انعقدت بفضاء قاعة الجلسات بولاية جندوبة ندوة صحفية تم خلالها تسليط الأضواء على نتائج الفيضانات التي اجتاحت الجهة في المدة الأخيرة وتدخل اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وأكد السيد محمد سيدهم والي جندوبة حرص الولاية على تجاوز هذه الكوارث الطبيعية التي حلت بالجهة. وثمنّ الوالي دور الإعلام في التوعية وطرح الحقائق بإيجابياتها وسلبياتها في إطار النقد البناء لتحسين الإدارة والمجهود المقدم لفائدة المواطن .
وكانت الندوة مخصصة لتدخلات مختلف الإدارات الجهوية التي تنضوي ضمن اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وطريقة تدخلها لتجاوز الفيضانات التي إجتاحت عددا من مناطق الجهة منذ أسبوعين .
السيد جمال العبيدي المندوب الجهوي للفلاحة أبرز في مداخلته أن روافد مجردة وهي الرغاي – وادي مليز – ملاق – تاسة – بوهرتمة كانت من أسباب الفيضانات إضافة لكميات الثلوج الكبيرة وعلى مساحات كبيرة بلغ سمكها بين متر ونصف ومترين وتجاوزت بمنطقة الغرة المترين وهو ما انجر عنه كميات هامة تزامنت مع كميات الأمطار حيث بلغت بغار الدماء 110 مم وجندوبة 111 مم وعين دراهم 586 مم وطبرقة 373 مم وهي كميات أكثر بكثير من المعدل السنوي فانجر عن ذلك زيادة كبيرة في مياه السدود : 30 مليون متر مكعب ببني مطير وبوهرتمة 38 مليون متر مكعب وهو ما حتم تفريغ 17.5 مليون متر مكعب من بني مطير و80 مليون متر مكعب من بوهرتمة وأمام هذا الوضع تم إعلام المواطنين منذ 16 فيفري وخاصة المجاورين لسد بوهرتمة بالمغادرة .
ويعتبر التدفق الكبير لكميات كبيرة من المياه من القطر الجزائري العنصر المساهم بنسبة كبيرة في الفيضانات بمدينتي جندوبة وبوسالم وقد بلغت نسبة التدفق للمياه المتأتية من الجزائر 1500متر مكعب في الثانية وبتدفق جملي يقدر ب 99 مليون متر مكعب وقد تواصل غمر المياه بمدينة جندوبة (حي الزغادية – الحوايلية – الزهوة – التيميري) 32 ساعة أما ببوسالم فقد دام الغمر 42 ساعة وشمل المناطق : البلدية – جسر بوهرتمة العشايشية حي النور حي حشاد حي الرياض حي السنيت دوار مسطور – حي ديامنتة .
وأمام هذا الوضع تدخلت المندوبية الجهوية للفلاحة بحفارتين وستة جرارات وخمسة شاحنات وأربعة عربات و13 وحدة ضخ بطاقة بشرية تقدر بستة فنيين و51عاملا. أما ممثل الحماية المدنية فقد أكد أن تدخل الحماية المدنية شمل ثلاثة معتمديات وهي غار الدماءوجندوبة وبوسالم وقد شمل الضرر 16 منطقة وكان التدخل لمصالح الحماية من خلال 363 عملية باستعمال 18 وسيلة وتم تبعا لذلك إجلاء 731 شخصا ومساعدة 511 آخرين على العبور وتم تسجيل حالة وفاة واحدة و16 إصابة وكانت تدخلات الحماية من خلال تخصيص 05 شاحنات نقل و09 شاحنات إطفاء وسيارتي إسعاف وشاحنة إنقاذ و09 زوارق مائية وقع استعمالها يوم 22 فيفري بمدينة بوسالم .
المدير الجهوي للتجهيز أوضح أن الأضرار لحقت بالطريق الوطنية 17 و11 وسقوط عدد من المساكن الإدارية المحاذية للطرقات جراء انزلاق التربة وكان تدخل مصالح التجهيز من خلال تخصيص 45 عونا بجميع مناطق بوسالم و09 ماسحات وآلتي رفع .
وفي مداخلة المدير الجهوي للتطهير فقد أكد أن الإدارة وفرت 27 مضخة و24 معدات متنقلة (شاحنة شفط عملاقة –و03 متوسطة – 06 شاحنات جهر – 02 شاحنات رفع – 10 شاحنات خفيفة – جرار – سيارة إسعاف) وقد تم توظيف 105 عون في التدخلات التي فرضت تلقي مصادر تدعيم من باجة – الكاف – سليانة – نابل – تونس – سوسة – صفاقس .
أما المندوب الجهوي للتجارة فأوضح أن التدخل شمل التزويد من خلال توفير 25 طنا من السكر و21 ألف لتر من الحليب و109 طنا من العجين الغذائي و168 طنا من السميد وكميات كبيرة من الماء المعدني نحو تجار الجملة ببوسالم وجندوبة لتلافي كل نقص في التزويد وانطلقت التحضيرات للوضع منذ 11 فيفري 2012 وشمل التدخل أيضا تعديل التزود بالخبز حيث تم تزويد مدينة بوسالم بكمية 20 ألف خبزة محمولة من جندوبة وتم كذلك تعديل النقائص أما الإسناد اللوجستي فتم بتوفير 9600 كيسا بلاستيكيا للرمل كحواجز ولوضع المساعدات الغذائية وكذلك إحكام التنسيق مع محطات توزيع الوقود والمحروقات لتلافي كل نقص.
المدير الجهوي للصحة الدكتور سهيل بالي فقد أكد أن الإدارة الجهوية أمنت تغطية صحية للعائلات التي تم إيوائها بمراكز الإيواء ببوسالم وجندوبة وتخصيص فريق طبي متكامل يؤمن العيادات اليومية بالمراكز هذه وتوفير الأدوية بكميات كبيرة والتنسيق مع المستشفى الجهوي والمستشفيات المحلية لإيواء الحالات التي تفرض إقامة.