عرفت مدينة القلعة الكبرى تغيّرا ملحوظا في الاحياء الكبرى، تمثل في اكتساح باعة الخضر والغلال الساحات الشاسعة كباب الجامع وساحة دار الثقافة ومثل هذا المشهد الاخضر (خضر وغلال) اعطى حركية غير معهودة لهذه الاحياء خاصة ايام العطل والآحاد.
ورغم ان المشهد سادته فوضى طفيفة فانه أضفى على المدينة رونقا جديدا سرعان ما تعوّد عليه المواطن.. ورغم غياب التراتيب البلدية والمراقبة الادارية للأسعار والانتصاب الفوضوي، فان التزاوج بين الرضاء والقبول من هذا الطرف وذاك قد عرف التفاهم العام، وما دمنا في معمعة التفاهم يا حبذا لو يحترم الباعة قليلا حرمة الطريق العام(ويسهّلون) سير العربات والشاحنات...لان الحرية الشخصية تقف عند حدود حرية الآخرين.
ورغم ان الاسعار عرفت قفزة نوعية في المدة الاخيرة تذمر منها كل المواطنين، فان سوقا يومية ظهرت بمنطقة سيدي زائد لتنقذ قفة المواطن القلعي من الغلاء الفاحش الذي استشرى في المدة الاخيرة وبمثل هذا التوجه يمكن ان يكون المواطن للمواطن رحمة. «ببوش» يا علوش
حتى قلة المطر أثّرت على تكاثر الحلزون» الببوش» في مناطقه الشمالية والساحلية، وربما حتى مزارع الحلزون العصرية لم توفّ حاجة المواطنين لهذا النوع من اللحوم الطرية والصحية، لحوم الفقراء والبسطاء، لأنه حسب المقولة الشعبية «الببوش علوش الغابة التونسية» وبالقلعة الكبرى يعرف الباعة كيف يخزنوه صائما في المخازن التجارية ويبقى تزويد السوق على طول العام عادة قلعية، ولكن في المدة الاخيرة عرف الببوش احتجابا ظرفيا ولم يعوضه لا الدجاج ولا لحم العلوش، ولما ظهر اخيرا بعد امطار جانفي وفيفري عرف اسواما خيالية اذ وصل الكلغ منه الى حدود ثلاثة دنانير تونسية، وكأني بالمواطن القلعي يهذي ويردد «ببوش يا علوش»؟
للقلعة سوقها الاسبوعي (يوم الجمعة) لكن بفعل الايام تأخّر سوق الجمعة من الجمعة الى الخميس، وهذه السوق كانت تعرف حركية لبيع الدواجن ثم تقلّص هذا النشاط شيئا فشيئا... ولكن حدث ان ولدت سوق اسبوعية ( سوق الاحد ) ليوم الاحد بوسط المدينة غرب دار الثقافة، ومثل هذه السوق عرفت انتصابها الاولي بالأطفال الذين يتاجرون بالطيور (حمام يمام دجاج ديك رومي اوز ) ثم اتسعت رقعتها وتعدد الباعة بها حتى اصبحت قبلة الزوار يوم الاحد نظرا لما توفره من انتاج بلدي ولكن السؤال المطروح هل هذا المكان يفي لاتساع رقعة سوق الطيور ورواج منتوجها الحيواني ؟ والملاحظ ان وقت انتصاب هذه السوق وجيز جدا.. لا يتجاوز الساعتين من صبيحة كل احد..