استبقت واشنطن أمس زيارة كوفي عنان الموفد العربي الأممي إلى دمشق بالإعلان عن بداية تحضيرها لسيناريوهات التدخل العسكري في سوريا فيما اتهمت موسكوطرابلس بإيواء المعارضين السوريين وتجنيدهم وإرسالهم لقتال القوات النظامية. دعا كوفي عنان أمس المعارضة السورية إلى التعاون معه من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا مطالبا إياها ب «الاستجابة الجماعية» لندائه.
تسوية سياسية
وأضاف عنان في تصريح مقتضب للصحفيين بعد اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو « سنبذل قصارى جهدنا من أجل التعجيل بوقف الأعمال العدائية ووقف القتال والعنف « مشيرا إلى أن الحل النهائي للأزمة يكمن في التسوية السياسية التي تحقق طموحات الشعب السوري.
ومن المقرر أن يصل الموفد العربي الأممي إلى دمشق غدا السبت للقاء ممثلين عن النظام وعن المعارضة السورية والتحدث إلى كافة الفاعلين في المشهد السوري. وحذر الأمين السابق للأمم المتحدة من أن مزيدا من التسلح في سوريا يزيد الوضع سوءا معتبرا أنه إذا حصلت حسابات خاطئة بشأن الأزمة السورية فستكون لها تداعيات على المنطقة بأسرها. وقال في هذا السياق : ينبغي علينا أن نحذر من أن نستخدم دواء أسوأ من الداء ذاته معربا عن أمله في عدم تفكير أي طرف في استخدام القوة في المشهد السوري.
مصر تحذر
وتتقاطع تصريحات عنان بشكل كبير مع تصريحات وزير الخارجية المصري الذي أكد أمس أن رؤية مصر تقوم على ضرورة المحافظة بكل السبل الممكنة على وحدة سوريا الإقليمية محذرا من أن طبيعة سوريا الجغرافية والبشرية ستلحق ضررا هائلا بالمنطقة إذا تحوّل الوضع إلى حرب أهلية مسلحة.
وأضاف عمرو أن انفجار الموقف في سوريا لن تقتصر آثاره على سوريا فقط وإنما ستمتد إلى المنطقة بأسرها.
ويتمايز الموقف المصري بهذه الطريقة بشكل واضح وجلي عن الموقف السعودي والقطري اللذين أبديا استعدادهما لدعم المعارضة السورية بالسلاح.
ورأى مراقبون أن مثل هذا التمايز في الآراء والمقاربات يعكس مدى الاختلاف القائم في الجسد العربي حيال الملف السوري. وفي سياق متصل بموضوع تسليح المعارضة السورية , اتهمت موسكو الليلة قبل الماضية طرابلس بتجنيد المعارضين السوريين وتدريبهم للقتال في سوريا.
كما اتهم السفير الروسي في الاممالمتحدة الحكومة الليبية بايواء معسكر تدريب لمتمردين سوريين شنوا اعمالا ضد النظام في سوريا. وقال فيتالي تشوركين اثناء اجتماع لمجلس الامن الدولي حول ليبيا « تلقينا معلومات مفادها ان هناك في ليبيا وبدعم كامل من السلطات، مركز تدريب خاصا لمتمردين سوريين. ويتم ارسال هؤلاء الاشخاص لاحقا الى سوريا لمهاجمة الحكومة هناك».
وتجدر الإشارة إلى أن عددا من مصادر الإعلام الإخبارية والدوائر الاستخباراتية القريبة من دمشق قد أكدت في وقت سابق أن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي قد افتتح مؤخرا معسكرا لتدريب المسلحين السوريين والليبيين.
خطة عسكرية
وفي مؤشر جدي على إمكانية تطوّر الأزمة السورية نحو التصعيد العسكري الدولي ضد دمشق قال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية لمجلس الشيوخ إن وزارة الدفاع (البنتاغون) تعد خيارات عسكرية ضد سوريا بناء على طلب الرئيس باراك أوباما.
وأضاف ديمبسي أن الخيارات المختلفة للتعامل مع سوريا لم تناقش بعد مع الرئيس أوباما أو مستشاريه الأمنيين. ومن جانبه حذر وزير الدفاع ليون بانيتا من أن تدخل الجيش الأمريكي سيكون «خطأ» ومن شأنه تأجيج حرب أهلية.
ودعا بانيتا مجلس الشيوخ إلى «إدراك حدود القوة العسكرية وخاصة القوات الأمريكية على الأرض».