أجبرت العوامل المناخية التي طرأت مؤخرا على منطقة عين دراهم العديد من العائلات على ترك منازلهم بالمناطق الريفية ليحطّوا الرحال بالمعهد الثانوي خمير، ولم تدم اقامتهم به طويلا ليرحلوا من جديد الى دار الشباب بعين دراهم. «الشروق» اتصلت بهم لتجد أبناءهم في قاعة فسيحة وقد انتقلوا بالدراسة إلى المدارس الابتدائية بمدينة عين دراهم كل شيء قد تغير بالنسبة لهم ,هؤلاء الأطفال تباينت أراؤهم وتباعدت فمنهم من يرى انه أحسن بكثير مما كانوا عليه ومنهم من ما يزال يشده الحنين إلى مسقط رأسه ويتشبث بالعودة إليه مجملهم يدرسون بالمدارس الابتدائية وأعمارهم لا تتعدى 13سنة لكن حلمهم واحد مسكن يؤويهم وعائلاتهم ويقيهم التشرد والترحال. فاحمد مزريقى أتى من ريف معتمدية فرنانة وخولة ضيفلي من منطقة أولاد ضيف الله المتاخمة للحدود الجزائرية التونسية ومعتز بالله العودي من بحيرة الزيتونة حمام بورقيبة وكذلك سيرين عمران شردتهم العوامل الطبيعية وجمعهم القدر تحت سقف واحد فتلاشت الحدود والفوارق بين مناطقهم وأصبحوا عائلة واحدة كل أملهم الاستقرار بضواحي مدينة عين دراهم باستثناء خولة التي ما تزال ترغب في العودة إلى أولاد ضيف الله أين نشأت وترعرعت .
تركنا الأطفال وتحولنا إلى الاقامات التي كانت مرضية من حيث مستواها لكن لم يخلوا حوارنا مع هذه العائلات من عديد التذمرات.
السيدة دليلة بنت الشادلي خميسي من أولاد ضيف الله تقول لها 5 ابناء انهار الكوخ الذي تقطنه ولها غرفتان غير مسقفتين وزوجها تعرض إلى حادث مرور وأصبح مختل المدارك العقلية فتم إجلاؤها ولا ترغب إلا في تسقيف منزلها للعودة والاستقرار به, أما السيد محمد بن علي بن العربي فكل ما يطلبه زيارة المسؤولين لهذه العائلات والإطلاع على أوضاعهم والتحدث إليهم والتعرف على مشاغلهم ورغباتهم والعمل على إعادة توطينهم وتمكينهم من مورد رزق.
أما السيدة رجاء العبيدي لها كوخ بمكان غير صالح للسكنى بحي الخضراء بعين دراهم تم ترحيلها العديد من المرات من قبل لها ثلاثة أبناء وزوجها يعمل بالحضائر بمرتب لا يتجاوز 117 دينارا شهريا لا تفي بأبسط الضروريات اليومية للعائلة وتطالب بتوفير الماء الساخن حتى يتمكن أبناؤها من الاستحمام والترفيه وبزيارة مسؤول للتحدث إليهم أما السيد عادل بن النوري هذلي من منطقة عين الشرشارة التابعة لمعتمدية الفرنانة عاطل عن العمل وزوجته حامل فيطالب السلط المحلية والجهوية بإيجاد حل جذري لهم وإعادة إيوائهم بصفة نهائية وتحسين مستوى عيشهم وإيجاد مواطن الرزق لهم, أما السيد حسين الغريبي فمطلبه مقتصر على تمكينه من دفتر علاج مجاني ومنحة شيخوخة وكان أخر لقاء لنا مع السيد عبد اللطيف المسعي عن جمعية تونس الخيرية يقول قدمنا إلى هنا في فريق يتكون من 3 متطوعين للاعتناء ب18عائلة تتكون من 60 فردا من حيث الطعام والإحاطة والمساعدة ويؤكد على غياب الماء الساخن نظرا لعدم وجود كمية من المحروقات(قزوال) ويطالب بتوفير هذه المادة حتى يتمكنوا من تسخين الماء وتلبية رغبات العائلات التي تصر وتطالب بإلحاح بزيارة السيد والي الجهة وعضو المجلس الوطني التأسيسي ومكونات المجتمع المدني للإطلاع على أوضاعهم والتحادث معهم لطمأنتهم.