باعتبار حضور عدد من القادة العرب الجدد لأول مرة اجتماع قمة.. ونظرا للتطورات «السلمية» في الأزمة السورية يمكن القول إن القمة العربية التي تعقد غدا في بغداد ستكون «حفل تعارف» سيتمخض عن دعوة للحوار في سوريا بين الحكومة والمعارضة...
تستضيف بغداد غدا للمرة الاولى منذ 22 عاما أعمال القمة العربية العادية لكن في ظل وضع عربي غير عادي شهد منذ القمة السابقة في ليبيا رحيل قادة ومجيء قادة جدد. ويفترض ان تطغى الأحداث في سوريا على جدول أعمال قمة بغداد...
حفل... تعارف
قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس الأول ان عدد الزعماء العرب المؤكد حضورهم يتراوح بين ثمانية و12 زعيما عربيا.ولن يكون بين هؤلاء بالتأكيد العاهل السعودي الملك عبدا& بن عبد العزيز حيث ستكون المشاركة السعودية في مستوى المندوب لدى الجامعة على الأرجح.وقال المحلل السياسي الفلسطيني سمير عوض ان «القمة ستكون حفلة تعارف لأن الوجوه التي كانت تأتي من ثلاثين سنة تغيّرت.. وهناك وجوه جديدة اليوم». وسيغيب عن القمة أربعة قادة سابقون أطاحت بهم ثورات شعبية وهم رؤساء تونس ومصر واليمن السابقون الى جانب العقيد القذافي.
وباعتبار التغيرات العربية والدولية ينتظر ان تكون قمة بغداد من «أصعب القمم» ويفترض حسب المراقبين ان تشهد صراعا على «الزعامة».وقال المحلل السياسي المغربي منار السليمي «من مخاطر هذه القمة ان تقع خلافات حول الزعامة.. نلاحظ هناك قطر التي تريد الزعامة.. وهناك السعودية وهناك مصر التي تعود الى الزعامة.. ولهذا الاختلاف مخاطره انها قمة إما ان يولد معها عالم عربي جديد او تنشأ عنها مجموعة من الكتل».الحوار في سوريا ويرى محللون ان الأولويات على جدول أعمال القمة تغيرت لكن احتمالات الخلاف بين الزعماء باقية بما يقلل فرصة اتخاذ قرارات حاسمة ويجعل مجرد الحفاظ على الاستقرار انجازا... وفي هذا الباب بالذات يدعو مشروع القرار المتعلق بسوريا (الذي تسلمه أمس وزراء الخارجية العرب في بغداد) الحكومة السورية والمعارضة الى بدء حوار للتوصل الى حل سلمي للأزمة.
وبالنسبة للناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ فإن بغداد (ومن ورائها بعض العواصم الاخرى) ليست مع النظام السوري ولكنها تعتبر ان الشحن والدفع للمواجهة سيؤدي لكارثة.وتعتبر حكومة رئيس الوزراء (العراقي) نوري المالكي القمة العربية أهم حدث ديبلوماسي حتى الآن في عراق ما بعد صدّام حسين الذي أطاح به الغزو الأمريكي عام 2003.وقال المفكّر والكاتب السياسي الكويتي محمد الرميحي إن أهم الملفات محاولة لعودة العراق الى الفضاء (العربي) وهي مشروطة بالوفاق الداخلي في العراق.
وتعقد القمة وسط إجراءات أمنية مشددة وأعلن الأمن العراقي أمس عن تفكيك 13 منصة صواريخ لاستهداف القادة العرب.واستدعت الحكومة العراقية قوات أمنية وعسكرية اضافية من بعض المحافظات لتعزيز القوات الموجودة في بغداد ولضمان تنفيذ جيد للخطة الأمنية الخاصة بالقمة التي تتضمن استنفارا شاملا لقوات الجيش والشرطة والأمن الوطني والمخابرات. واستعانت اللجنة التحضيرية لعقد القمة بشركة تركية لتقديم خدماتها للضيوف العرب دون ان يتضح ما اذا كان الأمر يتعلق بنفس الشركة التي قدمت ذات الخدمة في القمة السابقة بليبيا.