وافانا الدكتور محمد الهاشمي الحامدي رئيس تيار العريضة الشعبية والأمين العام لحزب المحافظين التقدميين بالتعليق التالي حول مقال «الشروق» عن التلفزة الوطنيّة الّذي نشر يوم أوّل أمس الجمعة: «قرأت مقالتك القيمة عن التلفزة الوطنية في النشرة الالكترونية لجريدة الشروق بتاريخ الجمعة 24 فيفري 2012 والتي ذكرت فيها أن قادة الحكومة الحالية والحكومة السابقة والسيد محمد الغنوشي والسيد أحمد نجيب الشابي والنقيب السابق للصحفيين، جميعهم اشتكوا من ظلم البرامج الإخبارية للتلفزة الوطنية. إذا كان هؤلاء يشتكون، فماذا أقول أنا إذن، أول وأشهر مظلوم من ضحايا التلفزة الوطنية؟. هل تعرف أخي الكريم، وهل يعرف القراء الكرام لجريدة الشروق الغراء، أنه ومنذ 14 جانفي 2011 إلى اليوم، لم تدعني التلفزة الوطنية لأي لقاء خاص، أو لأي ندوة حوارية مع ضيوف آخرين، باستثناء فرصة واحدة بعد انتخابات 23 أكتوبر، مدتها دقائق معدودة وانتهت بخصام مع المذيع، ومداخلة قصيرة أخرى في برنامج للمهاجرين؟. هل تعرف أخي الكريم، وهل يعرف القراء الكرام لجريدة الشروق الغراء، أنني منذ أعلنت عن العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية في 3 مارس 2011 إلى يوم الناس هذا لم يسألني أحد من مذيعي التلفزة الوطنية: ما هي هذه العريضة، وما أهدافها؟. وهل تعرف، أنه بالرغم من فوز تيار العريضة الشعبية بالمركز الثاني في الانتخابات من جهة الأصوات، والثالث من جهة المقاعد، لم تتغير سياسة الإقصاء والظلم التي تمارسها التلفزة الوطنية بحقي وحق أنصاري؟ وهل تعرف أننا قدمنا مشروع دستور تحرري إسلامي اجتماعي اهتمت به جريدة الشروق ورويترز والأهرام ووكالة تونس أفريقيا للأنباء وجريدة القدس وجريدة الدستور وصحف عالمية كثيرة، وأبت التلفزة الوطنية أن تمنحني دقيقة واحدة من نشراتها أو برامجها الحوارية لشرحه للناس؟. وهل تعرف أنهم لم يسألوني أبدا عن تقييمي لأداء الحكومة الراهنة، أو تعليقي على تصريحات قيادة اتحاد الشغل، أو برنامج عملنا في الفترة المقبلة؟. هل تعرف أنهم استضافوا يوم أمس مثلا، رئيس حزب التكتل، وهو الحاصل على 19 مقعدا فقط في الإنتخابات، في لقاء خاص مطول، ليس الأول ولن يكون الأخير، وما سألوا عني أبدا، وقد حصلت العريضة الشعبية على 28 مقعدا في الانتخابات؟. لا سؤال، ولا اهتمام، أبدا. كأنني لست تونسيا. وكأن أصوات مئات الألوف من التونسيين التي منحت للعريضة الشعبية لا تساوي شيئا. أخي العزيز، أؤكد لك، ولجميع القراء الكرام لجريدة الشروق الغراء، إن ظلم التلفزة الوطنية لي ولأنصار العريضة الشعبية مر كطعم العلقم. لقد تجاهلتني وهضمت حقي قبل الانتخابات وبعدها، ظلما وبغيا. اللهم إني أشكو إليك ظلم التلفزة الوطنية التونسية. وقبل أن أختم، أنبهك إلى أن هذا الظلم الكبير، مسلط علينا أيضا من قبل قناة نسمة، وقناة حنبعل، وقناة التونسية، والإذاعة الوطنية، وأكثر الإذاعات الجهوية. اللهم إليك المشتكى، أنت رب المستضعفين وأنت ربي. ولا حول ولا قوة إلا بك. أشكوهم جميعا إلى الله. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم منصف المظلومين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.