ظروف العمل بالمستشفى المحلي بالصخيرة تبدوصعبة في ظل غياب آليات العمل الطبي أدواته فالاطار الطبي وشبه الطبي يجد نفسه عاجزا عن تقديم خدمات تكون في مستوى تطلعات متساكني المنطقة سيما المرضى. يعرف القطاع الصحي بمعتمدية الصخيرة تدهورا ملحوظا من خلال الوضع الرديء للمستشفى المحلي الوحيد بالجهة، عديد النداءات والطلبات الملحة أُطلقت منذ سنوات خلت من أجل تأهيله وتجهيزه وتوفير أبسط الحاجيات حتى يقدم خدماته للأهالي في ظروف عادية، لكن الحال استمر على ما هوعليه وتحمل مواطنوالجهة الأتعاب والمشاق جراء فقدانه لكل ما يحتاجه المريض أوالجريح كلما أجبرته الظروف على ارتياده. لم يلق نداء المواطن أذانا صاغية ووجد الإطار الطبي وشبه الطبي العامل بالمستشفى نفسه في وضع محرج أمام عدم توفر آليات العمل وأدواته لتقديم الخدمات للمرضى في أحسن الظروف. ولعل ما يشغل بال الأهالي فيما يتعلق بهذه المؤسسة الصحية هوغياب قسم تصوير بالأشعة مما خلق عديد المشاكل والصعوبات لرواد هذا القسم، فكل من يقصده يجد الأبواب موصدة ويضطر إلى التنقل إما إلى مستشفى قابس أوإلى قسم الأشعة بمستشفى المحرس في ظروف سيئة، علاوة على ما يتطلبه الأمر من مصاريف التنقل وهوما لا يقدر عليه ضعاف الحال وذوي الدخل المحدود. عملية توجيه المرضى إلى جهات أخرى أصبحت عادية ويومية حتى أصبح دور هذا المستشفى يقتصر على تقديم بعض الإسعافات الأولية التي تتوفر عادة لدى مراكز صحية صغيرة، وخاصة تلك التي نراها ببعض المدن التونسية الكبرى، وينضاف إلى قسم الأشعة غياب قسم التحاليل الطبية على امتداد أيام الأسبوع ويقتصر الأمر على نوع أونوعين من التحاليل وقد كانت «الشروق» حاضرة على وضعية تلميذة صغيرة كانت تحتاج إلى تحليل طبي عاجل للتأكد من مصدر آلام حادة رجّح الطبيب أن تكون بسبب «الزائدة الدودية»، ولكن عائلتها الفقيرة كانت عاجزة عن نقلها بوسائل خاصة إلى المحرس على بعد 50 كلم من الصخيرة، ومثل هذه الحالات المستعجلة كثيرا ما تحدث بشكل يكاد يكون يوميا. الوضع إذن أصبح يحتاج إلى تدخل فوري من طرف وزارة الإشراف والسلط الجهوية حتى يتمكن أهالي الصخيرة والمناطق المجاورة من حقهم في الصحة المجانية، فالنقائص المذكورة تحول دون توفر الخدمات المطلوبة، وصبر المواطن قد طال ولم تتحول الوعود إلى انجازات حقيقية فمتى تنتهي المعاناة؟