عرفت قضية سيدة العقربي الصادر في حقّها بطاقة جلب تداعيات عديدة خاصة بعد أن طلبت للتحقيق بينما كانت عائدة من البرازيل وراجت في شأنها أخبار عديدة لعل آخرها حصولها على الاقامة في فرنسا. ولعل تفاصيل قضية سيدة العقربي تشغل اهتمام التونسي الذي طالما ربطها ببن علي وزوجته ليلى الطرابلسي وبأنها كانت تترأس منظّمة «للزغاريد» والتصفيق وأنها لم تتجاوز دور البوق للنظام السابق والأداة التي تلمّع صورته بالداخل والخارج. سيّدة العقربي تحدّثت ل «الشروق» مباشرة من فرنسا عبر الهاتف عن قضيتها بدءا بالخروج من تونس وصولا عند خبر الحصول على الاقامة. هل فعلا حصلت علىالاقامة في فرنسا؟ في الوقت الراهن الاجراءات لازالت قائمة ولم أحصل على شيء وأعني بذلك أن المحامي الذي وكّلته في تونس والذي وكّلته بفرنسا يتابعان الاجراءات القانونية والسياسية التي تهم البلدين. فهل هي مساع الحصول على اللجوء السياسي هناك؟ أنا لم أحصل على الاقامة ولم أسع الى الحصول عليها لأنني أرغب في الاقامة ببلادي تونس والعيش فيها لأن بلدي أولى بي ولكن هناك معطيات واجراءات بين البلدين يجب القيام بها وبعدها سوف أتّخذ القرار. كيف ذلك؟ طبعا لو تم تمكيني من العودة الى بلدي كمواطنة عادية وتقع محاكمتي من القضاء التونسي وتمكيني من تقديم الوثائق والحجج التي تثبت عدم ادانتي من كل التهم التي تم تلفيقها ومنها سرقة 10 آلاف دينار سوف أعود الى تونس أما إذا كان أمني في خطر وحياتي مهدّدة فسوف أطلب اللجوء السياسي بفرنسا، وهي بلد ديمقراطي ويحترم حقوق الانسان كتونس التي أراها اليوم تسير في نفس الاتجاه حيث سرّني كثيرا التصريح الذي قام به السيد سمير ديلو وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية قائلا: «سيدة العقربي بامكانها أن تعود الى تونس بأمان». هل أنت متفائلة بعد هذا التصريح وهل يمكنك من تجاوز المحاكمة الشعبية أو المحاكمة السياسية؟ لقد استبشرت بهذا التصريح وأنا حاليا في انتظار أن تقع محاكمتي محاكمة عادلة والشعب الذي يحمل في قلبه الكثير عن سيدة العقربي بسبب حملة التشويه التي طالتني بعد الثورة سوف يتذكّر «الخير» الذي قمت به مع شعبي من بنقردان الى بنزرت طيلة السنوات التي قضيتها على رأس المنظمة. لكن الشعب اليوم لا يرى فيك غير السيدة التي تزغرد وتطبّل للنظام السابق؟ هذا يؤسفني لكن علاقتي ببن علي وزوجته لم تتجاوز حدود النشاط الجمعياتي الذي أقوم به بالداخل والخارج سواء عن طريق منظمّة الأمّهات أو المنظمات العربية والعالمية الأخرى، وما قيل عن الفتيات اللاتي أحملهن الى الوزراء إهانة كبيرة في حقي وعيب كبير في حقّ من قالها. عند إيقافك بمطار شارل ديغول بفرنسا كيف تعامل معك الأمن؟ لقد تعامل معي بكل احترام حيث كنت عائدة من البرازيل أخبرني المعنيون بالمراقبة في المطار أنه صدرت ضدّي بطاقة جلب فقلت لماذا وأنا لم أسرق ولم أقم بأية جريمة فقمت باجراءات الطعن ووكلت محاميين في تونس وفي فرنسا ومثلت أمام وكيل الجمهورية ثم حاكم التحقيق وعدت الى منزل أخي حيث أقيم منذ أن سافرت الى فرنسا. سفرك حينها أثار الكثير من السّخط في صفوف التونسيين واعتبروه هروبا؟ لا لم يكن هروبا بل سافرت بطريقة عادية وحصلت على رخصة لثلاثة أسابيع لكن بعد خمسة أيام قامت الدنيا وقعدت في تونس واعتبروني هربت فنصحني البعض من معارفي بعدم العودة وطيلة فترة بقائي في فرنسا كنت أنشط بالمنظّمات التي لي فيها مسؤوليات وهي في حدود 20 منظمة. على ذكر المنظمات قيل إن الكثير منها تدخّلت لفائدتك خلال الفترة الأخيرة على غرار المنظّمة العالمية للأسرة والأمومة؟ نعم لقد تدخّلت المنظمات لكن لمساندتي معنويا عن طريق ارسال الرسائل والمكالمات الهاتفية فقط لا غير.