تأكد رسميا امضاء صانع ألعاب الترجي أسامة الدراجي لعقد مبدئي مع فريق «اف.سي. سيون» السويسري وذلك لمدة 4 سنوات ونصف تنطلق في مفتتح شهر جويلية وهو ما كنا أشرنا له في عدد الاثنين من خلال التلميح الى امكانية توتر العلاقة بين الترجي ولاعبه بسبب ما يتردّد عن امضائه دون علم الفريق. الخبر كاملا توفر لدينا منذ الجمعة، إلا أننا خيرنا مبدأ التحفظ للتأكد أيضا على اعتبار أنه في اتصال باللاعب كان أقسم بأغلظ الايمان أنه لم يمض وأنه يضع الترجي ضمن أولوياته.
انتهى المكتوب
في تأكيد على ما أشرنا إليه كذلك تمّ منع اللاعب من التدرب مع الأكابر مساء الثلاثاء في انتظار بت الهيئة المديرة في وضعيته والتي تتجه دون شك الى طريق مسدود على اعتبار حالة الغصب الكبيرة التي لمسناها لدى إدارة الترجي بعد التأكد من خروج اللاعب دون أن يولي أي اعتبار للفريق الذي كونه وأوصله الى المستوى الحالي ومن المنتظر أن يتم إلحاقه بصنف الآمال وذلك للمحافظة على الأجواء الطيبة في الفريق الأول.
من هنا بدأت الحكاية
ربما يكون الخبر مفاجئا للبعض، لكن المعطيات التي توفرت لدينا تؤكد أن الزيجة بدأت خيوطها تنسج في «الغابون» حيث أن اللاعب اصطحب معه العقد وحرص على انتهاج السرية والكتمان ولم يعط الثقة لأي طرف حتى من المقرّبين منه والوحيد الذي كان على علم بالموضوع هو أيمن عبد النور، حيث أن الدراجي استغل إقامة عبد النور بغرفة منفردة ليخفي عقده في الغرفة وكان يتحادث معه بصورة متواصلة لاستشارته حول قبول العقد من عدمه.
دفعات
نجاح الدراجي في كتمان حقيقة تعاقده تواصل الى غاية نهاية الأسبوع المنقضي، حيث وصل إدارة الترجي خبر مفاده وصول دفعة حالية أولى برصيد اللاعب في أحد البنوك قيمتها 100 ألف أورو، وكان مصدر التحويل من بنك مقرّه سويسرا. أما الطرف الثاني في التحويل فكان فريق «أف.سي. سيون» في شخص إدارته المالية ممثلة الشركة الخفيّة الاسم التي تمسك النادي. ثم تواترت الدفعات وجاءت دفعة ثانية. كما أن اللاعب الذي كان مرفوقا بأحد الأشخاص الذين لديهم تجربتهم في هذا الميدان كان يتساءل عن كيفية فتح رصيد بالعملة الأجنبية، في تونس وهو ما أكد أن الأمور لم تكن مجرد تحويل عادي.
إنكار
إدارة الترجي سعت الى الوقوف على الحقيقة من خلال اللاعب نفسه، لكنه مرة أخرى أنكر وجود أي صفقة وهو ما جعله يكون ضمن المجموعة التي لعبت أمام النادي الصفاقسي كقائد فريق، لكن مرة أخرى كان حضوره باهتا، مع لامبالاة واضحة زادت في غضب الهيئة وبداية تأكدها من وجود شيء ما.
تلاعب بالفريق
في البداية لا بدّ من الاشارة الى أن اللاعب من حقه قانونا أن يمضي عقدا مبدئيا على اعتبار أنه دخل فترة ال6 أشهر الاخيرة في تعاقده مع الترجي وهو نفس الشيء الذي فعله صابر خليفة وكمال زعيم في وقت سابق، لكن ما أثار الغضب داخل حديقة الترجي ومثل صدمة للجميع وأولهم رئيس النادي السيد حمدي المدّب أن الفريق لم يكن يمانع في خروج الدراجي ناهيك وأنه تم اعطاؤه الأولوية في هذا الاطار، بل أنه وأكثر من ذلك دخل الترجي في مفاوضات مع فريق «كوبان» الروسي للتفريط في لاعبه مقابل مدخول مالي كبير يفيد اللاعب وفريقه، لكن مع الأسف تفاجأ الترجي بأن الدراجي صرف النظر عن فكرة الاحتراف، ولم يكن يعلم أنه لم يكن بامكان اللاعب امضاء عقد مع أي فريق من الفرق بما فيها الترجي وبأنه قد حسم أمره وأمضى لفريق «سيون» السويسري ليحصد كامل أموال الصفقة لحسابه الخاص ودون أن يحصل الترجي على مليم واحد مع العلم بأن الترجي وبعد أن طار العرض الروسي دخل في مفاوضات مع اللاعب لتجديد عقده مقابل امتيازات خيالية ووقع في فخ استهزاء اللاعب بالفريق الذي أعطاه كل شيء.
«حسبتو ولدي»
في مكالمة مع رئيس النادي السيد حمدي المدّب، لم يخف استياءه لتصرف الدراجي ولمسنا أنه مصدوم من تصرف اللاعب. المدّب قال ل«الشروق»: «حسبتو كي ولدي» والجميع يعرف ماذا قمنا به من أجل الدراجي على جميع المستويات، وكيف أنه أجبر على طرد كابرال لمجرد أنه أرادإلحاق الدراجي بالآمال». ويضيف: «نحن لم يكن لدينا مشكل مع خروجه وقد وعدناه بذلك، لكنه اختار طريقة فيها خيانة اليد التي امتدت له وللفريق الذي كونه وأوصله الى هذا المستوى». رئيس الترجي أضاف في هذا الاطار: «لكن ما لا يعلم هذا اللاعب وغيره أن الترجي أكبر من أي لاعب مهما كان اسمه «وتمشي ناس وتجي ناس والترجي ديما لاباس»، استشهد حمدي المدّب بوفاء مايكل للترجي رغم كونه أجنبيا.
غليان لدى الأحباء
مباشرة بعد ورود الخبر في الموقع الرسمي لسيون انفجرت منديات الترجي غصبا من تصرف اللاعب واعتبره الأغلبية خيانة وهناك من طالب بعدم السماح له مجدّدا بدخول الحديقة «ب» كما أن الاجماع كان حاصلا على أن الترجي أكبر من الأسماء.
ايهاب يتسلم المشعل
يبدو أن الترجي ضرب عدّة عصافير بحجر واحد بانتدابه لايهاب المساكني الذي تمكن بالمردود الذي قدمه الى حدّ الآن من طمأنه الجميع على الفراغ الذي كان يمكن أن يخلفه الدراجي. في المقابل أكد الأحباء على ضرورة أن تضمن الهيئة حقوق الفريق في تعاقدها مع اللاعبين والتفريط في أي لاعب قبل أن ينتهي عقده إذا لم تتمكن من تجديده. معز بوطار