لئن استبشر الفلاح بصابة واعدة من الزيتون الا أن خيبة أمل كبيرة انتابته من جراء ندرة اليد العاملة لتبقى عديد الهكتارات من الزيتون بدون جني والحبات على أشجارها وهو ما يعيق الاستفادة من المحصول وما يفرض ضرورة انقاذه. جراء سنوات الجفاف التي مرت بها الزراعات الكبرى في السنوات الأخيرة غير عديد الفلاحين اتجاه البوصلة الفلاحية لتستقر لدى العديد منهم في اتباع نشاط اخر منتوجه وفير وربحه كثير ومصروف خدمته لا يتطلب تكلفة مالية باهظة. لذا تكاثرت زراعة اشجار الزيتون في السنوات الأخيرة لدى العديد من الفلاحين وخاصة منهم الصغار لأنهم لا يستطيعون تحمل عبء الديون البنكية وفوائضها لذلك إنصب اهتمامهم على هذه النوعية فاتسعت لذلك المساحات المزروعة بكامل الولاية تقريبا لتصل الى قرابة 68 ألف هكتار من أشجار الزيتون أي ما يعادل 6.8 مليون شجرة من مختلف انواعها منها ما يزيد عن ال60% اشجار منتجة. استبشار... وخيبة أمل نزول الغيث النافع خلال أشهر الخريف الفارط بصفة متفاوتة ومتفرقة كان له الصدى الطيب في نفوس كافة الفلاحين وخاصة فيما يتعلق بصابة الزيتون التي يعلق عليها الفلاح آمالا كبيرة لتعديل كفة المصاريف ومع تتالي الأيام واقتراب موسم جني الزيتون شعر الفلاح بأن هذه السنة ستكون استثنائية مقارنة مع السنوات الفارطة سواء من حيث وفرة المنتوج أو من حيث ارتفاع أسعاره بما يجعله قادرا على مجابهة مصاريف الجني ونقله الى المعصرة وعصره لكنه أصيب بخيبة أمل كبيرة بعد أشهر من الجد والكد والتعب اذ اصطدم بنقض اليد العاملة وخاصة منها النسائية ويرجح عزوفهن عن تعاطي مثل هذا النشاط خلال هذه السنة أحد الفلاحين بقوله بأن قساوة الطبيعة ومناخها البارد حال دون تحمس العديد من النساء للعمل طيلة اليوم بمناخ شديد البرودة اضافة الى أن العديد من الشباب الذين كانوا في الماضي القريب يتعاطون مثل هذه الأعمال الموسمية اتجهوا للعمل بالحضائر الشيء الذي عاد بالسلب على جني الزيتون لأن العديد من الحقول يتم جنيها الى حد الآن وهي تعد حسب مصادرنا بمندوبية الفلاحبة بقرابة 30% أي ما يقارب ال29 ألف هكتار مازالت عالقة بين الأغصان وتبحث عن حلول لقطفها. رقم مفزع وحلول ممكنة بلغة الحساب والأرقام فإن ما تبقى من ثمار الزياتين العالقة بأشجارها نتيجة ما ذكر سلفا ما يقارب ال3 مليون شجرة مازالت لم تقطف بعد بالرغم من المحاولات العديدة للعديد من الفلاحين لجلب يد عاملة من خارج حدود كل معتمدية لكن ذلك لم يحل كامل المشكلة بل جزءا منها لذلك يرى البعض ممن تحدثوا الينا مؤخرا بأن للسلط المحلية والجهوية دور فعال لانقاذ ما تبقى من زيتون من الضياع متمثلا في تسخير العديد من عملة الحضائر لجني الزيتون وخلاف ذلك فإن الآلاف من الأطنان من الزيتون ستذهب سدى فلا يستفيد منها الفلاح ولا المجموعة الوطنية.