي ابعد ان تكون عربية مثلما يدل اسمها. انها جامعة تطلب من مجلس الامن التدخل ضد أحد اعضائها المؤسسين، أو الحلف الاطلسي لتدمير قدرات بلدان عربية». واضاف «الوضع في سوريا مأساوي... فالسوريون يتقاتلون ويجب وضع حد لهذا وترك السوريين يقررون مستقبلهم والنظام والحاكم الذي يريدون». ويتقاطع هذا الموقف مع تصريحات وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الاربعاء الماضي خلال استقباله نظيره الاسباني خوسي مانويل غارسيا مارغالو. وقال مدلسي «سبق للجزائر ان أبدت تحفظا حول النقطة 7 من قرار الجامعة العربية الصادر في 22 جانفي الفارط والداعي الى رفع القضية الى مجلس الامن». واضاف قائلا: «اية رغبة في الخروج من هذا الفضاء (الجامعة العربية) تعتبر عنصر تحفظ بالنسبة إلى الجزائر». وعبر عن امله في ان «تبقى المبادرة العربية المرجعية الاساسية لتسوية الازمة في سوريا ووضع الجامعة العربية في موقع وساطة بين السلطات السورية والمعارضة في هذا البلد». وقت طويل وخلال تطرقه إلى الاتحاد المغاربي اعترف عبد العزيز بلخادم بالمعوقات الحائلة دون بنائه قائلا «اضعنا وقتا طويلا لبناء اتحاد المغرب العربي الكبير» بينما الحدود مغلقة مع المغرب وفرضت ليبيا تأشيرة دخول على الجزائريين. وتابع القول «لا يمكن ان نبقى على خلاف الى الابد. لا بد ان نتمكن من التكتل يوما ما خاصة اننا في زمن التكتلات الاقليمية الكبرى». واضاف ان «الاوروبيين لديهم عملة موحدة وفضاء «شنغان» بينما عندنا الحدود مغلقة مع بعض الدول بينما تفرض علينا دول اخرى التأشيرة. ضيعنا وقتا طويلا لبناء المغرب العربي الكبير». وكان بلخادم يشير الى الحدود بين الجزائر والمغرب المغلقة منذ 1994 والى فرض ليبيا تأشيرة دخول على المواطنين الجزائريين منذ نوفمبر الماضي. وتدعم الجزائر حركة البوليساريو التي تطالب بانفصال الصحراء عن التراب المغربي، الامر الذي وتر علاقتها مع الرباط على مدار السنوات الماضية. واعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مساء أول أمس في رسالة الى قادة دول اتحاد المغرب العربي «الجزائر وليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا» ان بناء المغرب العربي، في عصر التكتلات الاقليمية والدولية «ضرورة حيوية وملحة». وقال الرئيس بوتفليقة ان «تحقيق وحدة المغرب العربي في عصر التكتلات الجهوية والدولية ضرورة حيوية ملحة لتمكين شعوبنا الشقيقة من مواجهة التحديات ضمن تجمع مرصوص البناء وموحد الكلمة». ووجه الرئيس الجزائري الرسالة بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لتأسيس اتحاد المغرب العربي في 17 فيفري 1989 في مراكش، جنوب المغرب.