غمرت المياه عشرين منزلا مما اضطر المتساكنين لمغادرتها والإقامة عند الأقارب أو المبيت فى العراء كما سبب ارتفاع منسوب المياه بوادي مجردة خسائر كبيرة على مستوى هنشير الزلاوى ودوار القفيفي واللوايفية والنخلة وسهول قريبة من النشيمة وسيدي السهيلي والنخلة ومستوتة وهي كلها أراض زراعية خصبة مخصصة للزراعات السقوية والزراعات الكبرى. ويذكر أن المنطقة تعيش نقصا كبيرا على مستوى البنية التحتية والمرافق مما تسبب في تعكير الأمور كلما فاض وادي مجردة خاصة في الثمانينات وأول التسعينات وأتى شتاء 2012 الطويل القاسي ليتوج ما تعانيه المنطقة منذ عقود. السيد الناصر الحوالي من أصيلي المنطقة يعمل مديرا لمدرسة في سيدي اسماعيل أشار الى أن ارتفاع منسوب الترسبات في قاع وادي مجردة هو سبب البلاء حيث الأتربة المجروفة تتراكم وتتوقف عند سد سيدي سالم ولا حلّ لهذه المشكلة إلا بأفراغ قاع النهر وتطهيره من الأتربة والنباتات لتفادي مسألة ارتفاع منسوب المياه التي تسبب الفيضان. من جهة أخرى أوضح محاورنا أن تركز السكان وبناءهم منازل حذو الوادي يشكل خطرا كبيرا على حياتهم وبالتالي وجب التفكير في حل جذرى وطويل المدى وهو نقل القرى والمساكن المتاخمة لوادي مجردة الى مناطق أخرى أكثر أمنا وهو شيء ضروري خاصة والكوارث تتالى على المنطقة كلما ارتفع منسوب المياه ونعني بذلك منطقة السهيلي وسيدي اسماعيل ومستوتة.
خسائر ونداءات استغاثة
كما كان لنا لقاء مع السيد عمر الزلاوي وهو فلاح يملك قطعة أرض بمنطقة سيدي اسماعيل وقد عبّر لنا عن حجم الخسائر التي عاشتها المنطقة إثر فيضان وادي مجردة ويخص بالذكر الأراضي الفلاحية المخصصة للزراعات الكبرى وحتى الأشجار المثمرة حيث غمرت المياه كل أراضي سيدي السهيلي وسيدي أسماعيل مما سبب اتلافا كاملا للبذور المعدة لمحصول موسم 2012 من حبوب وغيرها. في الحقيقة لم تكن كارثة فيضان هذه السنة هي الأولى فقد تكررت الواقعة مرات ومرات لكن التنائج والخسائر كانت أقل أهمية والمشكل المطروح هي مسألة التعويض لهذه الخسائر من طرف وزارة الفلاحة حيث يعتبرها محاورنا هزيلة جدا حيث يقع تعويض الهكتار بمبلغ يقدّر ب25 دينار في حين تبلغ مصاريف الفلاح للهكتار الواحد 500 دينار طيلة الموسم الفلاحي ويذكر السيد عمر الزلاوي ومجموعة من فلاحي سيدي السهيلي وسيدي اسماعيل انهم عاشوا سنوات من الظلم والتهميش في العهود السابقة حيث تحملوا الخسائر والأضرار نتيجة الجفاف والعوامل المناخية إضافة الى غلاء أسعار البذور والدواء.
تقييم الوضعية
اتصلنا بالسيد علي المالكي المندوب الجهوي للفلاحة بباجة لنسأله عن برنامج التعويضات لفلاحي سيدي أسماعيل فكانت أجابته كالآتي «سيدي أسماعيل هي واحدة من مجموع الأراضى المتضررة على إثر فيضان وادي مجردة والتي يبلغ عددها 2000 هكتار وقد بدأت المندوبية فى تقييم الوضع وإعداد تقرير بجملة الأضرار قبل رفعه الى وزارة الفلاحة». أما على مستوى قيمة التعويضات المخصصة للزراعات الكبرى والأشجار المثمرة فقد أبلغنا السيد على المالكي أن المسألة مرتبطة بقرار الحكومة ووزارة الفلاحة.