معتمدية أولاد حفوز واحدة من بين أهم المناطق المنتجة للبطاطا وخاصة في كل من «البراهمية» التي تتوفر بها آبار عديدة وأصبحت تعرف وتسمى بالمنطقة الخضراء و«الفريجات» (الحاج عمارة) و«الخلالفية» لما تتميز به هذه المناطق من تربة خصبة صالحة للزراعة وماء عذب ويد عاملة منتجة وتقنيات عالية مكنت في السنوات الماضية من إنجاز قرابة 1000 هك لكن حسب العديد من منتجي البطاطا فإن عدة مشاكل قد طفت على الساحة وتسببت في تراجع القطاع حيث باتت تكلفة الهكتار الواحد لإنتاج البطاطا مرتفعة تجاوزت ال 10 آلاف دينار بما فيها تحضير الأرض والأدوية والسماد واليد العاملة والكهرباء. وعلى الرغم من أن المردودية تعتبر جيدة بمنطقة أولاد حفوز حيث تصل الى 20 طنا في الهكتار الواحد بالنسبة إلى صنف «السيونتا» الفرنسية في فصل الخريف و24 طنا في فصل الصيف وتتميز بتنوع وكبر حجم الدرنات التي وصلت إلى 1 كلغ في كثير من الأحيان وهوما جعلها قبلة للتجار الوافدين من الشمال والجنوب والساحل فإن أسعارها مازالت منخفضة ولا ترضي الفلاحين وخاصة أثناء عملية الجني ولا تغطي المصاريف الجملية وخاصة في الموسم الشتوي الذي يتدخل فيه ديوان التجارة ليستورد كميات كبيرة من البطاطا المعدة للاستهلاك في المبيتات الثانوية والجامعية والنزل وغيرها مما يغرق السوق ويضطر الفلاحون إلى التخفيض في أسعار منتوجهم. وحسب السيد «خالد فريجي» فلاح بمنطقة أولاد حفوز فإن هذه السنة قد تفاقمت المشاكل بسبب غياب المراقبة حيث ارتفعت أسعار الأسمدة وتضاعفت حوالي 4 مرات وكذلك الشأن بالنسبة للتجهيزات فضلا عن فقدان اليد العاملة بسبب العمل بالحضائر التي انتشرت بالمنطقة منذ اندلاع الثورة وكذلك غياب الإرشاد الفلاحي وتكوين الفلاحين وانعدام الزيارات الميدانية ومتابعة الموسم من قبل الجهات الفلاحية المختصة وكذلك غياب مراقبة البطاطا المستوردة. خالد الفريجي وغيره من الفلاحين في أولاد حفوز أقلقتهم هذه المشاكل وتذمروا من بعض الاخلالات التي يأتيها المختصون والمسؤولون في المندوبية الفلاحية وكذلك ديوان التجارة والتجار الذين يفرضون الأسعار دون معرفة كلفة الإنتاج. لذلك فإنهم يحذرون من أزمة مرتقبة في إنتاج البطاطا التي هي من أبرز الأساسيات ويدعون إلى العمل على مزيد التشجيع على إنتاجها وتذليل الصعوبات التي يمكن أن تواجه الفلاح ويطالبون بتركيز معمل لتحويل منتوج البطاطا في منطقتهم.