سعيد يجتمع بعدد من الوزراء ويؤكد على اهمية اصلاح التربية والتعليم    سلطات مالي تعلن تحرير 4 سائقي شاحنات مغاربة    من مسبح المرسى الى سماء العالمية ..أحمد الجوادي قاهر المستحيل    تاريخ الخيانات السياسية (36) ..المعتزّ يقتل المستعين بعد الأمان    دراسة.. مواد غذائية بسيطة تقلل خطر السرطان بنسبة تقارب 60%    شبهات التلاعب بالتوجيه الجامعي ..فرقة الجرائم المعلوماتية تلاحق الجناة    سفنه تنطلق من تونس يوم 4 سبتمبر .. 6 آلاف مشارك في أسطول الصمود إلى غزّة    عاجل/ واشنطن تعتزم فرض شرط جديد للحصول على تأشيرة عمل أو سياحة..    أخبار الحكومة    بلاغ رسمي للملعب التونسي    أخبار النادي الصفاقسي .. حصيلة ايجابية في الوديات.. وتحذير من الغرور    بنزرت الجنوبية: وفاة 4 أشخاص غرقا في يوم واحد    المدير الجهوي للتجارة بنابل ل«الشرق» استقرار في التزويد.. وجهود لضبط الأسعار    تونس: تجميع أكثر من 11,7 مليون قنطار من الحبوب إلى غاية نهاية جويلية 2025    النجم الساحلي يتعاقد مع الظهير الايسر ناجح الفرجاني    النادي الصفاقسي يعلن رسميا تعاقده مع علي معلول الى غاية 2028    الدكاترة المعطلون عن العمل: ضرورة توفير خطط انتداب ب5 آلاف خطة    ليلة الاثنين: بحر مضطرب بالسواحل الشرقية والشمالية    القصرين: العثور على جثة كهل تحمل آثار عنف    المنستير: تظاهرة "فنون العرائس على شاطئ روسبينا" في دورتها الثانية بداية من 15 أوت 2025    مهرجان العروسة: جمهور غاضب وهشام سلام يوضح    وزير السياحة: سنة 2026 ستكون سنة قرقنة    التعاون بين تونس وإيطاليا : طاقة التفاوض وفوائض الطاقة    بطولة افريقيا للشبان لكرة الطاولة بنيجيريا: المنتخب التونسي يختتم مشاركته بحصد 8 ميداليات منها واحدة ذهبية    القصرين: سواق التاكسي الفردي يتوجهون نحو العاصمة سيرًا على الأقدام تعبيرا عن رفضهم للقائمة الأولية للمتحصلين على رخصة "تاكسي فردي"    مهرجان نابل الدولي 2025... تكرار بلا روح والتجديد غائب.    رونالدو يتحوّل إلى صانع القرار في النصر... ويُطالب بصفقة مفاجئة    488 تدخل للحماية المدنية في 24 ساعة.. والحرائق ما وقفتش!    التوجيه تحوّل لكابوس: شكون تلاعب بملفات التلامذة؟    أمطار وبَرَدْ دمّرت الموسم: الزيتون والفزدق والتفاح شنيا صار؟!    عاجل: ''تيك توك'' تحذف أكثر من 16.5 مليون فيديو ودول عربية في الصدارة    ماء في الكميونة يعني تسمم وأمراض خطيرة؟ رّد بالك تشرب منو!    التوانسة حايرين والتجار زادا مترددين على الصولد السنة!    عاجل: الاتحاد العام التونسي للشغل يردّ على تهديدات الحكومة ويؤكّد حقّ الإضراب    الدلاع راهو مظلوم: شنوة الحقيقة اللي ما تعرفهاش على علاقة الدلاع بالصغار؟    في بالك ...الكمون دواء لبرشا أمرض ؟    والد ضحية حفل محمد رمضان يكشف حقيقة "التعويض المالي"..    نواب ديمقراطيون يحثون ترامب على الاعتراف بدولة فلسطين..#خبر_عاجل    سليانة: رفع إجمالي 275 مخالفة اقتصادية خلال شهر جويلية    وزارة الأسرة تؤمن مواكبة 1200 طفل من فاقدي السند ومكفولي الوزارة عرض La Sur la route enchantée ضمن الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي    استشهاد 56 فلسطينيا برصاص الاحتلال خلال بحثهم عن الغذاء    بنزرت: وفاة 4 أشخاص غرقا في يوم واحد    القبض على "ليلى الشبح" في مصر: سيدة الذهب والدولارات في قلب العاصفة    "روبين بينيت" على ركح مهرجان الحمامات الدولي: موسيقى تتجاوز حدود الجغرافيا وتعانق الحرية    إصابة عضلية تبعد ميسي عن الملاعب ومدة غيابه غير محددة    جريمة مروعة تهز دمشق: مقتل فنانة مشهورة داخل منزلها الراقي    عاجل/ خلال 24 ساعة: استشهاد 5 فلسطينين جراء الجوع وسوء التغذية..    محمد عادل الهنتاتي: مصب برج شاكير كارثة بيئية... والحل في تثمين النفايات وتطوير المعالجة الثلاثية    البحر ما يرحمش: أغلب الغرقى الصيف هذا ماتوا في شواطئ خطيرة وغير محروسة    جريمة مروعة: امرأة تنهي حياة زوجها طعنا بالسكين..!!    تحذير طبي هام: 3 عناصر سامة في بيت نومك تهدد صحتك!    عرض "خمسون عاما من الحب" للفنانة الفرنسية "شانتال غويا" في مهرجان قرطاج الدولي    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    من بينها السبانخ.. 5 أطعمة قد تغنيك عن الفيتامينات..تعرف عليها..    تاريخ الخيانات السياسية (35): المنتصر يقتل والده المتوكّل    اعلام من باجة...سيدي بوسعيد الباجي    ما ثماش كسوف اليوم : تفاصيل تكشفها الناسا متفوتهاش !    شائعات ''الكسوف الكلي'' اليوم.. الحقيقة اللي لازم تعرفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سوسة: بسبب غياب الكهرباء والطريق المعبدة: أكثر من 30 عائلة في ظلام دائم
نشر في الشروق يوم 09 - 01 - 2010

هي منطقة سكنية تضمّ أكثر من 30 عائلة وتعرف باسم «هنشير الصغير»... تتبع إداريا عمادة «الكنايس» من معتمدية مساكن، ولاية سوسة.. هذه المنطقة تبعد عن معتمدية مساكن حوالي 11 كلم ولا تبعد عن «الكنايس» الآهلة بالسكان سوى 5 كلمترات منها حوالي كلم ونصف طريق رملية وغير مجهزة بأبسط الضروريات مثل التنوير العمومي وهنا مربط الفرس.
«الشروق» تحوّلت إلى «هنشير الصغير» للوقوف على معاناة متساكنيه الذين حضروا إلى مكتبنا بسوسة، ورجونا بأن ننقل «همهم» إلى من يهمه الأمر حتى لا يبقى حيّهم منطقة ظل أبدية.. تحولنا معهم لنقف على حقيقة مرّة في مرارة الحنظل: عائلات بلا نور.. أطفال انقطعوا عن الدراسة بسبب غياب الكهرباء في منازلهم وعدم وجود تنوير عمومي في طريقهم «الرملية» المؤدية إلى مدارسهم ومعاهدهم والتي هي أيضا تستوجب الصيانة والتعبيد.
غياب الكهرباء تسبب أيضا في العديد من المشاكل الاجتماعية بين زوجين حديثي العهد بالزواج وأيضا بين شاب وخطيبته، إلى جانب العديد من المضحكات المبكيات تكتشفونها خلال هذا التحقيق.
يقول السيد الشاذلي المليشي (30 سنة) وهو عامل يومي: «تزوّجت منذ حوالي الشهرين.. زوجتي من منطقة «المليشيات» التي لا تبعد عنا كثيرا كانت مع عائلتها في أرغد العيش رغم الصبغة الريفية التي تطغى على جميع أهالي المنطقة.. كيف لا وهي التي كانت تتمتع بمقومات العيش في منزلهم ثم تتزوج لتجد نفسها تقطن في حي لا نور ولا كهرباء فيه.. مثلما تشاهدون الثلاجة أصبحت خزانة نضع فيها أدباشنا وجهاز التلفاز كأنه إطار أسود يتوسط الغرفة بالإضافة إلى آلة الغسيل المركونة بأحد زويا الغرفة كأنها منضدة..
ثم يتنهد الشاذلي ويواصل حديثه لقد تفاقمت المشاكل الزوجية بيننا ووصل الأمر إلى المحاكم.. زوجتي ترفض السكن هنا وتريديني أن أتحول معها للعيش في مكان آخر وأكدت لي في العديد من المرات أنها لم تكن متعودة على الخلود إلى النوم عند حلول الظلام مثلما تعودنا نحن.. زوجتي تشبه منطقتنا بالصحراء وتصر على المغادرة.
الشاب أيمن المليشي (23 سنة) هو أيضا خسر خطيبته ولم يتمكن من التواصل معها.. أيمن كان يستعد للزواج لكن الزيارة الأخيرة التي قامت بها خطيبته وعائلتها لأهل أيمن كانت سببا في فشل الزيجة... لقد أصرت وعائلتها على عدم السكن في منزله الجديد الذي شيده خصيصا حتى يستقر ويتزوج والسبب هو عدم وجود الكهرباء.
الشيخ بلقاسم المليشي وجدناه جالسا في كرسيه المتحرك أفادنا هو أيضا بأنه يعاني الأمرين يوميا لأنه يتنقل إلى مدينة «الكنايس» لتناول حقنته التي يحتفظ بها في ثلاجة أحد معارفه هناك... الشيخ بلقاسم الذي فقد رجله بسبب مرض السكري يتمنى وصول الكهرباء إلى منزله حتى يتمكن من الاحتفاظ بأدويته في ثلاجته الجديدة التي تنتظر الكهرباء منذ أكثر من 30 سنة.
غياب الكهرباء عن هذه المنطقة الريفية تسبب أيضا في انقطاع أغلب أطفال العائلات القاطنة بها عن الدراسة أطفال في عمر الزهور حرموا من التعليم لسبب بسيط إن لم نقل تافه.
ألفة المليشي (14 سنة) درست إلى حدود السنة السابعة أساسي أمينة (7 سنوات) درست 20 يوما فقط خلال سنتها الأولى لتنقطع بدورها عن التعليم.
محمد (16 سنة) درس إلى أن بلغ السنة السادسة من التعليم الابتدائي ثم خيّر بدوره الانقطاع... وغيرهم من الأطفال الذين حرموا من الدراسة لسبب بسيط.. لقد صرّحوا ل«الشروق» بأنهم يتحولون إلى المدارس والمعاهد سيرا على الأقدام (لا وجود لوسائل نقل) وعند خروجهم مساء (الخامسة مساء) يكون الظلام قد أسدل ستاره على طريقهم الرملية التي تتأثر بمجرد نزول الغيث النافع.. ولكم أن تتخيلوا المشهد.. وعند وصولهم إلى منازلهم يتناولون عشاءهم وينجزون تمارينهم المنزلية على نور «الشمعة» أو القنديل الزيتي!!
بعين باكية وفم تعلوه ابتسامة همست لنا الطفلة أمينة: «سيدي.. هل سنتمكن من مشاهدة الصور المتحركة على تلفازتنا».. السؤال كان محرجا لكننا أجبناها بنعم.. الإجابة كانت سريعة ليقيننا بأن الإجراءات التي اتخذها رئيس الدولة منذ التحول لفائدة مثل هذه المناطق كانت كبيرة.. إجراءات انتبه لها العديد وأصبحت مضرب أمثال ويحتذى بها وبالتالي نحن على يقين من أن المسؤولين سينتبهون إلى هذه المنطقة التي حرمت من الكهرباء رغم أن الشبكة لا تبعد عنهم كثيرا.. وقبل مغادرتنا التحق بنا السيد عبد الله المليشي وهو فنان شعبي معروف بالجهة ليمدنا برسالة أرسلتها السلط المحلية تعلمهم فيها بضرورة دفع معلوم يتجاوز ال6 آلاف دينار لكل عائلة حتى يتم تزويدها بالكهرباء... السيد عبد الله تساءل عن كيفية توفير هذا المبلغ الكبير وهم فقراء الحال يعيشون على ما توفره لهم سواعدهم بالعمل في الفلاحة.
ريبورتاج: أنيس الكناني
برمجية إعلامية لديوانة دبي مصنوعة في رادس
السيد علي ستّاي باعث جديد انتصب منذ مدة بمحضنة المؤسسات برادس بعد أن استفاد من قرض من بنك التضامن في إطار التشجيع على خلق المشاريع المستقلة وحفز المبادرة الخاصة في المشاريع الواعدة.
ولم تمض غير فترة قصيرة على انطلاق عمله في مجال إعداد البرمجيات والمنظومات الإعلامية حتى تمكّن من استقطاب حرفاء له في الخارج محققا هدفا وطنيا متمثلا في تصدير الذكاء إذ أنتج برمجية خاصة لفائدة ديوانة حكومة دبي وتحديدا إدارة التعريفة والمنشأ.
وأنهى السيد علي ستّاي خلال الأيام الماضية تعاقده مع السيد محمد المعيني في إدارة ديوانة دبي وسلّمه المنتوج المتمثل في تطبيقة إعلامية تضم التعريفات الديوانية لسنة 2010.
وصرّح السيد علي ستاي أنه ينوي مواصلة مسيرته في تصدير الذكاء للإسهام من موقعه في تحقيق الأهداف الوطنية.
برج العامري: المرافق الاساسية مفقودة
برج العامري الشروق
يعتبر «برج النور» التابع لمعتمدية برج العامري من ولاية منوبة من أقدم أحياء المنطقة اذ أحدث منذ سنة 1975 ويقطنه حاليا حوالي 4 آلاف ساكن وهو عبارة عن تجمع سكاني يبعد عن مركز بلدية برج العامري قرابة سبعة كيلومترات ولكن هذا الحي رغم ارتفاع عدد سكانه ظل مغيبا عن كل المشاريع التنموية وعن كل أشغال التحديث والإحاطة ولم يدرج ضمن أي برنامج محلي أو جهوي أو وطني لتلافي عديد النقائص على مستوى البنية التحتية أو التجهيز و فهذا المجتمع السكني الكبير تفتقر شوارعه وأنهجه الى التعبيد لتتحول كلما نزلت الأمطار الى برك من المياه والأوحال تعيق تنقل المتساكنين بالإضافة الى غياب هام لقنوات تصريف المياه المستعملة التي تنتج عنها انبعاث روائح كريهة ومنظر يثير الاشمئزاز. كما تفتقر الانهج والشوارع الى الانارة العمومية بسبب تهرم الأعمدة الموجودة وتوقفها عن الاشتعال منذ سنوات والى جانب هذا فإن هذا الحي يشكو من غياب خدمات رفع الفضلات المنزلية ويضطر المتساكنون الى القاء الفضلات في مصبات عشوائية وبالتالي ظهور مشكلات أخرى ومعاناة من الروائح الكريهة والحشرات خاصة خلال فصل الصيف.
أما في ما يخص بعض الخدمات الأخرى فإن هذا الحي يفتقد الى شبكة هاتف قار ويعاني شبابه من التهميش وغياب التأطير نتيجة لانعدام أي فضاء للترفيه أو التنشيط الثقافي وأمام هذه النقائص التي أثرت على عيش سكان هذا الحي فإنه من الضروري أن تتجند كل الجهات المعنية للنظر في وضعية هذا الحي وإدراجه ضمن أولويات المخططات التنموية وتحديد مرجع النظر الإداري لهذا المجمع السكني حتى تتضح الجهة المعنية بالخدمات العمومية خاصة في ما يتعلق بالتنوير والصيانة والتجهيز.
الناصر بوسنة
باجة: متى تنتهي أشغال منطقة «باب الجنائز» ؟
الشروق مكتب الشمال الغربي
نهج خير الدين باشا أو ما عرف بتسميته «باب الزنايز» يعتبر شريان المدينة لتواجد أغلب مصالح المواطنين الحياتية به. انطلقت به أشغال قصد ترميم بلاطه وإعادة تهيئته لكنها توقفت تاركة الأتربة والغبار. وعند نزول الأمطار يصعب المرور عبره لكثرة الأوحال وهذه الوضعية الجديدة خلفت حيرة لدى التجار والحرفيين.
اذ تساءل عماد الريابني (جزار) عن سبب توقف الأشغال مما جعل المحلات التجارية عرضة للغبار والأوحال مطالبا البلدية بالاسراع بإيجاد حلول سريعة لهذه الوضعية أما الناصر العمدوني (بائع أجبان) فقال: نتعامل مع زبائن من خارج ولاية باجة وخاصة في العطل وأيام الآحاد، فكيف سيتمكن الضيوف من قضاء حاجتهم خصوصا عند نزول الأمطار إذ يصعب المرور عبر هذا النهج.
في نفس السياق أضاف أحمد العرفاوي (بائع غلال) أنه كان من المفروض أن تنطلق هذه الأشغال منذ سنتين لكن رغم تأخرها فنحن نناشد المسؤولين بإنهائها فمن غير المعقول أن تكون البضاعة المعروضة عرضة للغبار والأوحال يوميا... وباتصالنا بالمصالح المعنية تبين أن التأخير الحاصل يعود الى توقف المقاول المكلف بتنفيذ أشغال تطهير وتصريف مياه الأمطار بعد فترة وجيزة من انطلاق الأشغال وقد تم عقد العديد من جلسات العمل سواء بالبلدية أو بالولاية لمتابعة تنفيذ هذا المشروع وإلزام المقاول وتحذيره للمرة الأخيرة حتى يتم الانجاز في الآجال المحددة ووفق مقتضيات الصفقة المبرمة معه. ونشير بأن المقاول الثاني في انتظار انهاء الأشغال الاولية وهو جاهز لاستكمال أشغال التهيئة المتمثلة في التبليط والانارة.
المنجي بلخوجة
القصرين: الانتصاب الفوضوي يجتاح شوارع المدينة
الشروق مكتب الكاف:
منذ سنوات قليلة انتشر بمدينة القصرين بائعو الغلال واحتلّوا الأرصفة وكل المواقع التي تكثر فيها الحركة ومكّنتهم البلدية من مواقع عديدة للانتصاب من أجل الكسب. هؤلاء الباعة يوفّرون غلالا ذات جودة من خلال عرض مغر لبضائعهم استقطبوا الحرفاء بدرجات متفاوتة واستطاعوا تحقيق أرباح تبدو عالية من تجارتهم وإن عانوا مشقّة الحرّ صيفا والصقيع شتاء.
هؤلاء الباعة أصبحوا يشتكون منذ مدة من هذه الوضعية فهم في حاجة أكيدة لمواقع محمية وسط المدينة حتى يعرضوا بضائعهم في ظروف أفضل ولعل البلدية قادرة على منحهم أجزاء أرصفتها الواسعة حتى تكون أقرب الى محلات صغيرة وبذلك تقطع مع الانتصاب الفوضوي على قارعة الطريق وتستطيع أن تعطي بعدا جماليا من خلال طرق العرض الجاذبة للعين دون أن يتأذى الرصيف أو تتحول قارعة الطريق الى حالة مبتذلة يختلط فيها العارض والمترجل ووسائل النقل على حدّ سواء.
محمد حيزي
قبلي: جهود لتوثيق تجربة المهاجرين الأوائل من ابناء الجهة
قبلي الشروق
قد تكون للمهاجرين ولتحويلاتهم المالية من العملة الصعبة أهمية كبرى في دعم الحراك التنموي ببلادنا وطنيا وجهويا ولكن هذه الأهمية الاقتصادية لا يجب بأي حال من الأحوال ان تزج بنا في اختزال نظرتنا لهذه الفئة من ابنائنا المهاجرين في وظيفتهم الاقتصادية كما لا يجب أن يقتصر اهتمامنا بهم في تمتيعهم بجملة من الامتيازات وفي ابداء ضروب الحفاوة والتسجيل عند استقبال العائدين الينا منهم كنوع من المكافأة أو العرفان بالجميل، فالهجرة ليست لحظة راهنة وإنما هي تاريخ لا ينفصل بأي شكل من الاشكال عن تاريخ الوطن عموما، والمهاجرين ليسوا فقط أولائك الأشخاص النشطين خارج الحدود ولا فحسب تلك العائلات التونسية المقيمة بالمهجر وإنما هم كذلك هذه الاعداد من المتقاعدين الذين أنهوا سنوات البذل والغربة وأتوا ليستقروا من جديد في مواطنهم بين الأهل بعد بذل أغلب العمر هناك وراء البحر، هؤلاء الذين يصرون على أن يدفنو في ذات التربة التي سقطت بها رؤوسهم أول مرة «الشروق» اهتمت بهذا الموضوع فسألنا فيه أطرافا عدة من ذوي الصلة بالموضوع اذ اتصلنا في مرحلة أولى بالسيد «سامي البكري» المندوب الجهوي لديوان التونسيين بالخارج بقبلي لنسأله عن الاجيال المهاجرة من أبناء الجهة وعن عدد المتقاعدين منهم وعن ظروفهم الراهنة.
وقد أفادنا السيد المندوب بأن تاريخ هجرة أبناء جهة قبلي وربما التونسيين عموما ينقسم الى ثلاث موجات. كانت الأولى بعيد الاستقلال وامتدت بين 1956 و1960 والثانية كانت خلال سبعينات القرن الماضي وتركزت فيما بين 1970 و1976 أما الثالثة فقد حصلت في أواسط الثمانينات دون أن تتوقف حركة الهجرة نهائيا بين كل مرحلة واخرى بل تواصلت ولكن بوتيرة أقل وبطرق مختلفة.
أما عن العائدين من هؤلاء المهاجرين نهائيا الى أرض الوطن بعد انتهاء فترة عملهم كمتقاعدين فيقول السيد المندوب إنه لا يتوفر على احصائيات دقيقة ولكنه يشير الى تناسب تقريبي بين اعداد العائدين كمتقاعدين واعداد المهاجرين من أبناء الجيل الأول الذين عاشوا غربتهم جميعا تقريبا كأفراد دون اصطحاب عائلاتهم فظاهرة استقرار المتقاعد التونسي ببلاد المهجر لم تبدأ الا مع ابناء الموجة الثانية من المهاجرين وقد تتواصل مع ابناء الموجة الثالثة ولكنها تظل دائما بنسب قليلة لدى التونسيين مقارنة بجنسيات أخرى بعيدة أو قريبة منا.
وقد أشار السيد المندوب الى ان اعداد المتقاعدين من مهاجرينا العائدين نهائيا وخاصة من ابناء الجيل الأول هي اليوم بصدد التناقص السريع بسبب تقدم اغلبهم في السن وموت الكثير منهم.
هذه الحقيقة التي انكشفت لنا من خلال حوارنا مع السيد سامي البكري جعلتنا نتوجه نحو بعض أفراد مجموعة من ابناء المهاجرين بالجهة تسعى هذه الأيام الى انشاء جمعية تنظم جهودهم في العناية بالمهاجرين وبأبنائهم من خلال انجاز دراسات وتقديم خدمات اجتماعية وثقافية وتنموية.
وعن أهم مشاريع هذه الجمعية الجديدة يقول أ حد أهم الداعين الى تأسيسها: هي انجاز دراسة حول الجيل الأول من المهاجرين عن طريق تسجيل شهادات المتبقين منهم على قيد الحياة حول ظروف وملابسات هجرتهم وعن تفاصيل تجربتهم بالمهجر وعن خصائصها في كل مرحلة من مراحل تطور المجتمعات التي عاشوا فيها. فهؤلاء المتقاعدون من أبناء الجيل الأول قد توفي اليوم العدد الأكثر منهم ولا بد لنا من توثيق تجربتهم حسب قول أحد أصحاب فكرة تأسيس هذه الجمعية باعتبار هذه التجربة جزءا من تاريخ البلاد الذي علينا صونه وصيانته والاستفادة منه.
كما أفادنا أصحاب فكرة هذه الجمعية: انهم بصدد اجراء اتصالات ببعض الوجوه الاعلامية التونسية المعروفة وببعض المؤسسات المالية والبنكية خاصة ذات الصلة بتحويلات جرايات المهاجرين المتقاعدين بغية تجسيم دراسة ينجزها بجهة قبلي أحد أبناء الجهة حول تجربة وتاريخ الجيل الأول من المهاجرين في شريط وثائقي.
ولمزيد تسليط الأضواء على هذا المشروع التقطنا بعض الاشارات من خلال حوارنا بأصحاب فكرة بعث هذه الجمعية لنتصل بالسيد «محمد عون» مدير فرع الشركة التونسية للبنك بقبلي باعتبار هذه المؤسسة البنكية هي القناة الرئيسية التي تؤمن تحويل جرايات المتقاعدين التونسيين بفرنسا نظرا للاتفاقات المبرمة بينها وبين الصناديق الاجتماعية الفرنسية وقد أفادنا السيد رئيس فرع هذا البنك بقبلي فإن اعداد المتقاعدين من مهاجري ابناء قبلي الذين تصل جراياتهم عبر فرع هذا البنك بقبلي تصل الى عدد 1500.وهو ما يجعل مؤسسته حريصة على مضاعفة جهودها لتأمين أفضل الخدمات لهؤلاء المتقاعدين وتسعى باستمرار الى تطوير هذه الخدمات وتنويعها ومن ذلك مثلا تغيير دفاتر إدخار هؤلاء المتقاعدين الى حسابات جارية يتمتع بمقتضاها المتقاعد من بطاقة سحب تغنيه عن كثير من متاعب التنقل أو الانتظار كما تسعى ادارة البنك نحو امكانية تمتيع من يرغب من هؤلاء الحرفاء من قرض..... مع حزمة أخرى من الامتيازات نحو توسيعها وتطويرها.
أما عن امكانية مساهمة هذه المؤسسة البنكية في رعاية شريط وثائقي حول الجيل الأول من المهاجرين فيقول السيد رئيس فرع الشركة التونسية للبنك بقبلي إنه علم بالموضوع وهو سينقل ما سمعه الى ادارته وهو يعتقد انها سترحب كعادتها برعاية كل عمل ثقافي وطني شريطة ان يتقدم اليها اصحاب هذه المبادرة بملف مقنع من حيث الإعداد والأهداف والتكاليف والجدوى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.