هل أصبح ديوان تنمية الشمال الغربي عائقا حقيقيا أمام التنمية بسبب البيروقراطية التي تغلب على اتخاذ قراراته؟ ومتى يقع تفعيل المكتب الجهوي للتنمية بالكاف ليقوم بدوره كاملا؟ رغم أن الأهداف التي بعث من أجلها كانت أهدافا سامية. ومن بين هذه الأهداف التي بعث من أجلها ديوان تنمية الشمال الغربي هي: دراسة المشاريع المقدمة من طرف الباعثين، وتقديم أفكار مشاريع للباعثين الجدد، والإحصاء والتخطيط للمعطيات الاقتصادية والاجتماعية لولايات الشمال الغربي. ولكن المتتبع إلى دور ديوان الشمال الغربي الذي ركزت إدارته العامة بولاية سليانة، يلاحظ انه أصبح عائقا حقيقا أمام التنمية. بسبب عقلية «البيروقراطية» التي يتصرف بها مديره العام، وأكبر دليل على ذلك ما يعانيه الباعثون الشبان بولاية الكاف من التنقل أحيانا إلى سليانة لاستخراج وثيقة، او الإتيان بوثيقة مثلما وقع للمستثمرة صليحة العمري التي تريد بعث وحدة لتقطير زيوت التين الشوكي «الهندي». لان الإدارة الجهوية التابعة لهذا الديوان والتي ركزت بمركز الولاية هيكل بدون روح.
فما نجده على المطويات التابعة لهذا الديوان وعلى موقعه الالكتروني: أن دورها أي (الإدارة الجهوية) يتمثل في تمثيل الديوان لدى السلط الجهوية ومختلف المصالح الفنية والإدارية على المستوى الجهوي بالولايات المعنية، ومساعدتها في مختلف مجالات النهوض بالاستثمار الخاص والتنمية.وتوفير المعلومات الكمية والنوعية اللازمة للقيام بالبحوث والدراسات المتعلقة بالنهوض بالاستثمار الخاص والتنمية الجهوية والتخطيط... وإعداد ومتابعة إنجاز وتقييم المخططات الجهوية والبرامج والمشاريع التنموية بالتنسيق مع مختلف المصالح الجهوية المعنية وتحت إشراف السلط الجهوية... فكل هذه الخطط بقيت مجرد شعارات بدون تفعيل.
وهنا نسأل وزارة التنمية الجهوية والتخطيط. هل أن هذه الخطط المتعددة والمتشعبة لهذا الهيكل قادر المكتب الجهوي بالكاف أن يقوم بها بوجود مسؤول واحد بهذا الهيكل لان المرأة التي تعاضده في اغلب الأحيان غير موجودة كما افدنا بعض الباعثين؟... وإلى متى سنبقى نضحك على ذقون الباعثين بجهة الكاف بالمطويات والمعلقات. أما على مستوى الواقع فهم يعانون من العراقيل والتسويف والتعقيدات الإدارية.
وإذا أرادت وزارة التنمية الجهوية والتخطيط أن تنهض بعملية التنمية بولاية الكاف وبقية الولايات الأخرى. فما عليها إلا القيام بعملية هيكلة هذه الدواوين من البيروقراطية وعدم مبالاة المسؤولين عنها بما يعانيه الباعث من كثرة الوثائق وتداخل هياكل المساندة، إضافة إلى البيروقراطية التي أصبحت سلوكا يوميا من طرف بعض المديرين العامين لهذه الدواوين. كما أن إدارة التنمية الجهوية بالكاف في حاجة إلى التدعيم بالإطارات الكفأة على غرار الجهات الأخرى كالقيروان وسيدي بوزيد. كما يجب التفكير في بعث مكاتب دراسات بالولاية حتى تكون ملمة بواقع الجهة من إمكانيات متاحة ومن صعوبات أيضا.