بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال نظم الحزب الوطني التونسي اول تجمع شعبي له منذ اندماج مكوناته منذ أزيد من شهر ، وكان الاحتفال مناسبة لتجديد الإعلان عن المبادئ وبرامج العمل المستقبليّة. نظم الحزب الوطني التونسي تظاهرة احتفالية بمناسبة الذكرى 56 لعيد الاستقلال تحت شعار «بلادنا في حاجة لينا» وجاء في بيان الحزب بهذه المناسبة أن يوم 20 مارس من كل سنة يختزل صراعا مريرا واصرارا من الشعب على الانعتاق من براثن الاستعمار بقيادة مجموعة من الزعماء في مقدمتهم الحبيب بورقيبة كما اعتبر البيان ان الذكرى 56 تتزامن مع مرحلة دقيقة تمر بها البلاد في تاريخها المعاصر يعلق عليها الجميع آمالا عريضة في الانتقال الديمقراطي وتجسيم قيم المواطنة وتجسيم مبادئ الحرية والكرامة كما دعا الحزب الى المحافظة على المكاسب الكبرى وتحقيق الوحدة الوطنية وتغليب الاهم على المهم من اجل مناعة الوطن .
شيوخ الحزب الدستوري
ضيوف التظاهرة التي انتظمت باحد نزل مدينة سوسة كان اغلبهم من الدستوريين القدامى على غرار عبد المجيد شاكر اول مدير للحزب وزكرياء بن مصطفى ومنصور معلى كما حضر نواب العريضة الشعبية في المجلس التاسيسي الذين انضموا حديثا للحزب كما سجل حضور الوجه الرياضي المعروف عثمان جنيح اضافة الى ممثلي الاحزاب المشاركة في الائتلاف وقد كان حضور السيد محمد جغام لافتا للانتباه بحكم الحراسة المشددة التي فرضها مجموعة الشبان الملازمين له .علما وان المنظمين سخروا مجموعة من الحافلات لنقل المشاركين في التجمع والقادمين من عديد الجهات الساحلية على وجه الخصوص اذ فاق عدد الحاضرين الالف وخمسمائة وهو عدد يسجل للمرة الاولى حسب اغلب الحاضرين .
أكبر اندماج منذ الثورة
يؤكد مسؤولو الحزب الجديد انهم يمثلون أكبر اندماج منذ الثورة اذ انضم اليهم الى حد الآن 11 حزبا هي حزب الوطن الحر وحزب الاصلاح الدستوري وحزب الوحدة والإصلاح وحزب حركة تونسالجديدة وحزب الحركة التقدمية التونسية وحزب التحالف من أجل تونس والاتحاد الشعبي الجمهوري والوطني التونسي وصوت تونس وحزب المستقبل والحزب الحر الدستوري التونسي الديمقراطي وشخصيات مستقلة وطنية ويضم المكتب السياسي للحزب مجموعة من رؤساء الاحزاب المندمجة يتولون التسيير الجماعي في رسالة أرادوا من خلاله ابراز تخليهم عن منطق الزعامة والبحث عن المسؤولية كما قال محمد جغام.
الدساترة هم الأقوى
السيد الصحبي البصلي عضو المكتب السياسي للحزب بين في كلمته ان نتائج الانتخابات الاخيرة عجلت بلم شمل العائلة الدستورية التي ناضلت من اجل الاستقلال ومن اجل بناء تونس الحديثة وهي العائلة الاقدر على المنافسة حسب قوله واعتبر ان الفصل 15 مثل نقطة سوداء في تاريخ تونس خاصة بعد الثورة اذ اقصي من خلاله عديد المناضلين الصادقين كما اكد ان الحكومة الحالية التي اقصت كل اثر للدستوريين تعيش تحت رحمة اقتصاد ماقبل الثورة وتستفيد من مكونات نظام خمسين سنة من الاستقلال والبناءودعا البصلي الدستوريين الى استخلاص العبرة من اخطاء الماضي والقطع مع بعض الممارسات .اما السيد محمد جغام المكلف بالهياكل فقد نادى بعدم الحكم على مكاسب خمسين سنة انطلاقا من ممارسات فئة ضالة مؤكدا وجود معارضة من داخل الحزب السابق للتجاوزات والتعدي على حقوق الانسان والفساد المالي معتبرا ان الوضعية ازدادت سوءا بعد 14 جانفي ودعا بالمناسبة الى مساعدة الحكومة الحالية قائلا « في مساعدتنا لهم مساعدة للوطن على شرط ان يساعدوا انفسهم ونطلب منهم الصدق والشفافية والوضوح والتفاهم» مكررا طلبه بضرورة تحديد خارطة طريق ليعرف كل طرف ما ينتظره.