انتظم مؤخرا الملتقى الجهوي لمركز المسيرين الشبان بولاية سليانة في مقر اتحاد الصناعة والتجارة بالولاية بحضور العديد من المفكرين والمختصين في ميدان التنمية لمناقشة مشاكل التنمية التي تعيق تطور الجهة. حضر هذا الملتقى العديد من الفاعلين في مجال التنمية ورجال الأعمال وكذلك أصحاب شهائد تكوين وشهادات عليا ممن يطمحون إلى المباشرة بمشاريعهم الخاصة. وكان فرصة لفتح النقاش حول مشاكل التنمية والتمويل ا لذي تختص به الجهة. افتتح الملتقى السيد بلال الشيحي رئيس اتحاد الصناعة والتجارة بسليانة للترحيب بالحضور الذي ضم السيد محمد البرقاوي وهو مدير المركز الاستراتيجي بالشمال الغربي السيد الذهبي بوغرّة رئيس المجلس التوجيهي لمركز أعمال سليانة والسيد فوزي الربايحي رئيس غرفة المسيرين الشبان في سليانة والسيدة وفاء الصيادي رئيسة المركز الوطني للمسيرين الشبان والسيد جابر العابد مدير مركز الأعمال بسليانة. هذا إلى جانب حضور العديد من الشبان من باعثي المشاريع وأصحاب الشهائد من فضاء المبادرة والذين يستعدون للقيام بمشاريع خاصة بهم. تلخصت مداخلات السادة الحضور في مشاكل التنمية بجهة سليانة حيث تحدث السيد «محمد البرقاوي» مدير المركز الاستراتيجي بالشمال الغربي عن أهمية الموارد المائية بالجهة وضرورة الحفاظ عليها بالنسبة لأصحاب المشاريع الفلاحية لأن ولاية سليانة هي منطقة فلاحية بالأساس على حد تعبيره كما ركّز على أهمية ودور العنصر البشري وقدراته الشخصية على الإلمام بالمشروع المقرر إنجازه وضرورة دراسته بطريقة معمقة. وقد ختم السيد «محمد البرقاوي» كلمته بضرورة تدعيم التنمية المستدامة والمرتكزة أساسا على النمو الاقتصادي وحفظ الموارد الطبيعية والبيئية والتنمية الاجتماعية معرجا على أهمية المسالك الفلاحية والبنية التحتية التي تسهل سير المشاريع. أما السيد «فوزي الربايحي» مدير المكتب الجهوي للمسيرين الشبان وصاحب مشروع بالجهة فتمثلت مداخلته في الحديث عن التنمية البشرية والمشاكل التي تعرقل المستثمرين كالفكرة والتكوين والدراسة والتمويل، مركّزا على الجانب الذاتي وتدعيم ثقة المستثمرين بأنفسهم وتقبل الاختلاف كوسيلة للمعرفة والتواصل وتنمية المعطيات الذاتية وقدراتها وتجاوز فكرة الفشل وبالتالي المرونة في التعامل مهما كان الوضع هذا سيؤدي حسب قوله إلى الإيجابية في الأفكار والنتائج. السيد جابر العابد مدير مركز الأعمال بسليانة تدخل من جهته ليوضح دور هذا الهيكل في تأطير ومساعدة المستثمرين وتشجيع مبادراتهم وضبط وهيكلة التمويل. كما تحدث عن خدمات مركز الأعمال الذي يضع على ذمّة باعثي المشاريع تكوينا مستمرا وعلى ذمة حديثي العهد منهم خبراء للمرافقة من بداية الفكرة إلى نهاية الإنجاز هذا إلى جانب حصص استشارة. كما يوفّر المركز ورشات تمويل يحضر فيها ممثلين عن البنوك لمناقشة كيفية التمويل وإبرام اتفاقيات تعاون وشراكة لمساندة الباعثين الشبان. وتركّز النقاش بالأساس على مشكلة التمويل في ولاية سليانة وعن عدم تعاون البنوك مع هذه الجهة التي تطلب دائما ضمان لربحها في المقابل من ضمن المشاكل كذلك غياب الدور الفاعل لهياكل المساندة والمتابعة لأصحاب المشاريع. هذا الملتقى يمثل فرصة لأصحاب المشاريع المبتدئين منهم أو حتى ذوو الخبرة في ولاية سليانة لاستعراض مشاكلهم والبحث عن الحلول الممكنة من أجل دفع التنمية بهذه الجهة وتفعيل التواصل بين أصحاب المشاريع وضرورة الانفتاح على الاخر.