انتقد الشيخ حارث الضاري، الأمين العام لهيئة العلماء المسلمين في العراق في لقاء خاص مع «الشروق» مشاركة القادة العرب في «قمة بغداد» مؤكدا أن هذه المشاركة تمثل تزكية لحكومة المالكي حتى تواصل جرائمها بحق الشعب العراقي.
رأى الشيخ حارث الضاري أن هذه القمة تعقد تحت نير احتلالين، أمريكي وايراني داعيا القادة العرب الى مقاطعتها.قمة عربية جديدة.. في بغداد.. أية انتظارات وأية نتائج يمكن أن تتمخض برأيك، فضيلة الشيخ عن مؤتمر يعقد في مثل هذه الظروف... وفي عراق أنهى للتوّ عامه التاسع تحت نير الاحتلال؟هذه القمة هي الأسوأ في تاريخ القمم العربية فهي تفتقد الى المشروعية إذ أن نظام الجامعة العربية أساسا يعتبرها غير شرعية لأنها تُعقّد في ظل احتلالين... الاحتلال الأمريكي والإيراني... كذلك هذه القمة تعقد في بلد تحكمه سلطة عميلة وغير شرعية وفي ظل طائفية مقيتة تنفخ في نارها هذه الحكومة التي زجّت بمئات الآلاف من العراقيين في السجن وشرّدت الملايين وعملت على تقسيم العراق وإخراجه من حضنه العربي لصالح المشروع الأمريكي الإيراني فكيف لهذه الحكومة أن ترأس قمة عربية اليوم؟...
ما أود أن أقوله هنا أنه اذا كان هناك من شيء ستحققه هذه القمة فهو اعتراف العرب بهذه الحكومة غير الشرعية والتي تسوّق مشاريع احتلال العراق وسياسات الاجرام التي تمارس بحق شعبه.لكن الرواية التي يسوّق لها بعض القادة والمسؤولين العرب تقول بأن هذه القمة ستكون مناسبة لعودة العراق الى مداره العربي؟.. فهل هذا ممكن؟كيف تعيده الى محيطه وهي قمة لن تناقش فيها أي قضية من القضايا العربية المهمة... العراق أصلا غير موجود على أولويات القادة العرب مع أن القمة تعقد في العراق.. كذلك قضية فلسطين لن يتم التطرق اليها.. وأيضا الصومال اضافة الى قضايا أخرى عديدة... وبالتالي هذه القمة مخصصة فقط للمجاملات وهي تأتي بناء على طلبات معينة لا علاقة لها بالمصلحة العربية المشتركة.في ما يتعلق بالملف العراقي، كيف ترى أبعاد مضامين قمة بغداد... ثم وأي سقف تتوقعونه لهذه القمة بهذا الخصوص؟
لا أتصور أنها ستحقق أي نتائج في أي ملف من الملفات... وستكون نتائجها كارثية برأيي لأنها ستفهم من قبل حكومة المالكي على أنها مباركة وتزكية للحكومة القائمة في بغداد حتى تواصل جرائمها بحق الشعب العراقي وتستمر في ما تسمى بالعملية السياسية غير الشرعية والاقصائية وفي الممارسات الطائفية والقتل على الهوية والاغتصاب والتعذيب والمحاكمات الجائرة والفساد الاداري والمالي... والحقيقة انه من الغريب ان القادة العرب الذين نسوا العراق وأسقطوه من حساباتهم وتركوه يتخبط في مأساته يأتون اليه اليوم ليس لمساعدته بل لتقديم العون الى من كان وراء هذه المأساة الدامية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الانسانية.. وعليه فإن هذه القمة لن يستفيد منها الا المالكي وبطانته الفاسدة.. لكن الشعب العراقي الحر لن يلتفت الى هذه القمة ولن ينتظر منها اي شيء فهو مصمم فقط على الاستمرار في مقاومته وفي العمل على استعادة حريته من خلال ثورة شعبية حقيقية...هل من مطالب معينة تريد ان تتوجه بها الى القادة العرب الذين سيجتمعون غدا في بغداد؟ما أطلبه من القادة العرب هو مقاطعة هذه القمة والانحياز الى مصلحة الشعب العراقي الذي دافع عن كل العرب بمقاومته الباسلة والشجاعة.
فإذا كان بعض القادة يقولون بأن رغبتهم في مساعدة العراق وتعزيز العلاقة معه هي التي دفعتهم الى ذلك فإن هذا لا يتحقق الا بالوقوف الى جانب شعبه وتقديم المساعدة له من أجل اخراجه من محنته وليس بالوقوف الى جانب جلاّديه ومد اليد لهم... نعم الشعب العراقي الجريح بحاجة اليوم الى الحكام العرب المحترمين لمساعدته ولكن من خلال العمل على انقاذه من سياسات هذه الحكومة المجرمة وليس الاعتراف بها... كذلك أود ان أستغل هذه المناسبة لأناشد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الذي عندما كان معارضا كان يتكلم عن احتلال العراق ويصف حكومتها بالعمالة والإجرام... فهل هذا يتناسب مع زيارته؟...