نشرت جريدتكم الغراء (الثلاثاء 1/2004 ص24) مقالا حول اتحاد الكتاب تحت عنوان «قضية المطرودين في المحكمة يوم فيفري والسبوعي يهدد باللجوء الى القضاء» وقد تضمن هذا المقال ما اعتبره تضليلا واضحا ومسّا مقصودا بشخصي، كنت أتمنى ان لا تنزلق فيه جريدتكم الموقرة. ونظرا لخطورة ما نشر على لسان المدعو محمد السبوعي الذي يعمل على تصعيد الموقف وزرع الخلافات بين أعضاء الهيئة المديرة رغم ما اقترفه من عنف مادي ولفظي ثابت بالشهود وفي محاضر الامن وفي عريضة رئيس الاتحاد الى السيد وكيل الجمهورية، ورغم انه تعمّد توزيع مناشير ضد الاتحاد تتضمن ثلب الأشخاص وقلب الحقائق وتعمّد نشر البعض منها بالصحافة، مما يشكل قضية ثانية سترفع ضده الى العدالة، هذا كله في الوقت الذي نحاول فيه تهدئة الوضع والتركيز على أنشطة الاتحاد.. نظرا لكل ذلك وانارة للرأي العام، أوضح ما يلي : أولا : ان القول ان «بعض أعضاء الهيئة المديرة وخاصة عثمان بن طالب ورّطوا الأستاذ الميداني بن صالح في قرارات الطرد وقبول أعضاء جدد لا تتوفر فيهم شروط العضوية» هو اعتداء جديد على الاتحاد ورئيسه والهيئة المديرة وهو مغالطة مفضوحة لن تنطلي على أحد لأن الجميع يعرف كيف يأخذ رئيس الاتحاد قراراته وعثمان بن طالب هو مجرد عضو في الهيئة وهو آخر من يفكّر في قرارات الطرد ويلتزم في كل الحالات بقرارات الهيئة. ثانيا : ان تعمد محرر المقال بالزج بي في العنف بالقول «تهمة تبادل العنف» هو أمر مؤسف ومحيّر. وبما ان المحرر لم يوقّع مقاله باسمه، فعليه الرجوع الى بيان الهيئة المديرة المنشور في الصحافة حول الحادثة والى محضر الشرطة والى عريضة رئيس الاتحاد الى وكيل الجمهورية والى الشهود.. وعليه ان يتساءل من هو صاحب السوابق العدلية في العنف ومن اعتدى بالعنف على الوسلاتي في مؤتمر بنزرت ومن يفتخر بعضلاته... هل كان الاخ كاتب المقال حاضرا عندما جاءت الشرطة على عين المكان وعاينت آثار العنف، أم قرر فقط الاعتماد على أقوال السبوعي الذي يسعي الى الافلات من العدالة. ثالثا : ذهب الاخ المحرر الى تخمينات غريبة تجانب الموضوعية حيث اتهم «عضوين من الهيئة المديرة بدفع الاتحاد الى هذا المأزق خدمة لطموحاتهما في رئاسة الاتحاد». ونظرا لما يوحي به السياق بأنني المقصود بهذه «المؤامرة» فإنني أوضح ان هذا الاتهام المجاني والمتعمد لا يليق بشاعر و»اعلامي شاب» نكن له الاحترام. واذا كان المقصود منه تأليب بعض الاعضاء على البعض الآخر، فلا يمكن الا ان نأسف جميعا لهذه العقلية التي تدفع بالاتحاد الى المزيد من الصراعات والانشقاقات، ليسجل عني الاخ كاتب المقال بأنني لن أترشح مجددا لا للهيئة القادمة ولا لرئاسة الاتحاد وأتمنى فقط ان يعطيني الله ما يكفي من الصبر للبقاء في الهيئة الحالية الى موعد المؤتمر لنسلّم الأمانة لمن يرى في نفسه القدرة على العمل التطوعي وخدمة الثقافة الوطنية. وقبل كل هذا وبعده، فالأخ نورالدين بالطيب يتردد على مكتب الاستاذ الميداني وتربطه بالاخ الهاشمي علاقة مودة قديمة ويمكن له ان يطلع في الاتحاد على كل المعطيات بكل شفافية ليواصل أداء رسالته الاعلامية بكل نزاهة وموضوعية في اطار احترام الاشخاص والمؤسسات وحرية التعبير وروح الاختلاف البناء. أشكر جريدتكم المحترمة مسبقا على نشر هذا التوضيح وأتمنى لأسرتها المتميزة كل التوفيق. عثمان بن طالب تعقيب على الرد وصلنا هذا الرد من الدكتور عثمان بن طالب الكاتب العام للهيئة المديرة لاتحاد الكتّاب التونسيين ننشره كما هو رغم ما جاء فيه من تجن وتحامل يكشف عقلية الضيق بالاختلاف. فالسيد الكاتب العام للاتحاد حمّلني مسؤولية تصريح أدلى به عضو مطرود من الاتحاد هو محمد السبوعي وهو من المقرّبين للهيئة المديرة قبل ان يتم طرده، فأنا لست طرفا في هذا الخلاف والصفحات الثقافية ل»الشروق» مفتوحة لكل الآراء بما فيها رأي الدكتور عثمان بن طالب والاستاذ الميداني وسويلمي بوجمعة الذين نشرنا لهم حوارات متتالية لكن يبدو أن السيد الكاتب العام يريد ان نغلق الباب أمام الرأي الآخر. فقضيته مع محمد السبوعي هي محل نظر في القضاء ولسنا طرفا فيها، أما عن حديثه عن صفتي كشاعر وعضو اتحاد الكتّاب التونسيين فهذه مسألة أخرى لا علاقة لها بمهنتي، ولكنها عقلية الخلط وهذا جوهر الموضوع.