أي موقع لافريقيا القارّة في هذا الحراك العالمي، وكيف يمكن لدول شمال افريقيا مجتمعة أن تسهم في «تحرير امكانيات القارّة الافريقية» حتى تتحوّل الى قطب للنموّ في العالم؟ هو سؤال بحجم موضوع سوف تدور حوله أشغال الدورة السابعة والعشرين للجنة الخبراء الحكومية الدولية، التي سيعقدها مكتب شمال افريقيا التابع للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لافريقيا من 6 الى 9 مارس الجاري... هذه اللجنة التي ستعقد أشغالها في الرباط، (العاصمة المغربية)، تمثّل الهيئة التداولية بمكتب شمال افريقيا، وهي تضمّ ممثّلي كلا من تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا ومصر والسودان... هذه اللجنة التي تكوّنها بلدان لها زخم وشأن في المجال الاقليمي (الافريقي تحديدا) تعقد اجتماعاتها سنويا، وذلك قصد تحديد التوجّهات الاستراتيجية لبرنامج عمل المكتب، وكذلك لرصد مدى التقدّم الذي تمّ إحرازه على مستوى الملفات المتناولة. وتشير مقرّرات ومباحثات هذه الاجتماعات الدورية، الى أن الخبراء داخل اللجنة، يتبادلون الآراء والمقترحات حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي في كامل المنطقة التي تشكّلها هذه البلدان من شمال افريقيا... اجتماع الرباط الذي ستبدأ أشغاله يوم الثلاثاء المقبل، يلتئم في ظرفية غير مسبوقة، لما عرفته وتعرفه المنطقة من تحولات سياسية واجتماعية، اضافة الى أن التأثيرات الخارجية المرتبطة أساسا بالمضاعفات التي سبّبتها الأزمات العالمية، المتواصلة منذ سنة 2009، ألقت بتأثيراتها على المنطقة المعنية باجتماع مكتب شمال افريقيا التابع للأمم المتحدة... الاجتماع، الذي تنادى له جمع من الخبراء وممثّلي الدول السبع المذكورة آنفا، سوف يشهد تدارسا لمختلف جوانب اشكاليات الاستثمار الخارجي، والصادرات نحو السوق الاوروبية، اضافة الى قضايا التشغيل والسياحة، هي قضايا واشكاليات تتطلب تنسيقا وتشاورا وتبادلا للاراء بين كوكبة الدول المعنية باجتماع الرباط. السيدة كريمة بونمرة بن سلطان، مديرة مكتب شمال افريقيا تقول إن «اختيار هذا الموضوع لهذه الدورة السنوية، وهذا العنوان، يتناسق مع الموضوع العام الذي وقع اختياره لمؤتمر وزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية الأفارقة الذي سيعقد من 22 الى 27 مارس 2012 في العاصمة الاثيوبية». وأضافت السيدة بونمرة بن سلطان، أن هذا الاختيار يستند الى قناعة باتت متأكّدة مفادها ان لافريقيا اليوم «من الامكانيات ما يسمح لها بأن تصبح احدى المناطق ذات النموّ الاقتصادي الجيّد» في العالم، إذ أن افريقيا توفّقت في تجاوز انعكاسات وتداعيات الأزمة الاقتصادية المالية العالمية لسنتي 2008 و2009. من جهة أخرى تحظى افريقيا القارّة بموارد بشريّة وطبيعية، قادرة على جلب الاستثمارات، إن على المستوى الاقليمي او الدولي. اجتماع الرباط، وحسب المراقبين سوف يعمّق الحوار والمناقشات بخصوص دور مرتقب لشمال افريقيا، ينعتونه بالهام، من ذلك «انخراط القارّة الافريقية لكي تصبح قطبا جديدا للنمو في العالم». كما علمت «الشروق» ان الملفات المبوّبة والتي سيناقشها أشغال اللجنة، وقد أعدّها المكتب الاقليمي، ستكون كالتالي: أوّلا: تطوّر المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية للفترة بين 2010 و2011 وآفاق التكامل الاقليمي لشمال افريقيا. ثانيا: تنفيذ برنامج التعاون متعدّد السنوات مع اتحاد المغرب العربي. ثالثا: التقدّم المحرز لتحقيق الأهداف الانمائية للألفية اضافة الى «أجندات» أخرى ذات بعد اقليمي ودولي بما في ذلك المبادرات الخاصة في شمال افريقيا. رابعا: التقدّم الذي أحرز والتحديات المرتبطة بأجندة «ريو» زائد عشرين، في سائر المنطقة. كما علمنا أن نتائج وتوصيات لجنة الخبراء الحكومية الدولية، سوف تدرج في تقرير رسمي، سيتم عرضه على مؤتمر وزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية لافريقيا. الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، وتجمّع الساحل والصحراء وكذلك ممثلون عن القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والجامعات ومراكز البحوث ووكالات الأمم لمتحدة ذات الاختصاص، اضافة الى شركاء التنمية بشمال افريقيا، سوف تشارك في ذات الاجتماع الذي يحضره أساسا ممثلون عن الدول السبع، عن وزارات ومؤسسات وادارات مختصّة أو معنية بالتخطيط والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.