تحدو المهاجرين من أبناء معتمدية المحرس رغبة ملحّة في دفع مسار التنمية وفي هذا الاطار نظمت جمعية «يونقة التضامنية» بالمحرس يوم الأربعاء الفارط تظاهرة حول التنمية في الجهة بحضور وفد من المجلس الجهوي لمنطقة pays de la loire الفرنسية وعضو المجلس التأسيسي صلاح الزحاف. التظاهرة انطلقت بزيارة ميدانية لبعض المؤسسات الصناعية بالجهة على غرار مصنع الخيزران، وعدد من معاصر الزيتون بهدف التعرف على البنية التحتية الصناعية بالمحرس، وبحث آفاق الاستثمار الممكنة. كما تم تنظيم ندوة حوارية حول التنمية بالمنطقة حضرها الوفد الفرنسي وعدد هام من المهاجرين من أبناء المنطقة، ونشطاء المجتمع المدني يتقدمهم الناشط أميّة صديق، إضافة إلى السيد الحبيب اللويزي المدير العام لديوان التونسيين بالخارج. وقد أكد المتدخلون أن جمعية «يونقة التضامنية» لا تهدف إلى تقديم إعانات اجتماعية رغم إيمانها بأهمية المساعدة الاجتماعية، لكنها تعمل على إرساء نمط جديد من التنمية لا تخضع للقرارات الفوقية بل تقوم على تثمين دور المواطن، والمجتمع المدني، والنقابات العمالية باعتبارها المصدر الأساسي الذي يقترح المشاريع التنموية، إلى جانب تفعيل دور المجالس الجهوية للتقليص من حدة المركزية التي ميّزت المرحلة السابقة. وفي إجابة حول المشاريع التي يسعى الوفد الفرنسي وجمعية «يونقة التضامنية» إلى إقامتها أشار أميّة صديق إلى أن جهة المحرس تتوفر على إمكانات كبيرة للاستثمار، لكن النظام السابق وقف حاجزا أمام نهضتها، مضيفا أن المدينة بإمكانها أن تصبح نموذجا تنمويا يحتذى به من خلال إقامة مشاريع تأخذ بعين الاعتبار المسائل البيئية والخصوصيات المناخية والعمرانية التي تميز المنطقة. وفي ذات السياق أكد المشاركون على دور المهاجرين من أصيلي الجهة (عددهم يتجاوز 8 آلاف مهاجر في فرنسا لوحدها) الذين يعود لهم الفضل في تأسيس جمعية «يونقة التضامنية» بفرنسا، فبإمكانهم دفع حركة التنمية، والاستفادة من خبراتهم، ومن قدرتهم على تفعيل التعاون بين ضفتي المتوسط. ومن جهة أخرى أكد السيد بشير بن فرج منسق فرع الجمعية بالمحرس أن نشاط الجمعية سيتكثف خلال فصل الصيف من خلال إعادة الحياة إلى مهرجان «يونقة» العريق بعد غياب امتد طيلة سنوات استجابة للمطالب الملحة لأهالي المدينة.