عشية احتفالات الشعب التونسي بذكر عيد الاستقلال تنادت مجموعة من الأحزاب السياسية وبعض الشخصيات المستقلة إلى اجتماع شعبي بإحدى قاعات نزل بالمنطقة السياحية القنطاوي، ويأتي هذا الاجتماع الذي اعتبره القائمون عليه إعلان ميلاد «أكبر تحالف حزبي بعد الثورة» تحت شعار «بلادنا في حاجة لينا» ليضع حدا لحالة التشتّت والتشرذم التي تعيشها الأحزاب الوسطية عامة والأحزاب الدستورية خاصة. وقد سبقته حملة دعاية واسعة وحملة تنشيط شبابية بمناسبة ذكرى الاستقلال. وقد اعتبر البيان التأسيسي للحزب الجديد الذي تخير له أصحابه اسم «الحزب الوطني التونسي» والذي ضم كلا من «حزب الوطن الحر»، و«الإصلاح الدستوري»، و«الوحدة والاصلاح»، و«حركة تونسالجديدة»، و«الحركة التقدمية التونسية» إضافة إلى «حزب التحالف من أجل تونس» و«الاتحاد الشعبي الجمهوري» و«صوت تونس» و«حزب المستقبل» و«الحزب الحر الدستوري التونسي الديمقراطي»، أن هذه الأحزاب وإن اختلفت مشاربها الفكرية فإنها تلتقي حول «المشروع التحديثي التونسي المنبلج من الحركة الاصلاحية التونسية وضرورة تعهدها». وقد انطلق هذا الاجتماع الذي حضره قرابة الست مائة مواطن وعدد هام من رجال الأعمال وبحضور كل عناصر المكتب السياسي الجديد للحزب بالجهة بالنشيد الوطني التونسي وعرض شريط وثائقي يجسد أهم المحطات السياسية في نضال الشعب من أجل نيل استقلاله وعزته. وفي كلمة الافتتاح بين السيد «الصحبي البصلي» المنسق العام للحزب أن هذا التحالف لم يولد من فراغ ولم يوجد نتيجة الصدفة بل جاء تلبية لنداء المصلحة العليا للوطن حسب تعبيره معتبرا أن تونس اليوم صارت غير قادرة على تلبية حاجيات أبنائها لا سيما الشباب منهم كما اعتبر أن العائلة الدستورية تتوفر لها الفرصة السانحة والأرضية المثلى والمناسبة أكثر من غيرها للاندماج والمشاركة الفعلية في الحياة السياسية. وأشار إلى أن المجلس الوطني التأسيسي بتركيبته الحالية لا يعكس حقيقة التنوع الموجود في المشهد السياسي التونسي كما اعتبر أن هذا الاندماج هو ترجمان حقيقي لنكران الذات والزعامات وهدفه الحقيقي هو ارساء دولة مدنية. أما السيد مصطفى التواتي فقد اعتبر أن تونس لا تستحق ما آلت إليه أوضاعها ووقف على الخصائص الحضارية للشعب التونسي المتسمة بالتسامح والانفتاح وقبول الآخر والتعايش السلمي معه إضافة إلى حرية المرأة ومدنية الدولة مبرزا ثراء مخزوننا الفكري في هذا المجال . أما بقية المتدخلين وعلى رأسهم السيد محمد جغام فقد ركزوا على إصرار الحزب الجديد على مواصلة الحركة الاصلاحية باعتباره امتدادا لأحد أهم روادها وهو الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وتمسكه بالمكاسب التي حققتها هذه الحركة والعمل على تطويرها.