احتفلت عديد الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي ال«فايس بوك» أمس بذكرى يوم الأرض وتداولت بالمناسبة عديد الصور والبيانات الصادرة عن أحزاب تونسية وعربية أخرى وفلسطينية كما تم الاستنجاد بالشعر الفلسطيني والعربي وعلى رأسه طبعا ابداعات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. ولعله من أجمل ما تم تداوله في صفحات ال«فايس بوك» بهذه المناسبة قصيدة محمود درويش «أنا الأرض» والتي ننقل البعض منها بهذه المناسبة أيضا. أنا الأرض والأرض أنت خديجةُ! لا تغلقي الباب لا تدخلي في الغياب سنطردهم من اناء الزهور وحبل الغسيل سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل سنطردهم من هواء الجليل. وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. سقطن على باب مدرسة ابتدائية. للطباشير فوق الأصابع لونُ العصافيرِ. في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها. أُسمّي الترابَ امتدادا لروحي أُسمّي يديّ رصيفَ الجروح أُسمّي الحصى أجنحة أسمّي العصافير لوزا وتين وأستلّ من تينة الصدر غصنا وأقذفهُ كالحجرْ وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين. وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب، وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء. أبي كان في قبضة الانجليز. وأمي تربّي جديلتها وامتدادي على العشب. كنت أحبّ «جراح الحبيب» و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة، مرّ الرصاص على قمري الليلكي فلم ينكسر، غير أنّ الزمان يمرّ على قمري الليلكي فيسقطُ سهوا... وفي شهر آذار نمتدّ في الأرض في شهر آذار تنتشرُ الأرض فينا مواعيد غامضةً واحتفالا بسيطا ونكتشف البحر تحت النوافذ والقمر الليلكي على السرو في شهر آذار ندخلُ أوّل سجنٍ وندخلُ أوّل حبّ وتنهمرُ الذكريات على قرية في السياج وُلدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجل كيف تفرّين من سُبُلي يا ظلال السفرجل؟ في شهر آذار ندخلُ أوّل حبٍّ وندخلُ أوّل سجنٍ وتنبلجُ الذكريات عشاءً من اللغة العربية: قال لي الحبّ يوما: دخلت الى الحلم وحدي فضعتُ وضاع بي الحلم. قلت تكاثرْ! تر النهر يمشي اليك. وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها. بلادي البعيدة عنّي.. كقلبي! بلادي القريبة مني.. كسجني! لماذا أغنّي مكانا، ووجهي مكانْ؟ لماذا أغنّي لطفل ينامُ على الزعفران؟ وفي طرف النوم خنجر وأُمي تناولني صدرها وتموتُ أمامي بنسمةِ عنبر؟ وفي شهر آذار تستيقظ الخيل سيّدتي الأرض! أيّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموّج، بعدي؟ وأيّ نشيدٍ يلائم هذا الندى والبخور كأنّ الهياكل تستفسرُ الآن عن أنبياء فلسطين في بدئها المتواصل هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة هذا نشيدي وهذا خروجُ المسيح من الجرح والريح أخضر مثل النبات يغطّي مساميره وقيودي وهذا نشيدي وهذا صعودُ الفتى العربيّ الى الحلم والقدس. في شهر آذار تستيقظ الخيلُ. سيّدتي الأرض! والقمم اللّولبية تبسطها الخيلُ سجّادةً للصلاةِ السريعةِ بين الرماح وبين دمي. نصف دائرةٍ ترجعُ الخيلُ قوسا ويلمعُ وجهي ووجهك حيفا وعُرسا وفي شهر آذار ينخفضُ البحر عن أرضنا المستطيلة مثل حصانٍ على وترِ الجنس في شهر آذار ينتفضُ الجنسُ في شجر الساحل العربي وللموج أن يحبس الموج.. أن يتموّج... أن يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن أرجوك سيّدتي الأرض أن تسكنيني صهيلك أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقية أرجوك سيدتي الأرض أن تخصبي عمري المتمايل بين سؤالين: كيف؟ وأين؟ وهذا ربيعي الطليعي وهذا ربيعي النهائيّ في شهر آذار زوّجتُ الأرضُ أشجارها.
هذا الترابُ ترابي وهذا السحابُ سحابي وهذا جبين خديجة أنا العاشقُ الأبديّ – السجينُ البديهيّ رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكّر.. قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكّر هذا احتمال الذهابِ الجديد الى العمر، لا يسأل الذاهبون الى العمر عن عمرهم يسألون عن الأرض: هل نهضت طفلتي الأرض! هل عرفوك لكي يذبحوك؟ وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت الى جرحنا في الشتاء؟ وهل عرفوك لكي يذبحوك وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت الى حلمنا في الربيع؟ أنا الأرض.. يا أيّها الذاهبون الى حبّة القمح في مهدها احرثوا جسدي! أيّها الذاهبون الى صخرة القدس مرّوا على جسدي أيّها العابرون على جسدي لن تمرّوا أنا الأرضُ في جسدٍ لن تمرّوا أنا الأرض في صحوها لن تمرّوا أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها لن تمرّوا لن تمرّوا لن تمرّوا! وفي هذه الأثناء تناقلت بعض الصفحات صورة لتصويت تجريه شركة غوغل حول تسمية الأراضي المحتلة على خارطتها الالكترونية اما فلسطين أو اسرائيل وقد صوت حتى البارحة 67 بالمائة من المتصفحين لفائدة كيان الاحتلال الاسرائيلي.