عاشت مدينة نابل مؤخرا يوما احتفاليا بمناسبة المهرجان العالمي لفن العرائس الذي احتضنه المركز الثقافي نيابوليس نابل باشراف المندوبية الجهوية للثقافة بنابل وبالتعاون مع الجمعية التونسية لخريجي معاهد الفنون الدرامية والمعهد العالي للفن المسرحي بتونس. «الشروق» واكبت هذه التظاهرة في يومها الاول حيث انطلق حفل الافتتاح الرسمي في اجواء احتفالية وسط المدينة بمشاركة «طبال العروسة»، ثم قدم المسرحي عماد زهراوي عرضه القياسي «السد» المقتبس من رواية السد للأديب محمود المسعدي، الى جانب عروض راقصة للفنان الفلسطيني علاء شحرور.
جميع هاته العروض دارت في يومها الافتتاحي امام المركز الثقافي مما خرج بها من طابعها السائد والمألوف إذ انتقلت من خشبة المسرح الى الفضاء الخارجي لتفتح تواصلا بين المبدع والمتفرج.
مبدعون عرب واجانب
الى جانب العروض التونسية، تشارك في هذا المهرجان 7 دول شقيقة وصديقة وهي مصر وايران والعراق والمانيا وجورجيا والجزائر وفرنسا. وستقام العروض بين فترة صباحية واخرى مسائية اما يوم الاختتام فسيخصص لتقديم اعمال الورشات والعروض القياسية والاعلان عن الفائزين في المسابقة التي ستنظم بمناسبة اختتام هذا المهرجان.
وقدم الاستاذ الفرنسي «بيار قاتينو» عرضه للشروق قائلا: «هذا العرض مخصص للكبار والاطفال الذين تجاوزت اعمارهم 12 سنة، العرض يدعى «حدود» ويتمثل في صنع شخصيات بواسطة اوراق الجرائد والماء فقط، وتتحدث هاته الشخصيات عن الواقع واهمها الحواجز بين الانسان سواء كانت مادية او معنوية، فمثل هاته المهرجانات تساهم في تلاقح الثقافات والحضارات والتواصل مع الاخر».
وقال مدير المهرجان طاهر العجرودي: «انا فخور بهذه التظاهرة الاولى في نابل لعدة اعتبارات اولها الخروج عن كل ما هو تقليدي في تنظيم مهرجاناتنا وعروضنا حيث فتحنا التواصل بشكل مباشر بين الزائر والمبدع، ثانيا مشاركة العديد من الدول في هذا المهرجان دليل على ان الفن هو الذي يجمع بين الشعوب وليس الكرة، ففن العرائس يجمع 28 دولة لا تربطهم لغة ولا دين».
وأضاف: «يبدو لي ان هذا المهرجان في دورته الاولى خطوة مهمة في انتظار دورة اخرى».
وقال استاذ المسرح عماد زهراوي: «العمل الذي قدمته لم يمض على انتاجه سوى شهر واحد، وهو مستوحى من كتاب «السد» للدكتور محمود المسعدي، وقد عرضناه في عدة ولايات من الجمهورية كسوسة وباجة وبنزرت ومقرين وغيرها». وأضاف: «هذا المهرجان يمثل فرصة لتلاقي المسرحيين العرب لتبادل الافكار والتجارب».
وكان هذا المسرحي قدم عرضا متميزا اختلط فيه الرقص بالموسيقى فكان عملا من السهل الممتنع تفاعل معه الحضور من الصغار والكبار. فعليات هذا المهرجان لم تقتصر على مدينة نابل بل تعدته الى اريافها في نزهة عبر مدارسها في منزل تميم والهوارية وحمام الغزاز وتاكلسة ومنزل بوزلفة. هذا الامتداد الجغرافي للمسرح في عمق الريف من الولاية يمثل فرصة لمد جسور التواصل بين اطفالنا في المناطق المهمشة من البلاد.