مازالت تداعيات تأجيل المؤتمر في اتحاد الكتاب التونسيين وطرد أربعة أعضاء تتالى. وبعد تصريح الأستاذ الميداني بن صالح رئيس الاتحاد ننشر حوارا مع الشاعر سوف عبيد نائب الرئيس والطرف الأساسي في الخلاف حول موعد المؤتمر. ما هو تعليقك على ما صرّح به الأستاذ الميداني بن صالح حول الدعوة إلى المصالحة وهل أنت مستعد للمساهمة فيها بصفتك نائبا لرئيس الاتحاد؟ كنت أتمنى أن لا أجرّ إلى مثل هذه الأحاديث ذلك أن الأدباء مدعوون في السنة الماضية إلى المساهمة في بلورة السنة الوطنية للكتاب هذه المبادرة من لدن سيادة الرئيس بن علي والتي كان يمكننا في اتحاد الكتاب أن نفتح فيها الملفات الصحيحة حتى نساهم في بلورة المشروع الثقافي والحضاري لتونس المستقبل وحتى يتنزل الأديب في المكانة اللائقة به باعتباره حاملا للقيم الانسانية الثابتة وباعتبار ان المثقف عامة هو ذلك الذي يبتعد عن الأساليب الأخرى إلا ما كان منها نابعا من قيم الأصالة والنبل ولكن اتحاد الكتاب التونسيين في هذه السنة لم يبادر ولم يساهم في هذه المناسبة التاريخية التي لا يجود الدهر بمثلها حيث ان اتحاد الكتاب صار سيء السمعة وصار ما يحدث فيه مأساة كما عبّر رئيسه والسبب في ذلك يعود بسبب مباشر إلى عدم احترام بنود النظام الأساسي والنظام الداخلي اللذين أمضى عليهما بنفسه. ولا يمكن تجاوزهما إلا متى تمّ تنقيحهما في جلسة عامة وأنا على رأيه في تطبيق كافة بنوده ولكن ضدّه بوضوح عندما يطبّق فصلا ويلغي فصلا والأخطر من ذلك أن يجرّ الاخوة الأعضاء إلى الطرد وإلى القضاء وهم الذين إلى عهد قريب كانوا مثالا للاخوة والصداقة الحميمة فيما بينهم فهم جميعا من جماعة أدباء التسعينات وكذلك هم من جماعة «المتروبول» وإذا ما حصل خلاف بينهم مهما بلغ حدّته فينبغي علينا في الهيئة المديرة أن نطوّق الخلاف وأن نجبر الخواطر بالمصالحة والتسامح وكلّهم يكنّون الاحترام والتقدير للهيئة المديرة وعلى رأسها الأستاذ الميداني بن صالح فهو الذي فتح لهم النوادي والملتقيات والسفرات وله أياد بيضاء على الكثير منهم وحتى لئن اختلفوا معه في الرأي فلا يجب أن يقابلهم بالتشنّج والتعسّف ولست من الذين يريدون أن يجعلوا من اتحاد الكتاب محاكم للتفتيش مثل تلك التي انتصبت للقصاص والتنكيل في اسبانيا بعد سقوط غرناطة أو في روسيا القيصرية أو في ألمانيا النازية فنحن في اتحاد الكتاب لسنا حزبا سياسيا أو نقابة أو جمعية سرية تسير بعقلية الانضباط ومجالس التأديب والعقوبات نحن أدباء نجتمع على المشاريع الكبرى التي تخدم أهداف الأدباء ولكننا نحافظ كذلك على آرائنا ومواقفنا وندلي بها بدون تحفظ أو خوف. وفي هذا السياق رفضت تأجيل مؤتمر الاتحاد لأن ذلك فيه مخالفة لبنود النظام الأساسي والداخلي وأدليت برأيي هذا حتى قبل أن يعرض على الهيئة المديرة وإذا رأت الأغلبية في جلسة عامة التي طالبت بانقضاءها تأجيل المؤتمر فلا مانع لي المهم احترام النظام الأساسي في أطره القانونية فاتحاد الكتاب يفترض أن يكون نموذجا في احترام ضوابط المجتمع المدني وهذه هي المشكلة الحقيقية التي يتغاضى البعض من الهيئة المديرة ويحوّلون مجرى الحديث والحوار والنقاش إلى قضية رئاسة الاتحاد وافتعال مشاكل شخصية بحتة وتوريط عديد الأقلام في الثلب وافتعال قضايا وهمية من نوع العنف الذي يسبقه العنف اللفظي والاستفزاز مثل تداول رئيس الاتحاد مع الأسف قاموسا يشمل كلمات نابية لا تليق أصلا بالانسان الذي كرّمه اللّه سبحانه وتعالى وحقوق الانسان التي ينبني عليها مجتمعنا التونسي مثل قوله ونشره على أعمدة الصحف والمجلات من نوع «ثعالب وأرانب» «ويرابيع» واستعمال كل الأسلحة وتهديده لخصومه بأن يجعلهم رمادا فعن أي مصالحة يتحدث رئيس الاتحاد وكيف يمكنني أن أساهم فيها في الوقت الذي يهددني على لسان المقربين منه الذين نشروا تصريحاته التي سيحولني فيها إلى حداد.. ألست أحد الذين اختلفوا معه حول مسألة قانونية بحتة وهو الذي تباهى بأنه من أنصار الاختلاف وحرية الرأي وحقوق الانسان؟ وقد هدّدني بالتجميد والطرد وبتحوير المسؤوليات في الهيئة المديرة لأفقد صفتي كنائب للرئيس. * لماذا قاطعت اجتماعات الهيئة المديرة؟ أريد أن يعرف الاخوة أعضاء الاتحاد والرأي العام الثقافي ان جلسات الهيئة المديرة قد ظلت شهورا عديدة لا تجتمع والرجوع إلى دفتر محاضر الجلسات ممكن بالرغم من أن النظام الأساسي يؤكد انها تجتمع مرة في الشهر على الأقل وحدث ان اجتمعت الهيئة بسبب أكيد وطارئ في غياب رئيس الاتحاد بينما كان موجودا في المشرق فاعتبر ذلك مروقا ومؤامرة انقلابية. أما في الفترة الأخيرة فقد أمست اجتماعات الهيئة المديرة ومخططاتها في فضاءات بعيدة كل البعد عن رحاب الاتحاد وبحضور أشخاص من خارج الهيئة وأنا لست مستعدا لحضور مثل تلك الجلسات المشبوهة والتي تحاك فيها المؤامرات حتى للريح على حدّ تعبير أحد بيانات بعض الأعضاء الذين كانوا مقربين من رئيس الاتحاد. بالاضافة إلى أنني اعتبر هذه الهيئة قد استوفت مدتها القانونية بعد انقضاء ثلاث سنوات هي 2001 و2002 و2003 حسب ما ينص عليه النظام الداخلي وما عليها إلا أن تدخل في الاعداد المادي للمؤتمر وفي كتابة التقريرين الأدبي والمالي ليكون المؤتمر في مارس القادم. واعتبر نفسي قد ساهمت في هذه الدورة قدر الامكان واحترمت أهداف ونظام الاتحاد بكل صدق وشفافية من دون حسابات خاصة.. ولم أنس أنني شاعر قبل كل شيء فأصدرت مجموعتي الشعرية السابعة هذه الأيام. أما ما تبقى فلا يعنيني.