أخذت المناطق النائية والجهات الداخلية بعد الثورة حيزا أوسع من التغطية الإعلامية مما ساهم في الكشف عن بؤس الأوضاع وشقاء الأهالي وترهل البنية التحتية في المساكن والطرقات والمدارس والمراكز الصحية وغيرها من المرافق الخاصة والعامة. اتخذت مساندة الفقراء والمحرومين و المتضررين سبيلين الأول يتمثل في الضغط على الحكومة للالتفات إلى تلك الفئات من المجتمع والثاني يتجلى في أخذ زمام المبادرة عبر جمع التبرعات وتوزيعها. إلا أن هذه العملية قد تثير شكوكا حول طرائق التجميع وسبل التوزيع ومدى تحلي القائمين بها بالنزاهة ونظافة اليد و الشفافية. في هذا السياق تتنزل الندوة الصحافية التي عقدتها جمعية تنمية للجميع والجمعية التونسية للأطباء الشبان يوم الخميس بدار الثقافة ابن خلدون بالعاصمة. وقد تابع الحاضرون ثلاث مداخلات قدمها السادة تاج عزيزي وإلياس بن داود وعبد السلام العليمي «روح المواطنة هي السند الأمثل للتنمية» عمد الدكتور تاج عزيزي في مداخلته إلى رصد الواقع الحالي وتشخيصه من خلال عرض آخر الأرقام حول نسب البطالة و الفقر وأصحاب الشهائد المعطلين عن العمل فذكر بأن ربع السكان تقريبا (24.7٪) في بلادنا يصنفون في خانة الفقراء بمقتضى أن كل مواطن من هؤلاء لا يدرك معدل دخله اليومي 2 دولار وأكد بأن مدن الشمال الغربي هي الأشد فقرا بين سائر الجهات. أما عدد العاطلين عن العمل فهو يضارع 700 ألف 69 بالمائة منهم أعمارهم أدنى من 30 سنة من بينهم 170 ألفا بحوزتهم شهائد عليا. هذا التشخيص لم يكن اعتباطيا حسب السيد تاج عزيزي ولا هو من باب المزايدة على الحكومة إنما المقصد منه التنبيه إلى أن المعضلة التنموية التي تعاني منها البلاد تقتضي تدخل المجتمع المدني من أجل المساهمة في الإنقاذ بمقتضى ما تمليه علينا روح المواطنة على حد تعبيره جمعية تنمية للجميع والجمعية التونسية للأطباء الشبان حسب السيد تاج يستأنسان في حملاتهما بالمرجعية الثقافية العربية والإسلامية من جهة وثقافة التضامن في المجتمعات الغربية من جهة أخرى وعدّد أمثلة على ذلك ففي سنة 2003 تمكنت الجمعيات في الاتحاد الأروبي من توفير 11 مليونا و 143 ألف موطن شغل وهو ما يعادل 6.7 في المائة من عدد الوظائف وارتفع هذا الرقم سنة 2007 إلى 8 بالمائة كما استرسل رئيس جمعية تنمية للجميع في عرض أرقام أخرى تؤكد الدور الريادي للجمعيات في أوروبا وهو ما يحث حسب رأيه على الاحتذاء حذوها في هذا التوجه النبيل. ذكر السيد إلياس بن داود رئيس جمعية أطباء شبان في مداخلته أن المقصد من الندوة الصحافية هو التحلي بالشفافية في الإبانة عن مصادر التمويل وحجمه ووجوه استعماله في هذه المداخلة الثانية كشف المتحدث بأن عدد المتبرعين في تظاهرة أطباء يبنون بلغ 194 مما أثمر حجما جمليا للتبرعات بلغ 10ألاف دينار و70 دينارا هو في ظاهره رقم زهيد يمكن أن يتبرع به شخص واحد لكن الآفاق التي تتطلع إليها جمعية تنمية للجميع وجمعية أطباء شبان هي آفاق أوسع تتمثل في تكريس ثقافة المواطنة والحد من ظاهرة التواكل والاستقالة نجاح الحملة الأولى حث الجمعيتين الراعيتين حسب السيد إلياس بن داود على الترفيع من نسق النشاط والتحول من رفع «شعار أطباء يبنون» إلى اعتماد شعار «بفضلكم نجحنا وبفضلكم سنواصل»التضامن حركة دائمة أكد الدكتور عبد السلام عليمي أن الجمعيتين تتطلعان إلى الترفيع من نسق العمل التضامني من مجرد وقفات إلى حركة دائمة وعليه فقد قرر المنظمون التحول إلى سوسة وصفاقس ومدن أخرى في سبيل توسيع دائرة النشاط ومن أجل ذلك تتطلع الجمعيتان حسب العليمي إلى تنويع مصادر الإعانات من ذلك عقد شراكات مع شركات كبرى ومع فنانين ورياضيين وتنظيم حفلات ومباريات رياضية تعود عائداتها إلى الجمعيتين حتى تتمكنا من تقديم المساعدات على أوسع نطاق في المقابل أكد المتحدث (إجابة عن سؤال الشروق حول إمكانية التحول من دعم البنية التحتية للمستشفيات إلى الدعم في مجالات أخرى ) بأن الجمعيات كلما اختارت التخصص كان نشاطها أجدي وأنجع وأوضح وأكثر شفافية .توفير90 بالمائة من المستحقات الطبية ذكر السيد تاج عزيزي لجريدة الشروق أن جمعيتي التنمية للجميع والأطباء الشبان قد اتصلتا بوزارة الصحة للتحقق من أكثر المدن حاجة إلى المساعدة العاجلة فتم توجيههما في البداية إلى الشمال الغربي واستقر الاختيار على ساقية سيدي يوسف فوقع التنسيق مع المستشفى المحلي بالجهة الذي أرسل قائمة بكل المستحقات فكانت الاستجابة ل90 بالمائة منهاالفنانة حليمة داود حضرت الفنانة حليمة داود الندوة الصحافية وكان لها لقاء مع السيد تاج عزيزي رئيس جمعية تنمية للجميع تعهدت فيه بتقديم عرض تعود مداخيله إلى الجمعية وقد أثنت على ما تتصف به هذه الجمعية من مصداقية وشفافية في عملها.