فتحت دمشق أمس أذرع الحوار الوطني الى كافة المعارضين السياسيين السوريين في وقت تزايدت فيه الانشقاقات داخل المجلس السوري المعارض وذلك بالتزامن مع انتقاد غير مسبوق من الكرملين الى القيادة السورية بسبب التأخر في اطلاق الاصلاحات. دعت الخارجية السورية أمس كافة المعارضين السوريين وكل الأطياف السياسية الى الدخول في حوار وطني جامع مشيرة الى أن الحوار سيكون جديا .
واستثنت دمشق من الحوار الوطني كل السياسيين الداعين الى التدخل الخارجي والعسكري في الشؤون السورية .
انشقاقات
في هذه الأثناء، استقال ثلاثة اعضاء بارزين من «المجلس الوطني السوري» المعارض أمس قائلين انهم يئسوا من محاولة جعل جماعة المعارضة السياسية الرئيسية في الخارج لاعبا أكثر فاعلية من الاحتجاجات الجارية في البلاد.
والشخصيات الثلاث هي هيثم المالح وهو قاض سابق ومعارض وكمال اللبواني القيادي بالمعارضة وكاثرين التلي محامية وناشطة في حقوق الانسان.
وتأتي استقالتهم في وقت تزيد فيه القوى الغربية والعربية الضغوط على المعارضة لتوحيد صفوفها واظهارها في شكل القيادة السياسية القادرة على استلام السلطة في المستقبل .
وقال عضو بالمجلس الوطني السوري طلب عدم الكشف عن اسمه «ان 80 عضوا من أعضاء المجلس البالغ عددهم 270 يعتزمون الانشقاق عنه وربما يشكلون جماعة معارضة جديدة ستركز على تسليح مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون القوات الحكومية في سوريا».
وأبلغ هيثم المالح جهات اعلامية مطلعة بأنه استقال من المجلس لانه يموج بالفوضى وبسبب غياب الوضوح بشأن ما يمكن أن ينجزه حاليا،٫ مضيفا «ان المجلس لم يحقق تقدما يذكر في العمل على تسليح المعارضين».
ونقلت مصادر اعلامية عنه تأكيده أنه «يشعر بخيبة أمل لنقص الشفافية وضعف التنظيم داخل المجلس الذي يتفاوض مع قوى أجنبية لدعم الانتفاضة».
وتبوأ المالح العضوية في المجلس التنفيذي للمجلس الوطني السوري منذ انبثاقه في اسطنبول الخريف المنصرم .
ويرى مراقبون أن انسلاخ «جماعة المالح» تتنزل في سياق صراع على الأدوار بين هيثم المالح وبرهان غليون حيث يرى الأول أنه الأقدر والأجدر على قيادة المعارضة السورية وترصيص صفوفها وجمعها تحت مظلة واحدة .
ومن شأن هذا الانشقاق اضعاف صف المعارضة السورية لا سيما وأن المطالب الدولية تحثها على التوحّد وجمع كافة العرقيات والاثنيات الدينية داخل المجلس السوري .
وفي سياق متصل بالعلاقات السورية الروسية، وجهت موسكو أمس لوما لدمشق بسبب تأخر تطبيق الاصلاحات في سوريا مشيرة الى أنها لطالما دعت القيادة السورية للتسريع في وتيرة الاصلاح .
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال جلسة مساءلة في مجلس «الدوما» البرلمان ان نظام الاسد اعتمد اصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية ولكن ذلك تأخر كثيرا.. للاسف فكل نصائحنا لم تطبق في الوقت اللازم.
وتابع : هدفنا هو تحقيق السلام في سوريا وانقاذ ارواح وتفادى انفجار طائفي في منطقة الشرق الاوسط.. نحن لا ندافع عن النظام بل عن حق السوريين السيادي في تقرير مصيرهم بانفسهم بطريقة ديمقراطية .
وأردف : لذا فنحن نؤيد وقف اطلاق النار الفورى وبالتنسيق مع جميع الاطراف تحت اشراف دولي حيادي.
وأكد من جهة اخرى ان الاسلحة التي باعتها روسيا لسوريا لا تستخدم ضد المدنيين موضحا أن موسكو لا تسلم سوريا اسلحة تستخدم ضد المتظاهرين والمدنيين.. «وما نبيعه لسوريا اسلحة ضرورية للدفاع الوطني والأمن القومي فقط».
عنان والجواب السوري
وفي خضم الجهد الدولي لتسوية الأوضاع في سوريا قال أحمد فوزى المتحدث باسم كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا أمس الاربعاء ان عنان تلقى ردا من الرئيس السورى بشار الأسد على مقترحاته ولكن تساؤلات ما تزال عالقة وهو يسعى الى توضيح.
وأضاف في بيان مقتضب صدر عن مكتب عنان في جنيف ان «المبعوث الخاص المشترك الى سوريا كوفي عنان تلقى الان ردا من السلطات السورية ولديه تساؤلات ويبحث عن اجابات».
واستطرد قائلا «ولكن بالنظر الى الوضع المحزن والمأساوي على الأرض فان الجميع يدرك أن الوقت مهم» موضحا انه «لا يمكن السماح لهذه الازمة بأن تطول».
وكان مسؤولون أمريكيون قد أشاروا في وقت سابق بأن الأسد رفض الاعتراف بعنان كمبعوث من الجامعة العربية زاعمين أن الأسد لم يقدم ضمانات لالقاء المعارضة السورية سلاحها .