كثافة سكانية في ارتفاع مستمر تجاوزت 3 آلاف ساكن، بنية تحتية متواضعة وسط غياب كلي للمسؤولين هو حي الزعرور التابع لمعتمدية تينجة من ولاية بنزرت والذي كان قد انجز بطريقة فوضوية وبدون تهيئة عمرانية انطلاقا من سنة 1980.
رغم هذه الظروف الصعبة عمل المتساكنون على البحث عن لقمة العيش, وظلوا يحلمون على امتداد السنوات المنقضية بظروف عيش افضل لكن النظام البائد تناساهم وتركهم يتخبطون في مشاكل بالجملة . حيث لم يشهد الحي المذكور أي عمليات تحسين أو صيانة . سواء للبنية التحتية أو لبعث قنوات التطهير وتصريف المياه وهو ما يجعل الحي يغرق شتاء بالأوحال والطين في غياب تعبيد الانهج.
«الشروق» قامت بزيارة ميدانية الى حي الزعرور ورصدت اراء واقتراحات بعض المتساكنين الذين اجمعوا على رفضهم الظروف المعيشية الصعبة والواقع الاجتماعي المتردي دون الاهتمام والمتابعة الخاصة وقد عاينا بان هناك من يسكن بيت من الترنيت وهي تقوم بوظائف الطبخ والاكل والاقامة وهي حالات مزرية . كما ان هناك من يعيش بالقازة في غياب الانارة والكهرباء.
وفي هذا الصدد تقول السيدة ليلى صويبي ويساندها سمير رحماني بانهم فعلا يعيشون بدون كهرباء ولا ماء رغم ان لهم اطفال صغار خاصة وان شركة الكهرباء اشترطت عليهم دفع معلوم الف ومائتي دينار بعد الثورة في حين كان هذا المعلوم في السابق ( أي في عهد المخلوع) 274 دينارا فقط .وهم يطالبون «الشروق» بإيصال صوتهم الى أهل الذكر.
تهميش وبطالة و فراغ ثقافي
أجمع كل من الشاب وجدي غرس الله(صاحب شهادة في الفلاحة) وايمن السعيداني وهو ايضا صاحب شهادة في اختصاص الصيانة الصناعية وعلي العباسي (يتيم الاب) بأنهم في حالة بطالة منذ سنوات رغم طرقهم لكل الابواب لكن دون جدوى لان التشغيل يتم حسب تذمراتهم عن طريق الوساطات وهم بالمناسبة يطالبون من الحكومة الجديدة الاهتمام بالشباب الريفي وتوفير الشغل لمن يطلبه , حتى لا ينزلقوا في متاهات وخيبة.
وفي نفس الغرض يتدخل الشاب منجي القاسمي وهو صاحب شهادة عليا (الاستاذية في العربية) منذ سنة الفين وكذلك زوجته متخرجة سنة 2002 ومتحصلة على الاجازة في الحقوق ولهما طفل وهما مازالا في حالة بطالة, وحسب محدثنا فان حي الزعرور يعيش التهميش والاهمال فلا فضاءات ترفيهية ولا ملاعب رياضية تؤطر شباب الجهة الذي وجد في المقهى خير وسيلة لتمضية الوقت. وهو يحلم بان يرى حي الزعرور باعتباره احد سكانه في وضعية احسن من الماضي بعد الثورة.
وترى السيدة فريدة الهذلي بان اطفال الحي المذكور ليس لهم نادي اطفال ولا فضاءات ترفيهية وهم يلعبون في الشارع وسط سيلان المياه المتعفنة في غياب قنوات التطهير، وعند نزول الامطار يجدون صعوبة كبرى للتحول الى المدرسة التي تبعد اكثر من 4 كلم عن الحي وهي ايضا تمني النفس بمحيط سليم وتأطيرللأطفال في انتظار زيارة الوالي.
اما السيد لطفي البجاوي وهو متقاعد فقد افادنا بانه حضر جلسة نيابة عن السكان بمعتمدية تينجة بتاريخ 28 ماي 2011 الماضي اشرف عليها والي الجهة , وبناء على التذمرات التي قدمناها حول حي الزعرور وكان ذلك بحضور المدير الجهوي للتجهيز فقد وعد الوالي بزيارتنا لكننا مازلنا ننتظر ذلك.
وهو كأحد المتساكنين يطالب من الشركة الجهوية للنقل بإيجاد واقية وسط الحي , اضافة الى تخصيص جرار ثاني للتخلص ولو مرتين من الفضلات المنتشرة هنا وهناك في غياب الحاويات.
كما افادنا محدثنا بان الاهالي يتذمرون من الخدمات الصحية في غياب الادوية بالمركز الصحي الذي يفتح مرة واحدة في الاسبوع وهو غير كاف.
ويرى الشيخ الحبيب القاسمي ويسانده في ذلك كل من السيدين عبد الكريم المشرقي وعبد الحميد الرحماني بأن حي الزعرور مهمش جدا ويتخبط في مشاكل عدة فإضافة الى البطالة فإن الطرقات والانهج داخل الحي غير معبدة بالمرة وهذه الوضعية تجعلهم يواجهون صعوبات في التنقل بسبب الاوحال والروائح الكريهة ووضعية تنقل الاطفال الى المدرسة تتعقد اكثر أضف الى ذلك غياب الانارة في الانهج.
وهم يتساءلون لماذا تأخر وصول شبكة التطهير الى حيهم الى حدّ هذا الوقت, وهم يطالبون بمخفضات السرعة خاصة أن الحي متواجد بين طريق ماطر ومنزل بورقيبة هذا الحي يحلو للبعض تسميته بطريق الموت بعد ان تم في ظرف 5 سنوات هلاك 34 فردا من سكان الحي في حوادث مرور.
كما اضافوا بان حي الزعرور بحكم تواجده بالقرب من سبخة اشكل فانه في الصيف يصبح قبلة الناموس والوشواشة كما افادونا ايضا بان المدرسة الابتدائية الوحيدة غير مسيجة وفي حاجة ملحة الى الصيانة والتعهد حتى لا تتعقد وضعيتها اكثر وهم يطالبون ايضا ببعث مكتب للبريد لتقريب الخدمات الى المتساكنين.
وضعيات صحية اجتماعية
الشيخ بشير الرحماني الذي تجاوز سنه 77سنة وكذلك زوجته الخالة جميلة الغربي (70 سنة) يقولان بانهما بلا تغطية اجتماعية , ويعانيان من امراض مزمنة كضغط الدم والسكر والروماتيزم وهما يطالبان برعاية صحية واجتماعية في غياب السند العائلي.
حالة اخرى اجتماعية وتخص فتاة في عمر الزهور تدعى اشواق ( 9سنوات) مصابة بإعاقة ونقص في النمو هي الان في البيت دون دراسة. ورغم ان والدها طرق كل الابواب حسب تصريحه لإلحاقها بمركز للمعاقين والمتخلفين ذهنيا للدراسة بمدينة منزل بورقيبة لكن دون جدوى رغم انه اتصل بمعتمد الجهة مرارا وتكرارا وهو يطالب الشروق بإبلاغ صوته.