لم تكن مسيرة «تطهير الاعلام» كما زعم منظموها أمام مقر التلفزة الوطنية موجهة فقط لإعلاميي الوطنيتين وانما كان تستهدف كل الصحافيين ورفعت الشعارات ضد قناة حنبعل ونسمة. تعرضت صحفية من قناة حنبعل الى التهجم من طرف بعض المتظاهرين الذين حاولوا تعنيفها لولا تدخل أعوان الامن، كما تعرضت كاتبة المقال والمصور الصحفي الى الاعتداء البدني من قبل مجموعة تعدّ قرابة الثمانية رجال أكدوا أنهم سلفيون. وأطلقوا علينا وابلا من الشتائم وعابوا على صحيفتنا كتابة مقالات عن ظاهرة السلفية في تونس. وقد أصرت المجموعة على تصويرنا بالفيديو رغم رفضنا لذلك ولأغراض لم نعرفها. متابعة عن بعد تابع عدد من أعوان وصحفيي التلفزة الوطنية الوقفة الاحتجاجية من وراء أسوار المؤسسة ومن نوافذ مقرها. واجب مهني باتصالنا ببعض الزملاء داخل مقر التلفزة الوطنية أكدوا لنا أن الاجواء كانت مشحونة وان هناك خشية من تطور الأوضاع نحو الأسوإ ورغم ذلك واصلوا القيام بواجبهم المهني كاملا. كاميرا «خفيّة» استعملت التلفزة الوطنية كاميرا «خفية» لتغطية الحدث وذلك تحسّبا من حصول مناوشات مع المحتجين، إلا أن عدم ظهور كاميرا الوطنية أثار استياء بعض المحتجين الذين أكدوا أن التلفزة مازالت تواصل أساليب «التعتيم». فشل المسيرة المليونية رغم الحملة الكبيرة التي أطلقها السلفيون وأنصارهم على صفحات المواقع الاجتماعية وخاصة الفايسبوكية طوال الأيام الفارطة فإنهم فشلوا في تنظيم «المسيرة المليونية» إذ لم يقبل عليهم الا حوالي 3آلاف متظاهر. تهديد توعّد المحتجون باتخاذ تدابير أخرى إن لم يتم الاستجابة الى طلبهم في «تطهير المؤسسة» وهدّد البعض منهم بحرقها، لكن للأسف نسي هؤلاء انها مرفق عمومي وملك عام. وقت مستقطع عند حلول صلاة العصر أوقف المحتجون حركة احتجاجهم لأداء الصلاة جماعة وقد لاحظنا امتناع البعض منهم على الصلاة من الرجال والنساء لأسباب نجهلها قبل أن يتم مواصلة الهتافات والشعارات. قوات الأمن بلا عنف حاول بعض المحتجين تجاوز الحاجز الأمني للوصول للصحفيين الذين كانوا يؤدون واجبهم لتغطية الحدث ولكن أعوان الأمن منعوهم من ذلك دون استعمال العنف.