مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    رابطة الهواة لكرة القدم (المستوى 1) (الجولة 7 إيابا) قصور الساف وبوشمة يواصلان الهروب    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    المسرحيون يودعون انور الشعافي    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    الطبوبي: المفاوضات الاجتماعية حقّ وليست منّة ويجب فتحها في أقرب الآجال    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    Bâtisseurs – دولة و بناوها: فيلم وثائقي يخلّد رموزًا وطنية    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    تعرف على المشروب الأول للقضاء على الكرش..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤتمر تونس.. أوصل السوريين إلى العين.. ولم يشربوا
على قدر أهل العزم...
نشر في الصباح يوم 27 - 02 - 2012

- انعقد موفى الأسبوعي المنقضي في تونس مؤتمر «أصدقاء» سوريا، هدفه جمع «أصدقاء الشعب السوري» على طاولة واحدة بحثا عن حلّ إنساني للأزمة التي تعيشها البلاد منذ عام. سجّل المؤتمر حضور نحو 70 دولة،
في حين غابت روسيا والصين، فقد اعتبرت موسكو أنّ المؤتمر يمهد إلى إعادة إنتاج «السيناريو الليبي» في سوريا. وفي بيانه الختامي، اعترف المؤتمر ب»المجلس الانتقالي السوري» كممثل للسوريين. كما فرض البيان الختامي جملة من القيود على النظام السوري منها حظر السفر على أعضاء النظام، وتجميد أرصدتهم بالخارج، ووقف شراء النفط السوري ومنع وصول الأسلحة والعتاد العسكري إلى الجيش النظامي السوري. ولم يتضمن البيان الختامي أية إشارة للتدخل العسكري الخارجي في سوريا، أو تسليح المعارضة السورية.
تونس رأت أنّ المؤتمر نجح في توجيه رسالة قوية للتعبير عن التضامن مع الشعب السوري، إلا أنّ ردود الأفعال الدولية كانت متباينة. كما كانت المعارضة السورية منقسمة في مواقفها من المؤتمر الذي وصفه برهان غليون رئيس المجلس الانتقالي بأنّه «لم يلب طموحات الشعب السوري».

محلل روسي: مآرب .. خلف ستار «الصداقة»
قال سيرغي فيلاتوف المحلل السياسي الروسي إن مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» لم يحقق نتائج تذكر، بل وصفه ب«المناورة الغربية». وأوضح أنّ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تجهز تقريرا لتسلمه إلى أوباما حول مدى جاهزيّة بعض الدول العربية لتسديد فاتورة التدخل في سوريا. وأضاف المحلل السياسي الروسي في حديث لقناة «روسيا اليوم»، أن هذا المؤتمر جرى دون مشاركة ممثلين عن النظام السوري. وأشار إلى أن هذا المؤتمر يشبه مؤتمر «أصدقاء ليبيا»، الذي عقد العام الماضي، مؤكدا أنه مجرد ستار لاتخاذ إجراءات أكثر قسوة ضد سوريا.

مخاوف الصين تتبدّد برفض التدخل الأجنبي
أعربت الصين عن ارتياحها، لأن مؤتمر ?أصدقاء سوريا? والذي تغيّبت عنه رفض التدخل الأجنبي في سوريا.
وقالت وكالة الأنباء الصينية الرسمية إن أكثرية البلدان العربية بدأت تدرك أن الولايات المتحدة وأوروبا تخفيان خنجرا وراء ابتسامة . بكلمات أخرى وفي ما يبدوأنها تتحرك لدوافع إنسانية، يتبيّن أن لديها في الواقع طموحات مخفية من أجل بسط هيمنتها.
وأكدت الوكالة الرسمية من جهة أخرى أن مندوبي السعودية والاتحاد الأوروبي أبديا استياءهم من خلال مغادرة الاجتماع قبل انتهائه، لكن معظم البلدان العربية بقيت لأنها أرادت التأكد من أن مأساة شبيهة بالمأساة الليبية لن تحصل في سوريا .

نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الأسبق: المؤتمر جزء من الحرب الباردة
اعتبر نائب رئيس مجلس النواب الأسبق ايلي الفرزلي في حديث لإذاعة «لبنان الحر» أن «مؤتمر أصدقاء سوريا وكل الحشد الإعلامي الذي هو جزء من حرب باردة كبيرة كان غايتها الوصول إلى إيجاد المبررات الموضوعية لتدخل الخارجي في سوريا وبالتالي الحكم وإصابة المحور السوري إصابة مباشرة».
وأكد أن هناك مبالغات إعلامية حول ما يحصل في سوريا وكان هناك الإعلان عن مظاهرات تمت في ساحات ولم تحصل شيء، بالإضافة إلى الإعلان عن حريق للعدلية في احد المدن ولم يحصل شيء وأحرق بعد ساعتين.

عبد المجيد العبدلي أستاذ العلاقات الدولية ل«الأسبوعي»: التدخل الإنساني في سوريا ضرورة
اعتبر عبد المجيد العبدلي أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس أنّه من واجب المجموعة الدولية أن تتحرك ضدّ الأنظمة التي تطلق النار على مواطنيها. ويرى العبدلي أنّ مؤتمر تونس يعدّ ناجحا لأنّه حقق الأهداف التي عقد من أجلها من خلال التنصيص على ضرورة تأمين ممرات نقل المساعدات الإنسانية إلى السوريين الذين يقتلون يوميا.
ويشير إلى أنّ المواقف المتباينة للمعارضة السورية تعكس انقسامها، مؤكدا أنّ للمجلس الانتقالي السوري حسابات سياسية بالأساس يسعى من خلالها إلى تسجيل حضور قوي في سوريا بعد سقوط النظام. كما أكّد أنّ المجلس لا يحظى بتأييد جميع السوريين الذي يقتلون كلّ منهم، فمنهم ربما من لا يعترف بالمجلس مطلقا، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق باحتمال التدخل العسكري، يؤكد العبدلي أنّ القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة تدرك جيدا أنّه لا يمكن أن تتدخل عسكريا في سوريا نظرا لخصوصياتها الجيوسياسية التي تجمع وضعها مغايرا تماما عن الوضع في ليبيا.
حليف ضعيف
أما فيما يتعلق برفض روسيا والصين المشاركة في المؤتمر لأنّ الحكومة السورية لم تكن ممثلة فيه وبدعوى أنّ المؤتمر سيعيد إنتاج «سيناريو ليبيا»، فقد اعتبر العبدلي أنّ التحالف مع الاتحاد السوفياتي سابقا لم يحقق للعرب شيئا يذكر، بل بالعكس «كلما عوّل العرب على الحليف الروسي إلا وخذلهم»، كما أنّ موسكو ليست دولة قوية اليوم لا اقتصاديا ولا دبلوماسيا..
ويؤكّد العبدلي أنّ واشنطن لا تهتمّ بتغيير النظام في سوريا، وإنّما غليتها إضعاف المقاومة في لبنان، فلم يكن النظام السوري يوما نظاميا معاديا لمصالح الولايات المتحدة أوإسرائيل، لكنّه في ذات الوقت كان يدعم المقاومة. وبعد انسحابها من العراق وانسحابها المتوقع في 2014 من أفغانستان، أصحبت الحسابات الأمريكية مختلفة في الشرق الأوسط وتقتضي اتّباع سياسة جديدة.

المؤتمر في الصحافة العالمية
«مسرح» لصراخ الأصدقاء .. والقتل مستمر
علقت العديد من الصحف العالمية على مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي عقد بتونس يوم الجمعة الماضي. أغلب الصحف رأت أنّ المؤتمر لم يأت بجديد وأنّه لم يحقق نتائج فعلية على أرض الواقع، كما يرى عدد من المحللين أنّ المؤتمر لم يزعج الأسد، بل كان مجرد «مسرح لصراخ الأصدقاء من دون أفعال.»
صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية (25 فيفري 2012) وقفت في صف المتفائلين، ورأت أنّ ما تمّ إحرازه في تونس حول تأمين المساعدات الإنسانية للسوريين بالإضافة إلى تعهد الدول المشاركة في المؤتمر بتطبيق العقوبات الأممية المفروضة على نظام الأسد أمر إيجابي.
أما المعارضة السورية، فلم تجد في المؤتمر ضالتها، تعلق صحيفة «القدس العربي» (25 فيفري 2012) على ذلك قائلة «مؤتمر تونس خيب آمال المعارضة» نظرا إلى تباين المواقف بين من يريد دق طبول الحرب من جهة على غرار دول الخليج ومن يتحفظ على أي خيار عسكري لما يمثله من مخاطر سيناريو عراقي جديد في سوريا.
قطر في الموعد
في حين سلطت صحيفة «الفجر» الجزائرية الضوء على مصادر تمويل مؤتمر تونس، وقالت في مقال نشر على موقعها على الانترنات (25 فيفري 2012) إنّ التصريحات تضاربت بخصوص الجهة التي مولت المؤتمر، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها تونس. وقالت الصحيفة نقلا عن تقارير إخبارية أنّ «السفارة القطرية بتونس هي التي تكفلت بدفع كافة مصاريف المؤتمر، كما أن أفراد طاقمها هم الذين يسهرون على تنظيمه، فيما يكتفي الجانب التونسي بتسهيل الإجراءات، وتأمين الحماية الأمنية للضيوف، بالإضافة إلى توزيع الدعوات للمشاركة في هذا المؤتمر المثير للجدل».
واقع القتل متواصل
«إعلان تونس لم يغير شيئا في واقع القتل المتواصل في سوريا»، هكذا تعلق صحيفة «الإندبندنت» البريطانية (25 فيفري 2012) على وقائع المؤتمر. وتشير الصحيفة إلى أنّه في القرى السورية النائية لم يسمع أحد عن المجلس الانتقالي السوري، خاصة «قياداته التي تتحدث باسم الثورة من منفاها الفخم.» في حين تذهب صحيفة «الأخبار» اللبنانية إلى حد القول بأنّ البيان الختامي للمؤتمر أسقط كل الرهانات التي سبقته إذ خلا من أية قرارات ملموسة، وتخلص الصحيفة إلى أنّ تونس كانت «مسرحا لصراخ الأصدقاء من دون أفعال.» , أما مجلة «التايم» الأمريكية (25 فيفري 2012) فقد اعتبرت مؤتمر أصدقاء سوريا لم يزعج بشار الأسد. وأوضحت المجلة أن فقرات بيان المؤتمر جاءت معتدلة نسبيا، حيث فتحت الباب أمام زيادة عزلة دمشق الدولية والأهم من ذلك أنها أتاحت فرض مزيد من العقوبات على الصادرات السورية وأعضاء حكومة دمشق المقربين من الأسد.
الصحافة السورية
اعتبرت صحيفة «الثورة» الحكومية (25 فيفري 2012) أن «مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي عقد الجمعة في تونس شكل «خيبة جديدة» لما سمتها الأطراف «المتآمرة» على سوريا. وقالت الصحيفة «في حلقة جديدة من حلقات التآمر واصلت أطراف المؤامرة عدوانها على سوريا وسوق الأباطيل والادعاءات حول الأحداث الجارية فيها وذلك خلال الاجتماع الذي عقدته في تونس تحت مسمى» أصدقاء سوريا».

عضو بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا أحمد المناعي ل«الأسبوعي»:
خيار التدخل ضدّ الأسد لم يعد مطروحا.. و«أصدقاء سوريا» اِنسحاب تكتيكي
سوريا عالم آخر مختلف تماما عما تنقله وسائل الإعلام
حل الأزمة في الداخل السوري وليس في قطر
اِعتبر عضو بعثة مراقبي الجامعة العربية لسوريا ورئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية ومستشار محكمة بروكسيل للعراق أحمد المناعي في حوارنا معه أنّ ما تنقله وسائل الإعلام عن الأوضاع في سوريا لا يعكس الوقائع على الأرض وفيه جانب كبير من التهويل والمبالغة. وأضاف أنّ الفيتو الروسي/الصيني قضى على المخططات الغربية للتدخل العسكري ضدّ سوريا، مشيرا إلى أنّ تونس بمواقفها من الأزمة السورية قد دخلت «حلفا شيطانيا» ضدّ بلد شقيق.
-هل بإمكانك أن تحدثنا عن مساهمتك في بعثة المراقبين العرب إلى سوريا؟
- تجربتي في سوريا ليست تجربة شخصية، فقد كانت في نطاق الجامعة العربية، إذ دعا مجلس الجامعة العربية إلى تشكيل لجنة خاصة تضمّ ستّ دول على رأسها قطر، وهي التي ارتأت إرسال بعثة من المراقبين العرب للتأكد مما يحدث، هذه البعثة زارت سوريا باتفاق مع الحكومة السورية، وقد قسّم المراقبون إلى حوالي 15 فرقة، وكل فريق توجّه إلى محافظة سورية، الفريق الذي كنت أنتمي إليه عمل في محافظة «الحسكة» على الحدود مع تركيا والعراق. وكنا مكلفين بكتابة تقرير يومي، فلا يخرج تقرير إلا والجميع موافق عليه.
-هل كان الوضع في سوريا كما تابعته على شاشات التلفزة؟
- كانت عالما آخر، مختلفا تماما عن الصورة التي تقدّمها وسائل الإعلام في شتى أنحاء العالم.. ليس معنى ذلك أنّه لم يحدث شيء في سوريا ولكنّه كان مختلفا عما تنقله وسائل الإعلام..
-في ما يتعلق بمجزرة حمص، هل كانت هناك مبالغة إعلامية في تصويرها؟
- أنا غادرت دمشق نحو تونس يوم 9 فيفري وقد وقعت مجزرة حمص يوم 4 فيفري، وقد نقلت الفضائيات العربية والدولية صورا لعشرات القتلى، قالوا إنّهم ضحايا القصف العشوائي لمدفعية الجيش السوري.. ولكن ما شاهدته أيضا أنّ الكثير من هذه الجثث كانت مقيدة ولم تكن عليها آثار الجير أو مواد البناء.. بعد ذلك جاءت شهادات من حمص من أشخاص تعرفوا على هذه الجثث وقالوا إنّهم كانوا مختطفين، إذ أنّ عمليات الخطف انتشرت بانتشار الفوضى والانفلات الأمني.
-هل تعتبر أنّ قرار تعليق عمل بعثة المراقبين العرب كان صائبا؟
- الجامعة العربية هي التي أرسلت البعثة، ومن المفروض أن تنتظر تقرير مبعوثيها لكن عندما جاء التقرير وتبين أنّه لا يخدم ما يطمحون إليه تركوه جانبا.. حتى أنّ الجامعة لم تنشر التقرير ولم تتقدم بنسخة إلى مجلس الأمن بل قالوا سيأتي بالبريد السريع وهذا ما دفع روسيا إلى المطالبة بضرورة حضور الفريق الدابي رئيس البعثة..
-اِنتقدت المعارضة السورية تقرير بعثة المراقبين العرب واعتبرته منحازا للنظام، هل يمكن أن تقدم لنا قراءة عن دور المعارضة على الأرض؟
- في سوريا ليست هناك معارضة قادرة على الإمساك بزمام الأمور إذا ما سقط النظام -وهو أمر مستبعد- ولكن هناك مجموعات متعددة من المعارضة منهم المقاتلون ومنهم من ينتمون إلى القاعدة أو جماعات إرهابية أخرى.. هناك أيضا معارضة الداخل منتظمة في إطار هيئة التنسيق الوطنية السورية في المهجر وأغلب أعضائها في الداخل ورئيسها هيثم المناع فهو في الخارج. أما عن المجلس الانتقالي السوري فهو مكوّن من معارضي الخارج وليست لديه قاعدة شعبية. كما أنّ هنالك معارضة بصدد التشكل، ففي الفترة الأخيرة ظهرت أربعة أحزاب جديدة.
-يقلل عدد من المحللين من دور الجيش السوري الحرّ، هل تؤيد مثل هذا التحليل؟
الجيش السوري الحرّ مكوّن من بعض الجنود الذي انسلخوا عن الجيش الرسمي، ولا يمكن أن نتحدث عن انشقاق لأننا إذا تحدثنا عن انشقاق نقصد بذلك انشقاق كتيبة أو وحدة.. وفي اعتقادي دوره دعائيّ بالأساس..
-هل لاحظتم أية بوادر لضعف النظام وتفكك مؤسساته؟
هناك استطلاع رأي قامت به مؤسسة قطرية توصّل إلى أنّ غالبية السوريين يؤيدون الأسد.. وعلى الأرض مازال النظام ممسكا بزمام الأمور.
-هل مازال خيار التدخل العسكري ضدّ نظام الأسد ممكنا، برأيك؟
- الفيتو الروسي/الصيني قضى على كلّ المحاولات الغربية للتدخل العسكري في سوريا، فقد شعرت كل من روسيا والصين أنّه إذا كانت سوريا مستهدفة اليوم فستستهدف موسكو أو بيكين في المستقبل..
-كيف تعلّق على سياسة تونس الخارجية في ما يتعلّق بطرد السفير السوري والدعوة إلى عقد مؤتمر «أصدقاء سوريا»؟
لا أذكر أنه في تونس في عهد الرئيس السابق بورقيبة أو حتى في عهد بن علي اتخذت الديبلوماسية التونسية موقفا معاديا لدولة عربية، حتى خلال حادثة قفضة عام 1980، الحكومة التونسية حينها وقفت موقفا معاديا من ليبيا فقط ولم تتخذ موقفا مماثلا من الجزائر.. فليست الديبلوماسية الحكيمة من تجعل من كل العالم أعداء، خاصة إذا كانوا جيران.. هذه المرة الأولى التي تدخل فيها تونس «حلفا شيطانيا» ضدّ بلد شقيق.. في حين أنّ سوريا في العشر سنوات الأخيرة اتخذت مواقف مشرفة عربيا.. خلال الحرب على العراق لجأ مئات الآلاف من العراقيين إلى الأراضي السورية، وفي 2006 جرّاء العدوان الإسرائيلي ضد لبنان لجأ نصف الشعب اللبناني نحو سوريا.
وفي عام 1991، عندما حاولت النهضة الانقلاب وهرب النهضويون، اتجهوا نحو السودان، إلا أنّ السودان كانت تحت ضغوط نظام بن علي الذي طالب بطردهم. وعام 1999 اتخذ النظام السوداني قرارا بطرد النهضويين، فلجؤوا إلى سوريا في عهد حافظ الأسد وبقوا هناك حتى 2003، على الرغم من الضغوط التونسية.
-رفضت روسيا المشاركة في مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس بدعوى أنّه سيعيد إنتاج سيناريو ليبيا، كيف تقرأ أهداف هذا المؤتمر؟
مؤتمر «أصدقاء سوريا» فاشل من البداية، لأنّ القطريين والفرنسيين الذين نظموه، اقتنعوا اليوم أنّ الفيتو الروسي/الصيني أفشل المخطط الغربي الرامي إلى تدخل عسكري في سوريا ليس بهدف قلب النظام ولكن بالقضاء على سوريا كثقافة وحضارة وتاريخ.. وهو عملية انسحاب تكتيكي.
-صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تقول إنّ الصراع في سوريا تحوّل إلى حرب طائفية دولية بدخول أسلحة ومقاتلين أجانب، هل ترى أنّ هذا السيناريو ممكن؟
هذا أمر مستبعد، في سوريا هناك تعايش وتلاحم بين كل الطوائف ضمن فسيفساء طائفية وعرقية متجانسة. ولكن تظل الصراعات الطائفية ورقة يمكن أن تراهن عليها القوى الأجنبية..
-هل تعتبر أنّ ما يجري في سوريا هو مقدمة حرب عالمية باردة جديدة؟
ليست سوريا فقط، بل المنطقة كاملة هي مسرح لصراع بين القوى العظمى.. فنظام القطب الواحد بصدد الانتهاء وعلى الأمريكان والأوروبيين أن يقتنعوا بوجود قوى جديدة صاعدة مثل الصين والهند والبرازيل وغيرها، وإن لم يكن على المستوى السياسي، فذلك أمر واقع على المستوى الاقتصادي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.