اقبال غير مسبوق للتونسيين على الأقراص المهدئة ومضادات الاكتئاب بلغ ذروته في الآونة الاخيرة، فحسب المختصين فإن 90٪ من التونسيين يعانون ضغوطات نفسية وأعراض المرض والتحولات الكثيرة وعدم الاستقرار هي أبرز الأسباب.
فبعد أن كان استهلاك هذه النوعية من الأدوية والمنشطات والاقبال على الأخصائيين النفسيين محتشما جدا، يؤكد الدكتور محمد العربي النهدي الاختصاصي في الأمراض النفسية والأعصاب أن اقبال التونسي على الطب النفسي تكاثف بعد الثورة وأن الاكتئاب والتوتر هي أبرز الحالات. ومن جانبه فإن الصيدلي بدر بهلول يوضح أن هناك كثيرا من المرضى الذين يقبلون على أدوية الأعصاب عن طريق وصفة طبية. في حين أن الأغلبية وهي حالات عرضية تأتي طلبا لمهدئات خفيفة دون تأثير جانبي وغالبا ما «نعطيهم منشطات وفيتامينات مثل الكالسيوم والمانيزيوم» ويذهب الدكتور عماد الرقيق الاختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية أن الاكتئاب والتوتر وأعراضها النفسية قد تصل الى 90٪ بين التونسيين وليس بمفاجأة أن يبلغ عدد المنتحرين 44 حالة خلال شهرين فقط.الأعراضويفسر الدكتور عماد الرقيق أن الأعراض النفسية كثيرة، كالقلق وقلة النوم والاكتئاب الكامل والمتوسط وضيق الصدر.
كما يعاني كثيرون من التوتر والغضب والاضطراب السلوكي وهو ما يجعل هذه الحالات تلجأ الى الطبيب وليس هناك حلول سوى الدواء.ويعتبر الدكتور النهدي أن الاكتئاب والتوتر والخوف وبعض الأمراض المزمنة كالاضطراب في المزاج والانفصام هي أكثر الحالات.وكانت دراسة نفسية أكدت تفشي العديد من الحالات المرضية بين التونسيين مثل القلق والاضطرابات الذهنية من نوع مرض الفصام والاضطرابات المزاجية الناجمة عن حالات الاكتئاب وكذلك الاضطرابات المرتبطة بالضغط النفسي وهي أعراض مرضية قد تتطور وتصبح اكتئابا مزمنا وربما تبلغ مرحلة الانتحار.قابليةويعتبر الدكتور النهدي أن مثل هذه الأعراض تصيب شخصيات لها قابلية التأثر أكثر من الآخرين. كما يوضح أن المحيط له تأثير كبير فعدم اتضاح الرؤية والاضطرابات التي عشناها هي التي تؤدي الى مثل تلك الأعراض.
ويضيف النهدي «أكثر الفئات التي تتعرض لمثل هذه الأعراض هم أصحاب الأعمال الحرة والفئات الاجتماعية الهشة».وفي نفس السياق يفيد الدكتور الرقيق بأن غياب الهدوء والرؤية المستقبلية وتفشي حالات الاحباط عند كثيرين هي أسباب مباشرة تؤدي الى الأعراض النفسية وأكثر الشخصيات التي تتعرض لمثل هذه الأعراض هي الشخصيات التي لها تخوف من حاضرها ومستقبلها، وإذا لم تعالج هذه الحالات قد تصبح أمراضا مزمنة.تحذيرويحذر الدكتور النهدي من تناول المهدئات دون استشارة الطبيب ويؤكد أنها قد تؤدي الى تصعيد هذه الحالات وأكد أنّ مضادات الاكتئاب والمهدئات يجب أن تعطى من قبل الطبيب.ومن جانبه يعتبر الدكتور الرقيق أن هذه الحالات ليس لها حلول سوى استشارة الأطباء النفسيين والمختصين في الأعصاب. ومن ناحية يوضح الصيدلي بدر بهلول أن الصيدليات تعطي بعض الأدوية المهدئة التي يقبل عليها المواطنون وهي فيتامينات بالأساس ولا تؤدي الى مضاعفات أولها تأثير جانبي. أما بقية الأدوية فهي تعطى إلا عن طريق الوصفة الطبية.