يعيش بعض الحرفيين المشاركين في معرض الصناعات التقليدية بالكرم حالة احتقان متواصلة على خلفيّة تواجد منتوجات تقليدية مستوردة داخل المعرض قالوا إنها «وصمة عار على المعرض». هؤلاء، وفي مقدمتهم طارق بن عثمان أمين سوق الفضّة ورئيس جمعية حماية حرفة الفضة، عبّروا، في تصريح ل«الشروق»، عن استغرابهم من الموقف السلبي لديوان الصناعات التقليدية في حماية معرض الحرفة اليدوية التونسية في مجال الصناعات التقليدية. احتجاج الحرفيين قال بن عثمان إنّ «أخطاء انتهاك قطاع الصناعات التقليدية من قبل الدخلاء تتكرّر دون تحرّك رسمي من قبل الديوان للتصدي لها» مشيرا الى أن «معرض الصناعات التقليدية ليس معرضا تجاريّا بقدر ما هو واجهة وفضاء خاص بالحرفيين التونسيين لتقديم عصارة المهارة اليدوية التونسية لكن الدورة الحالية تشهد عكس ذلك إذ يتواجد في أروقة المعرض أجانب يروّجون منتوجات تقليدية مستوردة من الصين ومن الدول الآسياوية». وأوضح بن عثمان أنّ «الخيّالي» (عقد ذو بصمة تونسية خاصة) يروّج في المعرض كمنتوج مستورد أمام صمت تام من قبل الادارة. كما أكّد المتحدث أن المعرض واجهة لعرض المنتوجات التونسية دون غيرها مبرزا أن الحرفيين تضرروا من المنتوجات المقلدة الامر الذي دفعه شخصيا الى التقليص من عدد المشتغلين معه من 18 عاملا الى عامل واحد. وذكر بن عثمان أن تهريب المنتوجات المقلّدة ما يزال نشيطا وإن عجزت الادارة عن حماية المهنة من اختراقات التهريب وهي قادرة على إغلاق منافذ المعرض في وجه المنتوجات المستوردة من خلال تفعيل القانون لكن شيئا من ذلك لم يتم. وأكّد أمين سوق الفضّة أن غاية الحرفيين من المشاركة في المعرض ليست تجارية بقدر ما هي تعريف بالمنتوج. وعلمنا من المتحدث أن المحتجّين داخل المعرض استعانوا بعدل تنفيذ يوم الأحد لمعاينة عرض منتوجات مستوردة وذلك «استنادا للقانون الداخلي للقطاع الذي يمنع عرض المنتوج المستورد والمقلّد لكن ما راعنا هو تملّص الادارة من دورها في التصدّي لهؤلاء وبالتالي عدم تطبيق القانون». وقال بن عثمان إنّ المحتجّين سيتصلون بالسلط القائمة على القطاع وبالحكومة للتدخّل لحماية الحرفة التونسيّة وإن لم يستمع إلينا أحد سنلجأ للمدّ الثوري وندافع عن مشاغلنا بأشكال الاحتجاج الطبيعيّة» مبرزا أن الحرفيين يناشدون التطوير. ردّ الادارة في المقابل قال سفيان تقيّة الرئيس المدير العام لديوان الصناعات التقليدية ل«الشروق» إنّ الديوان اتخذ اجراءات عديدة لحماية قطاع المصوغ بما فيه قطاع الفضّة فتمّ التنصيص على تحديد تعريفات جمركيّة متعلقة بالمنتوجات التقليدية الموردة واخضاعها للمراقبة الفنيّة الآليّة وكذلك اخضاعها للتراخيص الديوانية بالتنسيق مع الادارة العامة للتجارة الخارجية بالاضافة الى مطالبنا بتوسيع صلاحيات الديوان نحو المراقبة الاقتصادية للمنتوجات التقليدية. كما قال ر.م.ع ديوان الصناعات التقليدية إنه تمّ اعداد تقريرين لتشخيص مشاكل القطاع وتقديمهما لرئيس الدولة المؤقت ورئيس الحكومة المؤقتة من ذلك التأكيد على الطاقة التشغيلية الكبرى للقطاع وقدرته على استيعاب عدد كبير من طالبي الشغل خاصة مع توفّر المواد الاوليّة وتثمينها. وردّا عن سؤالنا حول اجراءات الحماية التي تمّ اتخاذها لحماية حرفة الفضة قال إنّه تمّ التنصيص على تفعيل طابع العرف الخاص بالفضّة. وحول حماية المعرض من المنتوجات المستوردة والمقلّدة قال تقيّة هناك فريق قار من المراقبة الاقتصادية على عين المكان وقد قام بعمليات حجز للمنتوجات المقلدة وحرّر محاضر في ذلك وفيما يتعلّق بعرض حلي ليس من الفضّة لكنّه صُنِع بأياد تونسية وبابتكار تونسي وفي داخل تونس والمندرج في اطار ظاهرة الموضة فلا غبار على مشاركته في الدورة الحالية رغم أن بعض الحرفيين يعارضون هذا التوجه الجديد من الابتكار إمّا لأنهم غير راغبين تطوير التصوّر أو لأنهم غير قادرين على مواكبة ذلك التطور. وأوضح تقيّة أنّه تمّ تكليف لجنة قبل انطلاق المعرض تكونت من المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بتونس ومدير تنمية الكفاءات بالديوان ومدير مركز التكوين في قمرت وطارق بن عثمان بصفته أمين الحرفة رغم أن صلاحياته انتهت منذ 2009 وفقا للقانون الذي ينص على أن أمين السوق المنتخب في 2004 يتولى المنصب طيلة 5 سنوات فقط في انتظار تجديد مجلس الحرفة. هذه اللجنة، التي تكونت على اثر تشكيات تقدم بها بن عثمان للتشكيك في نشاط بعض الحرفيين المشاركين حاليا في المعرض أدت زيارة الى ورشات تصنيع الحرفيين المُشتكى بهم وتبين أنها ورشات فرنسيّة تمتهن صناعات حلي من معادن ليست ثمينة بأيادي تونسية وهي استثمار تمركز بتونس منذ حوالي سنة وبالتالي تصريحات بن عثمان تدخل في اطار المشاكل الشخصية بينه وبين الحرفيين المذكورين. كما قال ليس بإمكان أمين سوق الحرفة استخدام صلاحيات الدولة والديوان لتحقيق صلاحيات شخصيّة فإن كانت لديه مشاكل شخصية مع بعض زملائه عليه التوجه للقضاء ولمجلس المنافسة أما إن كان يريد امتطاء الديوان لطرد المستثمرين أقوله له أنا آسف. وأكد سفيان تقيّة أن قرار تخصيص معرض الصناعات التقليدية للحرفيين مقترح أتى به الديوان ولم يتقدّم به بن عثمان أو غيره وبالتالي فإن الديوان يسعى لترميم القطاع وتطويره ولا يسعى لتقزيمه كما تشير الى ذلك اتهامات المحتجين.