بالاشتراك مع الديوان الوطني للأسرة نظم المركب الشبابي بسيدي بوزيد مؤخرا ملتقى الأسرة في دورته الأولى تحت شعار : «بحوارنا مع أبنائنا ... نبني آمالنا» وذلك لمزيد تدعيم التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة باعتماد الحوار الذي غاب لدى أغلب العائلات التونسية . وقد شارك في هذه الاحتفالية رواد المركب الشبابي بسيدي بوزيد وتلاميذ مدارس علي بن الصادق والجمهورية وحي الزهور وقدورة النصيري وفرحات حشاد الابتدائية والمدرسة الإعدادية بسيدي بوزيدالغربية. وتضمنت التظاهرة ورشات متنوعة على غرار ورشة التنشيط الإذاعي ومواكبة التظاهرة وورشة الفنون التشكيلية حول الأسرة المثالية والتزويق على الخشب ومسابقات في الأنترنات والإعلامية وحول مساهمة الحوار في التماسك الأسري إلى جانب عدة عروض فرجوية وسحرية وبهلوانية ورقص بالنار ودمى عملاقة نشطتها مجموعة باباروني (paparoni) التنشيطية التي شدت انتباه الحاضرين من أولياء وتلاميذ وإطارات ورواد المركب الشبابي من كبار وصغار خصوصا أن مختلف الفقرات قد تزامنت مع طقس مشمس مما مكن المنشطين من إنجاز عملهم في ساحة المركب وتحت أشعة الشمس. كما تضمنت الدورة الأولى من ملتقى الأسرة مداخلة تحسيسية بعنوان «أهمية الحوار في التوازن الأسري» قدمها رشيد العوني أحد كوادر الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري فرع سيدي بوزيد. وجاء فيها أن الحوار أداة اكتشاف للآخر (أفكاره واتجاهاته وأحاسيسه ومشاعره) وهولا يقتصر على الكلام فقط وإنما يتعدى ذلك فقد يكون من خلال نظرة وابتسامة وحركة،وردة فعل.. والحوار يبدأ من مرحلة ما قبل الولادة ويتواصل في مرحلة الطفولة ويكون بمثابة التحضير للمرحلة المقبلة من الحياة وهي فترة المراهقة وعن الأساليب التربوية التي وصفها بالخاطئة حيث أنها تسبب مشكلات نفسية واجتماعية عديدة للطفل (الانطواء، الخوف الاجتماعي، الشعور بالنقص، الدونية، العدوانية والتخريب) على عكس الشعور بالمحبة والأمان والإستقرار وهي حقوق طبيعية للطفل لا بد أن يحصل عليها في أجواء مستقرة تتسم بالتوسط بعيدا عن الإفراط والتفريط. وهنا وفي سبيل تكوين شخصية طفل سليمة أكد الأستاذ المحاضر على ضرورة إتباع الخطوات المهمة في ذلك عن طريق الحوار والنزول بالفهم إلى مستوى الأولاد مع بذل جهود متواصلة لرفع كفاءة التفكير واستيعاب الحياة بصورة تدريجية مع احترام مشاعرهم وأفكارهم وتقدير رغباتهم وهواياتهم والحر على مشاركتهم في أنشطتهم وأحاديثهم وأفكارهم وعليه لا بد أن يحس الأطفال بأننا نحبهم ونسعى إلى مساعدتهم ونضحي من أجلهم.