أثارت حادثة إنزال العلم من على مدخل جامعة الآداب بمنوبة ردود أفعال متباينة وضجة في جميع الأوساط والشرائح الاجتماعية، وللفنانين رأيهم وموقفهم. يقول الفنان محمد الجبالي تعليقا على هذه الحادثة الغريبة وغير المسبوقة إن ما حصل شيء غير متوقع مضيفا أن تونس لا تحتمل كل هذه التجاذبات والصراعات الدخيلة على مجتمعنا «وكأن البلاد تعيش فتنة حقيقية». يضيف الجبالي «هذه نتيجة سنوات من القمع والاضطهاد لكن لا يمكن أن يصل بنا الآخر إلى التشكيك في انتمائنا إلى الدين الاسلامي. ومن يريد الإصلاح يجب أن يتوخى أسلوب اللين واليسر. فالعنف والتطرف والتشدّد أساليب لغير الراشدين». يؤكد محمد الجبالي «علم تونس فوق الجميع وكلنا نريد العيش في أمان واستقرار وما يحصل اليوم في بلادنا ساهمت فيه عدة أطراف لذلك يجب أن تعيد هذه الأطراف ترتيب أوراقها وليعلم الجميع أن تونس تسع لكل أبنائها وأن مصلحة البلاد فوق كل اعتبار وأن الحرية والديمقراطية ليست بهذا المفهوم». محمد الجبالي أراد أن يساهم في التصدي إلى هذه الفئة التي تسعى إلى زرع الفتنة داخل هذا المجتمع من خلال أغنية جديدة مطلعها.. «لا يربّح إن شاء الله إلّي ناوي لبلادي الشر». سابقة خطيرة ومن جهة أخرى يقول المسرحي نور الدين الورغي: «إن ما وقع من إهانة لهذا الرمز الجليل أعتبره سابقة خطيرة لأن هذا العلم يمثل نضالات الشعب الذي عانى الويلات والقمع والهوان والتعسف والدكتاتورية هذا يدفعني إلى التشاؤم والحزم والصمود أمام هذه التصرفات الجبانة». يضيف الورغي: «وإن لم نتصد اليوم والآن إلى مثل هذه الخروقات فإنها ستفتح الباب شاسعا والأبواب شاسعة أمام تجاوزات أخرى قد تؤدي بنا إلى الهاوية». يؤكد نور الدين الورغي: «على المجتمع المدني والمفكرين والمبدعين والمثقفين وجميع فئات الشعب أن يكونوا يقظين وألا يتسامحوا مع هذه الظواهر وأن يدافعوا عن الشعارات التي نادى بها الشعب يوم 14 جانفي، وهي الحرية والكرامة والخروج من الاستبداد». الحكومة تتحمّل المسؤولية وتقول الممثلة ليلى الشابي أن ما حدث كان متوقعا خاصة وأن الحكومة لم تتخذ الاجراءات اللازمة. واتسمت قراراتها بالضبابية وهو ما زاد في تأزم الوضع حسب تعبيرها. وأضافت ليلى الشابي أنها ضدّ العنف والتطرّف وأن ما يحدث اليوم في منوبة تتحمّل الحكومة مسؤوليته وحدها لأنها لم تتخذ القرارات الواضحة والصريحة والجادة منذ أن انطلقت هذه الأزمة في صفوف الطلبة. مضيفة أن موقف وزير الداخلية لا يعبّر عن مدى خطورة هذه الحادثة والمتمثل في كلامه «هذه حاجة موش باهية» تقول الشابي: «غريب هذا الموقف الذي نردّ به في الواقع على شخص داس قدم شخص آخر وليس على شخص تعمّد أن يدوس بلاد كاملة». عيب هذا الصمت المخيم على الحكومة» تضيف الشابي: «هذا لا يخدم مصلحة البلاد». دعوة إلى التحابب هذا الموقف أكدته أيضا الفنانة أمينة الصرارفي وحمّلت الحكومة مسؤولية هذا التسيّب في الوسط الجامعي. مضيفة أن راية البلاد فوق كل اعتبار لذلك تقول الصرارفي لا بدّ من أخذ اجراءات صارمة ضدّ من تعمّد التعدّي على العلم حتى لا تتكرّر مثل هذه التصرفات الخطيرة. ومن جهة أخرى تحدثت الصرارفي على أهمية وضرورة غرس قيم المواطنة وحب راية البلاد لدى الناشئة حتى نتجنّب مثل هذه السلوكات ويبقى علم تونس فوق الجميع على حد تعبيرها. كما دعت أمينة الصرارفي إلى التحابب والتآزر والعمل من أجل النهوض بالبلاد والعباد لأن تونس لم تعد تحتمل هذه الصراعات حسب تصريحها. هكذا إذن وحّدت حادثة انزال العلم آراء الفنانين وامالهم وطموحاتهم التي تصب في خانة تحابب وتآخي هذا الشعب من أجل هذا الوطن وتبقى هذه الفئة الضالة فئة شاذة تحفظ ولا يقاس عليها.