الاعتصامات وقطع الطرقات والاحتجاجات طفت على سطح الأحداث بعد الثورة متخذة عدة أبعاد سياسية واجتماعية مرتهنة الى منهاج قد يوصف بسياسة ليّ العصا، كما أنها في أحيان أخرى تحيد عن أهدافها وتتهدّد أرزاق المواطنين وربما حياتهم. اثر الاحداث الأخيرة التي عاشتها مدينة القصر بولاية قفصة وعلى خلفية غلق الطريق من قبل مجموعة من شباب حي عمر بن سليمان سجلنا حادثة أليمة تمثلت في تعرض احد مواطني الحي الى اعتداء عنيف على مستوى رأسه بواسطة قطعة حجارة تستعمل في الترصيف مما أدى الى اصابته اصابة خطيرة. «الشروق» تحولت الى مقر سكن الضحية والتقت أهله فبدا شقيقه السيد عبد الرزاق يحياوي في سرد الأحداث حيث ذكر أن شقيقه المسمى بناني يحياوي كان يعمل على جرار يحمل فضلات بناء فحاول المعتدون ارغامه على افراخ الشحنة في الطريق فرفض وحاول الهروب لكن تم الاعتداء عليه بواسطة حجارة رصيف فاغمي عليه وتم نقله الى المستشفى الجهوي بفقصة ونظرا الى انعدام الامكانيات والمعاملة السيئة في المستشفى حولناه الى احد المصحات الخاصة بالساحل على متن سيارة اسعاف خاصة أجرتها 550 د لان المستشفى رفض توفير سيارة اسعاف وخضع هناك لعملية جراحية ودقيقة كلفتها 7 آلاف دينار ووصف له الطبيب دواء مكلفا أيضا يبلغ حوالي 220د كل10 أيام بصراحة شقيقي ذهب ضحية الاعتصامات وغلق الطريق لذلك أطالب السلطات الجهوية والقضاء بتسليط أقصى عقوبة على الجناة لان النتيجة هي ما وصل اليه أخي بعد الاعتداء عليه اما زوجة السيد ألبناني السيدة خيرية اليحياوي فكانت متأثرة جدا وبدأت حديثها بان زوجها عامل يومي لا دخل له في الاعتصامات مورد رزقه الوحيد هو العمل على الجرار وقد أصبح الان مقعدا دون عمل فمن أين سنأكل ومن أين سنشتري له الدواء المكلف فالطبيب صرح لي بان زوجي أصبح غير قادر على العمل يلزمه الهدوء التام والراحة مع العلاج حالته خطيرة جدا وليس لي مورد رزق لذا أطالب السلطات الجهوية بمد يد المساعدة لنا لأننا سنضيع. أما السيد البناني فقد نطق بكلمة واحدة حيث قال أطالب بحقي فقط وختم والده الحديث بتوجهه عبر الشروق الى السلطات المعنية بطلب بمساعدة ابنه الذي أصبح عاجزا تماما عن الحركة والكلام.
البناني اليحياوي البالغ من العمر 42 عاما أصبح الان على فراش المرض لأنه رفض بكل جرأة افراغ شحنة الفضلات وسط الطريق وانقلبت حياته وأصبح دون عمل والعائلة تعيش معاناة كانت في غنى عنها